تغطية خاصة- باسكال صقر: الفن تغيّر بسبب تبدل مزاج الناس… وتتحدث عن أسباب فشل الزواج في الحياة الفنية
اعتبرت الفنانة اللبنانية باسكال صقر أن طريقة الحياة قد تغيرت ومن الطبيعي أن يتبدّل الفنّ فمزاج الناس قد تبدّل، وجمهور المسرح خفّ والناس يعيشون ضغطاً عصبياً ونفسياً فبالتالي هم بحاجة للرقص والفرفشة.
وقالت باسكال أن الواقع صعب جداً والحلم يكمّل النقص ويعطي الأمل، وأضافت أن الاحلام تتغير وتقلّ مع نضج الانسان الذي يصبح أكثر وعياً وواقعيةً فنحن اليوم نحلم ولا نستطيع تحقيق حلمنا، كاشفةً أن حلمها اليوم يقتصر على امكانية الاستمرار في خدمة الفنّ.
وصرحت باسكال أنها منذ وعيها على الحياة رأت نفسها أمام “الميكروفون” فبدأت الغناء وهي في الرابعة من عمرها، وكانت تحفظ اللحن قبل الكلام ومنذ حضورها لأول مرّة مسرحية للسيدة فيروز حلمت أن تصبح مثلها، وقد دخل عمل الرحابنة في وجدانها كما في وجدان أغلب اللبنانيين.
وأعلنت باسكال عن حبها للقب الفنانة الوطنية الذي أطلق عليها اذ تعتبره شرفاً لها، فقد ساهمت أغانيها في الحفاظ على الأمل والحنين الى الوطن مع أن شهرة أغانيها الوطنية كانت على حساب الاغاني العاطفية وقد ساعد على ذلك الوضع غير المستقر حينها في لبنان ومما ساعد على استمرار هذه الاغاني أنها كانت من أعمال الكبير منصور الرحباني، ايلي شويري، وجدي شيا، زكي ناصيف ووديع الصافي، واعتبرت أنها بذلت جهداً لايصال ما كان يرغب هؤلاء الكبار ايصاله للناس. وقد تركوا بصمة واضحة على مسيرتها اذ أن العمل الفني لا يقتصر فقط على الصوت.
ولم تعتبر باسكال نفسها مظلومة بل محظوظة بالتعامل مع هؤلاء الكبار وهذا ما جعل أغانيها تتخطى الزمن مع أنها أنجزت في أصعب الظروف.
وكشفت باسكال أنها لم تنجح في أي برنامج للمواهب بل أن الفنان الياس الرحباني هو من اكتشفها في أحدى الحفلات المدرسية وأعطاها أول أغنية باللهجة اللبنانية وهي لا زالت حتى اليوم تتعلم منه وتلجأ لاستشارته في العديد من الامور الفنية .
وبالنسبة لواقع الفنّ في يومنا هذا، اعتبرت باسكال أن طريقة الحياة قد تغيرت ومن الطبيعي أن يتبدّل الفنّ فمزاج الناس قد تبدّل وجمهور المسرح خفّ والناس يعيشون ضغطاً عصبياً ونفسياً وبالتالي هم بحاجة للرقص والفرفشة، وأضافت أنها تجد نفسها مسؤولة تجاه المحافظة على الفنّ الجميل وفي نفس الوقت أن تلقى القبول من الناس، وأشارت باسكال الى موجة شركات الانتاج الفنية الضخمة في السنوات الاخيرة التي كان لهم دوراً كبيراً في فرض موجة الاغاني السريعة الشعبية مما أدّى الى تراجع النمط الذي تغنيه وألقت اللوم على نفسها بأنها لم تبذل مجهوداً كافياً للصمود في وجه هذه الموجة الا أنها اليوم تعود ولديها رغبة قوية للاستمرار وتقديم أعمال فنية حقيقية الا أنها أشارت الى ان العائق الكبير في هذا المجال هو الانتاج الضخم لأنها حاولت اصدار بعض الاعمال من انتاجها الخاص الا أنها لم تأخذ حظها من النجاح مثل أغنية “كرمالي خليك” من ألحان ايلي شويري.
وصرّحت باسكال أنها تحترم كل من يبذل مجهوداً على الساحة الفنية اليوم فعلى الأقل هؤلاء الفنانين يقدمون الفرح للناس في هذا الزمن الصعب وهي لا تشعر بالقهر ولا بالغبن بل تعمل على ايجاد المبررات ولا تعاند القدر. وذكرت باسكال أسماء بعض الفنانين الذين اعتبرت أن التاريخ سيذكرهم من أمثال كارول صقر، كارول سماحة، نجوى كرم ، نقولا سعادة نخلة، ملحم زين…
وعن سبب عدم تعاملها مع الموزع هادي شرارة عزت باسكال السبب الى اعتماد كلّ ملحن على فريقه الخاصّ. وقد أعربت عن ارتياحها لأن بعض أغانيها خاصة الوطنية لا تزال تسمع وتدرّس في بعض المدارس.
وأضافت باسكال أن الفن والسياسة لا يتفقان فهي لا تستسيغ فكرة ترشح بعض الفنانين للانتخابات النيابية فالسياسة مصالح واصطفافات والفنّ أمل وفرح ووحدة واعتبرت أن كل الافرقاء على الساحة السياسية يحبون لبنان ولكن كلّ على طريقته وما يحدث في بلدنا شيء كبير وأضافت أن الاغنية الوطنية ثؤثر أكثر من الخطابات السياسية.
وأشارت باسكال الى أن الحسّ الوطني لديها عائد الى الجوّ الذي عاشته في عائلتها مع والدها والاستاذ سعيد عقل والسيدة مي المرّ وزوجها الذين زرعوا فيها حب الوطن وهي تصرّ على نقل هذا الاحساس الى أولادها، كما أنها تشدد على المشاركة في كل المناسبات الوطنية لان شهداء الوطن هم ركيزته وعلينا عدم نسيانهم.
ولاحظت باسكال طغيان الماديات على حياة اليوم وعلى الفن وأعادت السبب الى التطور التكنولوجي خاصة الانترنت الذي أدى الى الانفتاح والعصرنة فتراجعت الروحانيات أمام الماديات.
وعن علاقتها بأولادها اعتبرت باسكال نفسها أنها صديقة لهم ولم تمانع في سلوك ابنتها أنابيلا طريق الفنّ فهي تتمتع بصوت جميل وشخصية قوية وشددت على حبها للبساطة مع تقديرها لظروف فناني اليوم الضاغطة التي تفرض عليهم التعاون مع فريق عمل مساعد ولم تستبعد فكرة تقديم ديو مع أختها الفنانة كارول صقر على أن يكون الموضوع اجتماعياً. وأظهرت حماسة لأن يكون الفن في خدمة الانسانية كما هي حال كل من الفنانات العالميات أنجيلينا جولي وسيلين ديون معربة عن أسفها للواقع اللبناني في يومنا حيث أكثر الحقوق مهدورة حتى حق الحصول على الدواء غير متوفر أحياناً.
وصرحت باسكال أن سبب فشل الزواج في الحياة الفنية يعود لطبيعة عمل الفنانة وعقلية الرجل الشرقي.
ولم تبدِ باسكال رفضاً قاطعاً لعمليات التجميل شرط أن تبقى في اطار التعديل وليس التغيير الكلي، فالانسان يشعر بالراحة في التقليل من أثر العمر مع أن هذا الامر يجب أن يترافق مع نمط حياة سليم كعدم الشرب وعدم التدخين والاكل الصحي وممارسة الرياضة، وأضافت أن القناعة مهمة جدا فهي تشعر صاحبها بالسعادة والرضى مما ينعكس ايجاباً على صحته.
وأعربت باسكال عن سعادتها للعمل المشترك مع الفنان الفرنسي بيرنار في أغنية la robe verte وكشفت عن عمل اخر بينهما قريباً.
وفي مقارنة بين الامس واليوم، رأت باسكال أن الفنّ قديماً أجمل أما اليوم فهو أصعب وأكثر كلفة ولفتت أن لكل فنّ جمهوره، ورأت أن لا سلبيات للفن في الامس فبرأيها أن أعمالها واعمال من عاصرها مثل الفنان جورج وسوف، راغب علامة، ماري سليمان …ستبقى في وجدان الناس. وأعلنت عن رغبتها في القيام بعمل مسرحي كل سنة ولكن هذا صعب لانه يحتاج لانتاج ضخم.
وفي النهاية وجهت باسكال رسالة ضمير لكل رؤساء العالم والنافذين في الحروب خاصة في الشرق الاوسط أن يكونوا بشراً وأن يتخلوا عن الاجرام والمصالحة وليساعدوا على التنمية والحرية.
نذكر ان مقابلة باسكال جاءت في برنامج “مثل الحلم” الذي يعرض كل أحد عبر أثير صوت لبنان 100.5 مع الاذاعية نسرين ظواهرة .