خاص- دكتور محمد جسوس لبصراحة: أنا مع التوازن والتناسق وأرفض التغيير الكامل في الشكل
اذا كان صحيحاً ان الجمال هبة من عند الله وليس عبارة عن مقاييس نموذجية بل هو يشع من الداخل الى الخارج فان الصحيح أيضاً أن بعض التعديلات أو الاضافات أو الترميمات قد تزيد الجمال جمالاً وتعطينا صورة أكثر توازناً وهذا لا يكون الا بفعل جراح ماهر وتقنية عالية وعلاقة مريحة بين الطبيب ومريضه.
التقى موقع “بصراحة” مع خبير الجراحة التجميلية والترميمية والتقويمية الدكتور “محمد جسوس” وهو المدير المؤسس لمصحة Guess وهو من أكبر المتخصصين في الجراحة التجميلية في المغرب، وقد ساهم هذا الجراح الشهير في جعل المغرب وجهة طبية رائدة فكان لنا معه هذا الحوار الشيّق:
بماذا تتميز مصحة Guess عن غيرها؟
هذه المصحة تشكل مفهوماً جديداً في عالم الجمال والتجميل فهي تجمع بين مرافق طبية بتقنية عالية ومتطلبات فندقية فاخرة تستجيب لمعايير الرفاهية لتؤمن للزبائن جواً مطمئناً مريحاً، كما انها تضمّ طاقماً متخصصا في كل الاختصاصات التجميلية والاسنان وطب الجلد والليزر وزرع الشعر وطب الانعاش وطب الاوعية الدموية، بالاضافة الى قسم “السبا” الذي يقدم خدمات متميزة ويؤمن الاسترخاء والراحة قبل العمليات وفي فترة النقاهة ايضاً، وهذه المصحة هي الاولى من نوعها في المغرب وتحديداً في الدار البيضاء التي تعتبر عاصمة لجراحة التجميل مثل باريس، لوس انجلوس وبيروت.
أصبح معروفا ان زبائن المصحة هم من مختلف الجنسيات، ولكن ما هي الجنسية الاعلى نسبة التي تزوركم؟
يقصد المصحة العديد من النساء والرجال من كل أنحاء العالم و50% منهم هم من خارج المغرب، بالدرجة الاولى من البلدان القريبة كفرنسا الاقرب جغرافياً وثقافياً بالاضافة الى اسبانيا، ايطاليا، كندا، الولايات المتحدة الاميركية، أفريقيا والشرق الاوسط. هذا بفضل توفّر امكانيات الاقامة المريحة حيث تنتشر فيها عدة أجنحة تتمتع بكل امكانيات الراحة والرفاهية.
هل يتدخل طبيب التجميل فقط في أوقات الضرورة أو حسب الطلب؟
في الحقيقة يتدخل الجراح التجميلي في الحالتين، فاما نزولاً عند رغبة الزبون واما لضرورات واسباب اضطرارية. ففي البداية تكون الاستشارة حيث يحدث تبادل اراء بين المريض وطبيبه، بالاضافة الى استشارة نفسية ثم يشخص الجراح طلب المريض ونوع العملية التي يمكن تقديمها فاذا كان الطلب معقولاً أقبله او أرفضه وقد حدث ذلك كثيرا، فمثلا حين تأتيني شابة رشيقة جميلة وتطلب عملية شفط دهون أرفض لانه برأي ان عملية التجميل ليست طلب بل هي فلسفة وطب، فالهدف منها ان نصل الى نتيجة تحدث توازن في الجسم والعقل والحياة الاجتماعية.
هل يكون اهتمام الاطباء دائما بالنتيجة أم أن الهدف في غالب الاحيان يكون تجارياً؟
أنا طبيب مختص بالتجميل ولكني أؤمن بمبادئ مهنة الطب وهي مهنة انسانية لها مبادئ نبيلة هدفها منح السعادة والتوازن والتناسق، هي ليست تجارة بل هي طب. وأنا أكن الولاء الكامل لمهنتي وأحرص على ان لا تكون تجارية وفي نفس الوقت فأنا أستجيب لطلبات المرضى وأقدم الخدمة اذا كانت معقولة والامكانيات متوافرة والا فانني أرفض وخاصة عندما يكون الطلب اجراء عملية حسب صورة هنا أجلس مع المريض ونتحاور بهدف التفاهم واذا لم يحدث هذا التفاهم لا يمكن اجراء العملية فالعلاقة الطبيعية المريحة بين المريض وطبيبه توفر الراحة النفسية وتحقق نتائج أفضل حتى بالنسبة للحالات التي تأتي من الخارج عبر الانترنت فتكون هناك الاستشارة أولا ثم نتبادل الافكار واذا تمّ التناسق ننتقل الى الخطوة الاخرى وأحيانا تأتي مريضة تريد تطبيق تقنية محددة سمعت عنها في مكان ما أرفض العمل وأعمد الى محاولة اقناعها بما يلائمها فمن أسس نجاح العملية هو الاستشارة والتفاهم واختيار التقنيات الملائمة هذا بالاضافة الى جراح ماهر، وكلما كان القرار متفق عليه كانت النتيجة أفضل وبرأي هذا هو منطق جراحة التجميل.
-اذاً أنت كطبيب تجميلي ترفض نسخ صورة على وجه زبون ؟
بالطبع أرفض كما قلت لا بدّ من الحوار فالاقناع، فاذا أتتني سيدة متعلقة بصورة ما متشوقة للحصول على نفس النتيجة وقد أخذت قرارها بشكل نهائي ومندفعة أحاول الحدّ من اندفاعها واقناعها بما يلائمها فلكل شخص جمال خاص به، واذا أصرّت أرفض. وفي الحقيقة لا أتعرض للكثير من هذه الحالات.
-أين تقف حدود جراحة التجميل؟
في ممارستي العملية أرفض عملية التغيير الكامل للجسم أو الوجه فهناك مريض يرفض نفسه ويطلب تغييراً كاملاً.
-هل تقصد تغيير الجنس؟
لا تغيير الجنس ليس من اختصاص جراحة التجميل هذا مجال اخر. وكل جراح بضع لنفسه حدودا. فهدفي هو التوازن والتغيير الكامل مرفوض بل التعديل خطوة خطوة وللأحسن.
-ما هي أحدث التقنيات في عالم التجميل؟ وهل يعتبر الليزر اختراع العصر؟
كل يوم هناك تقنيات جديدة وأجهزة جديدة ولكن من المهم أخذ الاحتياطات اللازمة لان الجراح مسؤول فلا بدّ من اعطاء النصيحة فليس المهم اعتماد آخر التقنيات التي قد لا تعطي نتيجة جيدة فالطبيب الجراح هو المرجع دائماً، وهو المسؤول كما أنه هو الذي يعطي المعلومة الصحيحة فمثلا تُعتبر “فلاكسر” هي آاخر تقنيات علاج البشرة ولكنها أحيانا لا تعطي وحدها النتيجة الخارقة فنحن لدينا جميع التقنيات ونجمع بين أكثر من تقنية للوصول الى أفضل النتائج، فالتكنولوجيا مهمة الا ان الجهاز لا يعمل وحده فهناك العقل والاختصاص والمؤهلات. ومن المؤسف اننا أصبحنا نرى الناس تتشابه: نفس الحاجب او الشفاه… وهناك تقنية جديدة أعتمدها في المركز وهي “الريفريش” وهي عملية جراحية مدتها 20 دقيقة ممكن اجرائها من سن الاربعين وما فوق لشدّ عضلات الوجه فيصبح أكثر نضارة وكذلك لمحيط العينين والخدود واستدارة الوجه والعنق وبامكان السيدة ان تلاحظ النتيجة مباشرة وتكون جدا سعيدة بها والمهم ان معالم الوجه الاساسية لا تتغير فأقبح شيء أن لا تعود الناس تتعرف الى الشخص بعد خضوعه للتجميل.
-ما هي أكثر العمليات طلباً واجراءً؟
عمليات الشفط هي الاكثر طلباً واجراءً في العالم والمهم ليس شفط الدهون بل المطلوب نحت الجسم لان الدهون قد تزول من مكان وتتجمع في اخر والهدف هو الحصول على جسم متناسق ومتوازن وهناك العديد من أنواع الشحوم فالسطحية تزول بسرعة أما العميقة فلا تزول لا بالحمية ولا بالرياضة اذا يجب اجراء عملية شفط وخاصة من أماكن المؤخرة والافخاذ.
-لماذا تكون نتيجة العملية أحياناً غير مرضية أو تؤدي الى تشويه ما؟
التشويه نتيجة غير مقبولة ولكن أحياناً يحدث ان تكون النتيجة جيدة ولكن لا تقبلها المريضة فشدّ عضلات الوجه أحيانا يفقد الوجه معالمه الطبيعية كما أن جراحة التجميل هي في الاساس جراحة يمكن ان يكون لها مضاعفات ولهذا علاقة بصحة المريض لذا يجب اجراء التحاليل والفحوصات المخبرية والتخطيط والتأكد من عدم وجود مرض مزمن كالسكري أو الضغط ولكن بصفة عامة لا خطورة من عملية التجميل كما أنه هتاك أخطاء بسيطة ممكن اصلاحها مثلا كبقعة في الوجه.
-هل تقوم باصلاح عمليات فاشلة قام بها الزبائن عند طبيب اخر؟
هناك بعض الحالات لا أملك حلاً لها فبرأي من الخطأ أن تلجأ المريضة الى عدة أطباء لإجراء عمليات التجميل لها، فالافضل ان يقوم جراح واحد باجراء كل عمليات التجميل لانه كما قلت الهدف هو الوصول الى التناسق والتوازن وهذا لا يحدث الا بالعلاقة الجيدة بين الجراح والمريض والثقة والاقناع للوصول الى قرار مشترك.
-بصراحة مَن من الفنانات اللواتي خضعن لعمليات تجميل كانت نتيجتها غير ناجحة؟
كثر، برأي الجمال سحر وليس مقاييس وممكن أن تكون جميلة ومتناسقة ولكن دون سحر فالنجم هو انسان لديه شخصية خاصة وجاذبية معينة أهم من المقاييس، وكما أرى أن السيدات كلهن جميلات ولكل واحدة جمالها الخاص ولكن البعض يحتجن شيئاً اضافياً وهنا دور الجراح في تقديم النصائح فمن واجبه مساعدة المريضة للاقتناع بالرأي الافضل لها وتعزيز ثقتها بنفسها.
-أخيراً يرأيك الى أي مستوى وصل التجميل في العالم العربي وهل تمكن من مافسة الغرب؟
بكل صراحة وضع الطب التجميلي في العالم العربي جيد وناجح لان التقنيات متوفرة ونحن كأطباء واكبنا التطور فالشهادة لا تكفي بل يجب الاطلاع الدائم والتدريب المستمر وتبادل الخبرات، كل هذا من خلال التجربة والمؤتمرات في كل دول العالم المتقدم. ونحن اليوم في نفس مستوى الجودة والتقنية مع الغرب، وحتى طلبات الزبائن تطورت ولم يعد التجميل حكراً على المشاهير. والتنافس في العالم العربي بين أطباء التجميل شديد خاصة بين بيروت والدار البيضاء حيث هناك شبكة علاقات دائمة وهذا التنافس ايجابي يؤدي الى التقدم. وجراح التجميل في العالم العربي له خصوصية ومتميز لان الطلبات متميزة وهي متشابهة بسبب الثقافة الواحدة فمثلا الزبونة العربية متطلبة كثيرا فهي تريد أفضل الخدمة من الاستقبال الجيد والعلاقة الجيدة مع الطبيب والتخدير وعدم الشعور بالألم والوصول الى أفضل نتيجة جمالية مع المحافظة على المعالم الطبيعية ومدة نقاهة قصيرة ولديها هاجس ان لا أحد يكتشف أنها قد أجرت عملية تجميل. كل هذا يشكل ضغطا على الاطباء الا انه ضعط ايجابي يدفعنا الى العمل بشكل أفضل.