سعيد غريّب: البلد يحكمه ستة رعاة ويتبعهم اربعة مليون خروف
ضمن حلقة جديدة من “شخصية البلد” حلّ الإعلامي سعيد غريب ضيفاً على البرنامج عبر راديو البلد مع الإعلامية ليليان ناعسي.
تحدث غريّب عن أوضاع السياسية في البلد، مؤكدًا أن البلد يحكمه ستة رعاة “ماسكين البلد للأسف” ويتبعهم اربعة مليون خاروف، والشعب لم يبلغ المرحلة الحقيقية في ممارسة الديمقراطية ،فالديمقراطية بنظره ليست حرية الإختيار والتصويت في الإنتخابات بل هي صحة الإختيار للمرشح المناسب ” في ناس بتصوّت نكاية بحدا تاني بس ضد المرشح الثاني”.
وتحدث عن استضافته لمعظم السياسيين اللبنانيين من مختلف الانتماءات في برنامجه “مختصر مفيد” الذي يعرض عبر شاشة ال NBN ، وينتظر مقابلة الدكتور سمير جعجع حيث صرّح عن محادثات بينهما لإستضافته قريباً، ولفت إلى أن أول مقابلة لجعجع في برنامج حواري كانت معه ومنذ ذلك الوقت لم يحاوره. وأضاف أن كل ما يحكى من قبل الضيوف على الشاشة مختلف كلياً عن ما يحكى خارج الهواء. أما عن إستضافته للرئيس السابق تمام سلام لم تكن من باب الصدفة، إنما كان يتنبأ بامر تسميته من قِبل الأفرقاء السياسيين بعد إستقالة الرئيس نجيب ميقاتي. كما أكد غريّب أن ليست لديه أي صداقات من الوسط السياسي لكن لا يخلو الأمر من المعارف كي يستطيع إستدعاء ضيوفه والتحضير لبرنامجه الذي يتولى إنتاجه وإعداده وتقديمه.
وشكر محطة الـ NBN التي إحتضنته ومازالت منذ 14 سنة، وأكد أنه المكان الوحيد الذي وجد فيه إستقلاليته وحريته الإعلامية ، ويفتخر بالثقة التي منحته اياها المحطة فهو لم يجبر يوماً على التماشي مع خطّها السياسي. وأكد أن الإستقلالية مكلفة خصوصا إن لم يكن الإعلامي يتبع خطاً سياسياً معيناً” أنا تربيت هيك مستقل ما بعرف مسح جوخ”.
وصرح غريّب أن هناك لجنة مصغرة تعمل بالخفاء بهدف تصويب المسائل المتعلقة في قانون الإنتخابات والصلاحيات التي سلبت من رئيس الجمهورية بعد إتفاق الطائف، والعمل لملء الثغرات فيها “معقول رئيس جمهورية ما عندو صلاحية ليحسم أمر معين “. وشدّد على أن رئيس الجمهورية لا يملك لا الأدوات العملية ولا الصلاحيات لحلّ المشاكل، وكل ما نقرأه في الكتب هو إنشاء عربي وليس أكثر.
عبّر غريّب عن عتبه على القنوات التلفزيونية التي لم تعد تكترث إلى المضمون والصوت بل الى الشكل فقط ولا تأخذ بعين الإعتبار الأخطاء الفظيعة التي لا تغتفر في تقديم نشرات الأخبار”ما في تركيز ولا معرفة ولا ثقافة ولا مخارج حروف”، واعتبر ان اللغة العربية ستنقرض بسببهم .
اما عن وضع الدراما فاعتبر أن الثقافة التركية التي تجتاح المحطات التلفزيونية أظهرت عيوب الدراما اللبنانية من براعة في التمثيل والأداء والإحساس والإخراج التي تجبر المشاهد على المتابعة الى ضخامة في الانتاج نفتقد اليها محلياً. وعبّر عن إحترامه واعجابه بالاعلامية بولا يعقوبيان لشفافيتها ومهنيتها في العمل رغم انها تطل عبر شاشة تابعة لخطٍ سياسي معين. وتلفته ايضاً التقارير الثقيلة والمهمة التي تعدّها الإعلامية دنيز رحمة فخري. وشدد غرّيب أن الإعلام ليس مهنة فقط بل هي مسؤولية كبيرة “مش مين ما طلع حكي صار إعلامي” ، وعن أجمل وأقبح ما في مهنة الإعلام، قال” بتصيري تعرفي كل شيء ونيال اللي ما بيعرف شيء وعايش مرتاح”.
و بالنهاية وجّه تحية لزوجته يمنى شكر رفيقة عمره حياتياً ومهنياً التي كانت ولا تزال سنداً كبيراً له فهو يأخد كثيراً بنصائحها. اما أبرز مشاريعه فهو إصدار كتاب يتضمن حكايته مع الإعلام طيلة 34 سنة.