تحقيق خاص- هل تعترض النجمة نانسي عجرم على اعلان كوكا كولا الجديد المسيء والمهين للعرب؟
كيف وصلت أمة الحضارة الى هذا الحدّ أحياناً من التخلّف؟ كيف تشوهت تلك الصورة المشرّفة الى صورة رخيصة نراها على شاشاتنا وفي اعلاناتنا؟ كيف انقلب شعب نشر العلم والحضارة الى شعب يلهث وراء الجسد والدولار؟ صحيح أن جزءً كبيراً من الخطأ يقع علينا وعلى حكامنا وأنظمتنا، الا أن الصحيح ايضاً ان هناك مافيا اعلامية عالمية تخطط وتعمل على هذا الانحدار.
وفي سياق هذه الحملة جاء الاعلان الأخير الذي صورته شركة “كوكا كولا” والذي جسّد فكرة السباق للوصول الى زجاجة ال “كوكا كولا” بين العرب ورجال الكاوبوي واخرين على درّاجاتهم النارية وفتيات الاستعراض اللواتي قدِمن على متن وسائل النقل الحديثة، فتعمّد القيمون على الاعلان على تصويرالعرب وكأنهم متخلفين يعيشون في عصر الجِمال ويلهثون وراء المتعة، بينما الغرب رائد في الحضارة والتكنولوجيا، يخترع لنا سلعة استهلاكية نجري وراءها دون وعي فنهدر المال وأحيانا الكرامة للحصول عليها لنكتشف بعدها مساوئها وغاياتها.
فماذا كانوا يقصدون؟ ومن كان وراء الاعلان وتلك المقارنة المشبوهة؟
شاهدوا الاعلان
ولم تكتفِ شركة “كوكا كولا” بذلك، بل أطلقت مسابقة على موقع الاعلان الذي شاهده اكثر من ثلاثة ملايين شخص وهو www.CokeChase.com وسؤالهم من يعتقدون سيفوز بزجاجة الكوكا كولا؟ او who won the Coke? لجذب عدداً كبيراً من المشتركين، فانحصرت المنافسة بين رجال الCowboy وراكبي الدراجات الناريّة والشابات الاستعراضيات او ال Show girls دون احتمال رابع او اي ذكر للعرب الذين استثنتهم من المسابقة وانتهت بفوز الشابات المثيرات كما تشاهدون في فيديو اعلان النتيجة الذي هو تكملة للاعلان الاساسي.
فكفى استهتاراً بالشعوب العربية واعتبارها أقل شأناً من الشعوب الغربية، فللعرب حضارة تاريخية عريقة، فلينظروا جيداً الى الدول العربية وليوقفوا هذا المشروع العنصري الذي يهدف الى تهميش العرب والتقليل من شأنهم. وهذا ما عبّرت عنه جمعيات عربية مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة والتي هدّدت شركة “كوكا كولا” بالتصعيد وبمقاطعة منتجاتها ان استمرت بعرض هذا الاعلان المخذي.
ونحن كصحافة لبنانية عربية لا يمكننا الاّ ان نستنكر هذا الاعلان المهين ونطالب بموقف موّحَد لمواجهة هذه الآفة الإلغائية الجديدة ، وهنا نتوجّه بمحبة الى الوجه الاعلاني الجميل لشركة “كوكا كولا” في الشرق الاوسط الفنانة العربية نانسي عجرم ونسألها ان تعبّر عن اعتراضها تجاه هذا التشويه العنصري والمسّ بكرامة العرب والعمل على اعادة الاعتبار الى القيمة الحقيقية للفنّ واعادة اظهار الصورة المشرّفة لشعوبنا والحفاظ على الكرامة والعزة لحضارة عمّت العالم لقرون عدة وهي قادرة على نفض الغبار… فمواكبة العصر والتاريخ خير شاهد.