طوني سمعان – الصفحة الأخيرة: الله أعطى / الله أخذ

” ناس شغلتها ” أن تصيب بالعين / بقصدٍ وليس بغير قصد فتأتي على كل جميلٍ كان / وأخضرٍ فيَبِسَ.

أمرُهم ليس بمستهجنْ . الحرمانُ من أشياء يجعل الكونترول على مُشتهى إقتنائها مفقوداً / ومصارعة الإمتلاك تقوى على كل قناعة أوصى بها رب الخلق …

المحرومون من العاطفة لسببٍ ما يحاولون تعميمَ سوءَ وضعهم على محيطهم : تُشفقُ عليهم هُنيهةً وتتحاشاهم زمناً / غالبيةُ فحيحُهم شؤم وذبذباتهم إحباطات . منهم من يتآخون ووضعهم ويسلّمون لقدرية ويستكينون / ومنهم صعاليك ونعمةُ الحب يرونها فضفافة وأسمالها وديباجها سواسية لذا يلجأؤن الى التالي المُقزز:

إزورار متى ناظروك وعاينوك سعيداً / لا يُقِرُ قرارهم حتى يفرغون سُم دُنِّهِم / سلامهُم صابٌ ينّمُ عن داخلٍ ولِدَ قاتماً ولم يُعمل مرةً على تبيضه لغايةٍ في نفسٍ لم تفهمْ معنى الحياة بحبٍ أو بغير حب . ” مساكين لا داقوا حِلم ولا مرار ” ومتى يبلغ عدم السيطرة حدَهُ / تبدأ عيونهم بـ ” ليزر خط نار” تُطلق حسداً شرراً ورفضاً لأي واقعٍ جميلٍ لثنائيِ مُجاورعَمِل جهده ليصل بجهده إلى منصب ” حبيبين ” ويعمل على ترقيةٍ وعلاوة كلما أخلص وتفانى وضحى .

متى التقيتهم خُذ بحبيبك وأهربْ بعيداً / توارَ عن أنظارهم وإنأ بنفسك حتى تهدأ عاصفة مُناهضتهم لحبك ويستكين بركان مقارنة شذوذ وضعهم بإستقامة وضعك وكأنك أنت المسؤول عن تخاذلهم يوماً لأنهم لم يستأهلوا هبوب ريحِ عاطفةٍ ولم يدلّكوا مُحياهم بحُبيّبات رذاذ أمواجه / إحملْ حبيبك وامشِ/ واتلُ الآيات المُحصنة والأدعية الناجعة / اسكب رصاصاً في مياه راكدة لفقء عين مُطاردة همُها الإلقاء بهمِها والثواء بأرض حبيبين / أيْكُهُما مُظلِلٌ طالما ريعانُ العلاقة بضٌ ونَضِرْ .

إذا افترسك يوماً تساؤلاً : أولماذا لا أعطف عليهم؟ أساعدهم كي أُعديهم من عشقي ؟! أنصت إليهم عساهم ضحايا لظُلاّم حب ؟ رزمة تساؤلات بدل أن تُريح تُقلق أو تُبَرِد فتُلهب : ضعْ نُصبَ عينيك إنه ما من مخلوقٍ إلا ومُنَّ عليه بمِنةٍ رفسَها ببطرٍ جراءَ تركيبة خاطئة في تعاطيه مع ذاته قبل تعاطيهِ مع آًخره …

نهدمُ ذاتنا برُمتهِ بوابلٍ من اللومِ والتذنب قبل أن نرمي الآخر بوردة استفسارٍ بُغية البحث والتحري/ تلقى في فيترينات مشوار العمر وجوهاً تبسمت لعبوسٍ عن سابق إصرار / وأيادٍ مُدت لجاحدٍ نيته الأخذ وعدم الرد وأقلَهُ الردَ بالمشاعر/ عندها تتحقق حكمةُ العالي : يُعطًي بيدٍ ويحجبُ بأخرى … يهديهم الوعي فرصة لزعامة أسد فيبّدلُها لاوعيّهم بتوقٍ لخنوع نعامة/ المُعطى يُقرّحُ عيناه بانتحابٍ استباقي وليس لتمتعٍ مستقبلي لذا . . . الله أعطى والله أخذ .

نشرت في الصفحة الأخيرة من مجلة نادين الصادرة في 22 – 3 – 2013

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com