تغطية خاصة بالفيديو- جيزيل خوري: اغضب وأخرج عن طبيعتي بسبب قلة الأدب أحياناً
حلت الاعلامية جيزيل خوري ضيفة على برنامج “ناس وناس” الذي يعرض مساء كل سبت على شاشة المستقبل مع الاعلامي ميلاد حدشيتي.
في البداية أوضحت جيزيل ان الهدوء الذي يطغى على شخصيتها اليوم هو بالدرجة الاولى يأتي من طبيعتها ومن الحرفية الاعلامية مع العلم انها تغضب احيانا وتخرج عن طبيعتها بسبب قلة الادب لانه بنظرها ان التلفزيون يدخل الى بيوت كل الناس وبالتالي فهناك لغة غير مقبولة احيانا وكذلك فان المنطق الجامد الى حدّ “الهبل” عند البعض يثير فيها الاستفزاز فهو ليس أصعب من الحوار مع أصحاب المنطق العنصري الضيق.
وتحدثت جيزيل عن الفرق بين الحياد والموضوعية، فالحياد هو ان لا يكون عند الشخص اي موقف او احساس تجاه قضية معينة. بينما الموضوعية تعني ان يتمكن الانسان من ابراز وجهة نظره ووجهة النظر الاخرى وان لا يقدم أخبارا مغلوطة.
وبالنسبة لثورة التكنولوجيا اليوم وللفورة في وسائل الاتصال والتواصل، رأت جيزيل ان لا مشكلة في الاعتماد على الانترنت للحصول على المعلومات ولكن المشكلة في اختيار الموقع فالمهم هو مصداقية الموقع المعتمد. وأضافت ان وسائل التواصل الاجتماعي شيء جديد في العلاقات الانسانية مشيرة الى انها ناشطة كثيراً على تويتر بشكل خاص، ورفضت “خوري” الحكم على تأثير هذه الوسائل اليوم فنحن بحاجة الى فترة أطول للحكم عليها.
ونفت جيزيل ان تكون قد أصبحت أقل موضوعية بعد استشهاد الصحافي سمير قصير لافتة الى أن أسئلتها لا زالت كما هي الا ان الناس اصبحت أكثر تساؤلا وتركيزا حولها.
وعن تجربتها الاعلامية وانتقالها من الشاشات المحلية الى الفضائية، كشفت جيزيل انها تحنّ اليوم وبشدة الى برنامج “حوار العمر” معتبرة انه هو الذي اعطاها النجومية واعتبرت ان برنامجها “بالعربي” هو برنامج ناجح جداً على الرغم من مرور عشر سنوات على عملها بقناة العربية. وأضافت أن القنوات الاخبارية لا تصنع نجوماً بينما القنوات العامة تصنع نجوماً في الاعلام مع التأكيد على ان المهنة اهم من النجومية. وتابعت انه يوجد اليوم الكثير من النجوم الاعلاميين مبدية اسفها عن تراجع لبنان في ان يكون في صدارة وسائل الاعلام فقد كانت تأمل في أن تأتي قناة الاخبارية الاولى في العالم العربي من لبنان خاصة انه يمتلك الكثير من الطاقات والثروات وليتمتع بالديمقراطية والحرية، لافتة الى اننا في لبنان قد سجلنا نجاحا لافتا في برامج المنوعات فمحطة “أم بي سي” مثلا التي هي الاولى في العالم العربي نصف انتاجها في لبنان، وتساءلت لماذا تختفي قنواتنا عن الصدارة؟
وعن الاسباب ارجعت “خوري” السبب الى الوصاية التي حدّت من حرية الاعلام والتنازلات التي قدمتها بعض وسائل الاعلام، بالاضافة الى عدم الوعي في صناعة الخبر. وأضافت ان هناك مشكلة في قانون الاعلام في لبنان اذ يتقاسمه الزعماء والطوائف وسجلت هنا موقفاً للرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي قال انه يتخلى عن تلفزيونه اذا تخلى الآخرون ايضاً عن محطاتهم موضحة ان القانون السائد لا يستطيع ان يحمي الاعلام لأنه قديم.
وأوضحت جيزيل انها تتابع الكثير من البرامج على التلفزيون وأكثر ما أعجبها في الفترة الاخيرة الحلقات الاخيرة من برنامج “ذا فويس” وميزت هنا ظاهرة دكتور باسم يوسف حيث رأت أننا اليوم في مزاج هذه الظاهرة التلفزيونية فهي شيء جديد على الشاشات العربية لكنها تحمل النكهة المصرية الخفيفة الظل.
وعن دور المرأة في العمل العام، أشارت جيزيل الى ان نسبة النساء في العمل العام لا تتجاوز 1.5 % بينما يشكلن 54% من المجتمع حسب احصائيات سنة 2005 وللأسف فان هذا الواقع قد تغير اليوم وتراجعنا الى الوراء ففي عام 2005 كان الامل قويا في بناء لبنان الحديث، واليوم عدنا الى لبنان الطوائف وهذا التراجع ينعكس أيضا على دور المرأة، وأبدت استغرابها الشديد لمجرّد طرح فكرة مشروع اللقاء الارثوذكسي للانتخابات المقبلة. وأضافت أن النظام السائد اليوم لا يجعل من المرأة في الخطوط الامامية وبرأيها أن الاحزاب الحديثة المنفتحة فقط هي التي تعزز دور المرأة معتبرة ان الاحزاب السائدة في لبنان اليوم لا تبرز دور المرأة اذ قليلا ما نرى سيدة في اي لجنة تنفيذية لاي حزب. وأضاقت أن النساء اللبنانيات اللواتي دخلن الندوة البرلمانية كنّ مميزات بأغلبهنّ وحتى أفضل من الرجال، فمثلا الوزيرة السابقة نائلة معوض تميزت في وزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك الوزيرة السابقة بهية الحريري في وزارة التربية كما هو الحال بالنسبة للوزيرة السابقة غنوى جلول واليوم النائب ستريدا جعجع فهي فاعلة ولديها عمل انمائي في منطقتها وهي عضو أساسي في حزب كبير في لبنان. واعتبرت جيزيل ان كل هؤلاء يمثلن جيزيل خوري كذلك فكل الجمعيات الاهلية التي تدعو الى حماية المرأة تمثلها شخصيا. وأوضحت انها لا تنوي الترشح الى الانتخابات النيابية معتبرة ان الميناء الاخير لها هو الاعلام، الانتاج والكتابة.
وردا على استطلاع لاراء الناس حول حلم النساء اليوم، أعلنت جيزيل انها تحترم خيارات النساء وفكرهن فالامومة مشروع كبير جدا في الحياة وهي أم ولكن في نفس الوقت يجب ان يتاح امام المراة مجالات الاختيار لا أن تُفرض عليها الامور. وميزت هنا بين حلم المرأة الشابة الذي يتمحور حول تأسيس العائلة، فيما المرأة الناضجة تحلم بتحقيق ذاتها واستقلاليتها. وأشارت الى ان التربية في لبنان اختلفت عن السابق فأصبحنا نربي البنت أن تكون كيانا مستقلا وتخطينا الفكرة القديمة باعتبار المرأة كياناً تابعاً، وأصبح للمرأة الحق في اختيار ما تحلم به.
وعن الموت وقول الشاعر الكبيرالراحل محمود درويش “الموت لا يوجع الموتى بل الاحياء ممن هم حولهم” قالت “خوري” ان الزمن لا ينسي الانسان بل يجعله يتقبل اكثر فكرة غياب الشخص وما يؤلم اكثر في لبنان ان أسئلتنا تبقى دون أجوبة فنحن نقرر ان نستمر وان نضمّد جراحنا بشكل او بآخر فكل مصاب في لبنان هو من يداوي نفسه بنفسه ففي قضية سمير قصير ومع مرور 8 سنوات على الجريمة لا زال القاتل حرّاً طليقاً. في البداية كان هاجسها الاول المحكمة وكانت مستعدة للذهاب ولو الى الصين لكشف الحقيقة اما اليوم فبرأيها ان المحكمة صارت واننا اصبحنا نعرف الكثير انما لا زال هاجسها هو معرفة كل التفاصيل.
ورداً على سؤال عن تعديل الوان ملابسها اليوم رأت جيزيل ان ذلك نوع من أنواع الشفاء موضحة انها قد تعبت فعلا وقررت متابعة الحياة.
وعن مؤسسة سمير قصير للاعلام، أوضحت ان الكثيرين ممن يعملون في هذه المؤسسة لا يعرفون سمير شخصيا الا من خلال كتاياته، وان هذه المؤسسة تضم مشروعين كبيرين الاول مهرجان ربيع بيروت الذي يعتبر رسالة ثقافية وهو مجاناً لكل الناس وهذه السنة سيطلق نسخة فريدة متخصصة للمسرحي والكاتب اللبناني الفرنسي وجدي معوض وهناك ليلة مع ليلى صالح بالاضافة الى مشروع “سكايز” الذي هو دفاع يومي عن الصحافيين في المشرق العربي، ففيه نضال وعمل يومي وهو ناشط جداً.
وبالنسبة لاعلان “حرية الصحافة” الذي يظهر مؤخرا على شاشات التلفزيون أوضحت جيزيل انه قد نال جائزة من الاتحاد الاوروبي وأنه يصور فعلا واقع الاعلام عندما تغيب الحرية عن عمل الصحافة. ولفتت الى ان مؤسسة سمير قصير هي التي ستنظم حفل توزيع الجوائز لهذا العام معربة عن خوفها في البداية أن لا يُفهم هذا الاعلان من قبل الناس الا انها راضية اليوم على انه قد أحدث صدمة وتمكن من ايصال فكرة الصورة الاعلامية في حال غياب الحرية والمسؤولية وأوضحت أنها ضد الرقابة على العمل الاعلامي، من هنا نجد ان التلفزيونات الخاصة هي الاهم لان الرقابة فيها أقل.
وأضافت جيزيل انه اذا كان الاعلام يصنع نجوما فمن الصعب ان يصنع رموزا، واعتبرت ان دكتور باسم يوسف قد أصبح ظاهرة اعلامية واذا كان هناك سيدات قد أصبحن نجمات تلفزيون فالرموز بحاجة الى الريادة. وسجلت هنا ظاهرة اعتماد العنف الكلامي والمشاجرات في بعض البرامج التلفزيونية ومن قبل بعض النجوم الاعلاميين بهدف تحقيق نسبة مشاهدة عالية.
وصنفت النجوم الاعلاميين نوعين الاول نجوم غير صحافيين كالذين يقدمون برامج الاستعراض والنجوم الصحافيين الذين يقدمون التقارير والبرامج الحوارية. وأضافت ان من يعمل اليوم على ساحات الحرب والثورات ويقدمون أعمالا كبيرة قد يصبحون رموزا في المستقبل.
وطرحت جيزيل سؤالا للزعيم الراحل ياسر عرفات: لماذا أخذت فلسطين معك؟ وتوجهت بالكلام للشاعر الراحل محمود درويش انه صديق مقرب جدا. كما سألت المخرج عمر عن سوريا ومستقبلها ودعت الموسيقي زياد الرحباني لجلسة حوار هادئة من القلب.
وبالنسبة لبرنامجها الاذاعي الجديد “لقاء الاحد” عبر صوت لبنان اعتبرت جيزيل ان الاذاعة ليست مريحة اكثر من التلفزيون اذ انه عبر الصوت يضطر الاعلامي ان يمرر كل انفعالاته الا انها أحبت التجربة، وكشفت انها لا تعتبر عملها هذا منافسة للاعلامية وردة الزامل حيث حلّ برنامجها محلّ برنامج وردة “المجالس بالأمانات” معتبرة ان الاعلامية وردة من أهم الاصوات والصحافيات في الاذاعة الا انها هي اختارت ان تكون في مكان اخر.
وقالت جيزيل انها تؤيد الزواج المدني فهو يشكل حلا للزواج المختلط موضحة انها كانت تحب ان يكون زواجها الثاني مدنياً الا انها تفاجأت بارادة سمير أن يكون زواجهما كنسيا كزواج والديه الذي يشكل رمزاً له.
وعن علاقتها بالله، كشفت جيزيل ان المرء يمر بمراحل عدة في علاقته مع الله تتضمن أسئلة كثيرة ووجدانيات وتردد وشكّ الا انها اليوم مؤمنة بمشيئة الله. وبرأيها ان الايمان عمل يومي يجب ان نوطده فهو ينتشلنا من الاحزان واليأس.
وأعلنت أنها لا زالت في صدد كتابة سيرتها الذاتية بشكل بطيء وهادىء وقد عمدت الى التمهل قليلا بإنتظار حصول تقدم بمسيرة المحكمة الدولية. وأضافت انها ترغب ان لا تحمل هذه السيرة صدمات للكثيرين لان الناس في لبنان عندهم مواقف جاهزة وحكم مسبق فالكتاب هو عن قصة ثنائي معروف وعن كيفية تعاطي هذا البلد بكل فئاته من الرئيس والوزير والسائق والانسان العادي مع قصة حبهما كما أنه يؤرخ لبيروت في التسعينات وله علاقة بمسيرة السلم وعمل المخابرات… كاشفة عن احتمال صدوره في الصيف القادم.
وفي النهاية، اعتبرت جيزيل ان الشعب اللبناني يحق له ان يشعر بالتعب وبفقدان الامل احيانا الا انها دعته الى التمسك بحب الحياة. وأكدت ان لبنان سيتعافى بعد انقضاء هذه الحقبة السوداء.