رأي خاص- برنامج إكس فاكتور ينقصه الإكس فاكتور وهو في مرحلة رفض الخسارة… فهل يتقبّلها أخيراً؟
لا شك في ان برنامج “إكس فاكتور” يثبت حلقة بعد حلقة انه ينقصه وبجديّة كبيرة ال “إكس فاكتور” وهذا البرنامج الذي يدّعي القيمون عليه انه حصد ارقاماً خيالية ان لناحية نسبة المشاهدة على التلفزيون او نسبة المتابعة على موقع “يوتيوب” او لناحية عشرات آلاف التغريدات، يحاولون للأسف اقناع انفسهم قبل المشاهدين بأن البرنامج ناجح وان الاصداء ايجابية والحمد لله، ولكن نحن نؤكّد لهم ان موقف رفض الحقيقة هذا او ال denial الذي يكون عادة ردّة فعل عادية لأي مريض مصاب حين يخبره طبيبه بانه مصاب بمرض عضال لا ينفع في برنامج بميزانية خيالية كهذا يضاعف خسارته حلقة بعد حلقة، ورفضُ الواقع المرّ لا يلغي مرارة الخسارة، ولكن يجب على القيمين على البرنامج تحديد خسارتهم على الفور وتفعيل عملية البحث عن بدائل.
وانا آسفة حقاً لقول الحقيقة بهذه القسوة ولكن يجب ان تستفيقوا من أحلامكم الورديّة ولا تتأثروا بتغريدات المجاملة المكتوبة من معجبي أعضاء لجنة التحكيم المهووسين أصلاً وعلى عقولهم السلام … استمعوا الى نبض الشارع… الى الصحافة التي لا تربطها بكم او باعضاء لجنة التحكيم اي علاقات او مصلحة …استمعوا الى الناس الذين يعبّرون عن غضبهم لأنكم خذلتموهم بعدما وعدتموهم بتقديم برنامج ومواهب خارقة، فتبين لهم انكم “سلقتم” البرنامج سلقاً وحرقتم مراحل البحث عن المواهب حرقاً، فلم تُوفّقوا بمشتركين حقيقيين ، مشتركين يملكون اصواتاً حقيقية وموهبة جدّية. وان لم توفّقوا بمواهب واعدة فأي برنامج هذا الذي تتأملون ان يتابعه الناس؟؟
تجاوزات “بالجملة والمفرّق” قام بها البرنامج منذ لحظته الاولى، فاخبروني بالله عليكم أي برنامج يستعين بالAuto tune لمساعدة المشتركين على عدم اظهار مساوىء اصواتهم الفظيعة ؟ اي برنامج لا يزوّد لجنة التحكيم بال earpiecesبوجود عشرات الاف المتواجدين في الصالة ليتمكنوا من سماع اصوات المشتركين بوضوح والحكم عليها ؟ فكانت المبالغة في ردّة فعلهم وآهاتهم لمشتركين دون المستوى “مسخرة” حقيقية واهانة لمسيرتهم، ووقف المشاهد في منزله مذهولاً امام اختيارات اعضاء اللجنة غير مصدّق ما يحصل، فعبّر عن خيبة امله بكل صدق ولم يخفِ وقع الصدمة عليه خاصة وان المشاهد -ويجب اخذ هذه النقطة على محمل الجدّ- خَبِر مستوى اعلى واهم بكثير في آخر برنامج شاهده وهو The Voice وبطبيعة الحال وبديهياً سيُقارن كل ما يُقدّم له مع اهم برنامج اكتسح المحطات العربية. ولو ان برنامج X Factor قُدّم لنا منذ خمس سنوات لربما قبلناه وتلقّفناه واحببناه وذهلنا به ولكن لسوء حظه ان the voice رفع الstandards كثيراً فباتت المقارنة لغير صالح أي برنامج آخر …
وبما ان اليوم هو يوم مصارحة، فاسمحوا لي ان أسأل كيف لم يخطر على بالكم ان تنشئوا علاقة جيدة وتمدّوا جسور التواصل بين المشاهد والمشتركين فذلك من شأنه انجاح البرنامج بنسبة 50 % ، فلم تسمح لنا عملية المونتاج الفظيعة التعرّف على المشتركين، فمرّة تكتبون اسمه ومرّات لا تفعلون ، ومرّة يمّر مشترك ونسمع صوته وعشرات المرات تتجاهلون باقي المشتركين، فلا نعرف من هم وكيف هو شكلهم وكيف غنّوا ، باختصار شديد عملية “سلق بسلق” فلم نشعر انه تربطنا بالمشتركين اي علاقة، فلم نتفاعل ولم نتعاطف معهم “بفّل يلي بفّل وبيبقى يلي بيبقى…مش فارقة” وهذه سابقة في برامج الهواة حيث يعتمد اي برنامج آخرعلى اللعب على وتر المشاعر والاحاسيس والتعلّق بالمشتركين حتى في المراحل الاولى، الا في هذا البرنامج “الناشف” الذي يصلح فيه عنوانين عريضين هما “الفراغ” و”الفوضى”!!
وايضاً اليوم لن أدخل في موضوع اعضاء لجنة التحكيم لانني انتظر العروض المباشرة، ولكن قبل ان انهي قراءتي للحلقات الاولى من البرنامج الذي أملنا فيه خيراً فخيّب الآمال، اسأل على أي أساس اختار اعضاء لجنة التحكيم مساعديهم ، خاصة لناحية الاستعانة بمخرجين هما سليم الترك من لبنان و أحمد المهدي من مصر، خاصة انهما شاركا وابديا رأيهما بصوت وأداء المشتركين ، الا ان كان الحكام سيستعينون بهم لاحقاً من أجل اطلالات مشتركيهم واخراجها لذا وجودهما في مرحلة الاستماع الى الاصوات وتقييمها غير مبّرر ابداً .
يتبع…