صابر الرّباعي: الفنّ في العالم العربي (عفن) وأمنع أولادي من سلوك طريقه… ويتحدث عن الإثارة في (ذا فويس) والمفاتن في الكليبات
في لقاءِ شاملٍ ضمن برنامج “متل الحلم” اضاء الفنّان التونسي “صابر الرّباعي” على جوانب من حياته الانسانية والفنيّة. بدأ حديثه عن حلم الطفولة الذي لم يكن واضحاً، فكان اتجاهه في البداية نحو الهندسة المعمارية، ثمّ درس الموسيقى بتشجيع من والده الذي كان يعزف على العود، متأثّراً بالمدرسة الكلاسيكية من أمثال: الموسيقار محمّد عبدالوهاب، الفنان سيد مكّاوي، العندليب عبدالجليم حافظ. وأعرب عن سعادته بتحقيق أحلامه الفنيّة وكسب رضا والديه وفي تأسيس جيل جديد عن طريق تكوين عائلة.
وأضاف صابر أنّ الموهبة هي الأساس، فالابداع يأتي وهو شيء غير ملموس وقد صقل موهبته بدراسة الموسيقى حيث وصل الى مستوى مهمّ، وأشار الى أن أساس نجاحه هو الاعتماد على الاحساس والعقل معاً، معتبراً أنّ الأغنية التي تبقى هي الأغنية الشاملة بجميع عناصرها والتي تلامس أحاسيس النّاس كأغاني فيروز وكوكب الشرق أم كلثوم.
ومن المفاصل المهمّة في مسيرته الفنيّة، عددّ صابر أغنيات: أمّي، صرخة، ولا كلمة، عزّ الحبايب، سيدي منصور، برشا، أتحدّى العالم… واعتبر ان كلّ أغنية شكلت مفصلاً مهمّاً في وقتها، وأشار صابر الى أغانيه التي لم تأخذ حقّها فذكر: واحشني جدا، أنا والعذاب. وبكل عفويّة اعترف أن أغنية “عروس البحر” كانت من أفشل أغانيه وتمنّى لو لم يغنّيها مع أنّها من ألحانه في الوقت الذي تعتبر أغلب أغانيه الناجحة من ألحانه.
وبالنسبة لمشاركته في برنامج “ذا فويس”، اعتبر صابر أن سبب نجاح البرنامج يعود الى وجود الاثارة والنجوم والمواهب الملوّنة هذا بالاضافة الى الامكانيات الضخمة لمحطة كبيرة MBC مع مجموعة نجوم حكّام من الصّف الأول في الوطن العربي. معتبراً أنّ البرنامج هو فرصة ظهور واسعة لهذه المواهب وعليهم أن يكملوا بعدها معتمدين على أنفسهم كما أضاف أنّ على الفنانيين وجميع العاملين في المجال الفنّي مساعدتهم كلّ من موقعه.
وأشار صابر الى أنّ موضة الكليبات التي تعتمد على المفاتن دون الصّوت تموت، وسجّل وعياً عند الجمهور العربي اليوم، الذي أصبح يميّز بين ما هو صادق وكاذب.
أمّا عن مسيرته الفنيّة، لفت صابر الى أنها لم تكن سهلة على الاطلاق بل كانت مرحلة عذاب وصبر حتّى أنه في البداية غنّى في حفلات الأعراس بمبالغ زهيدة الا أنّ المثابرة والارادة والايمان بالاضافة الى الموهبة كانت الدّافع له ليكمل، وأضاف أنه اليوم يشعر بالرّضا الى حدّ كبير خاصّةً أنه يحظى برضا أهله الذي يمثّل الأوكسيجين بالنسبة له، وتمنّى دائماً أن يشرّف أهله وبلاده.
وعن موضوع الثقافة، اعتبر صابر أنه اذا تمّ تسييس الثقافة يضيع الهدف الفنّي فهو لا يضع اللّوم على الوزارات والدّولة بل على أهل الفنّ أنفسهم، فالثقافة والفنّ يجب أن يكونا مستقلين حتّى يظهر الابداع دون مقصّ، وأشار الى أنّ الاعلام التونسي يدعم المبدع عندما يؤمن به. أمّا عن الاعلام الذي يباع، فهو يقضي على الابداع والمصداقيّة، وأبدى صابر رأيه بالفنّ اللبناني المتميز بكثرة الحركة الفنيّة كما نوّه بوجود شعراء لهم وزنهم في لبنان، وأضاف أنه يطرب لصوت الفنانة أمل ماهر، الموسيقار ملحم بركات والفنان ملحم زين.
وعن علاقته بلبنان، أعرب صابر عن حبّه لهذا البلد، مشيراً الى أنه يتكلّم اللبنانية ويصرّ على أن يغنّي الأغنية اللبنانية كما التونسية في جميع ألبوماته، معتبراً أن أجمل الأوقات عنده هي التي يقضيها بلعبة الplay station مع أصدقائه.
وشدد صابر على أنّه مصرّ أن تبقى حياته بعيداً عن الشوائب الفنيّة معتبراً أنّ اسمه ونظافة عائلته أهم من أيّ شيء عنده، كما أوضح أنّ النجومية متعبة فهي تحدّ من الحريّة لافتاً الى أن للشهرة ثمناً حيث يصبح كلّ شيء محسوباً، وأعلن أنه يحب السفر مع عائلته حيث يستطيع أن يعيش معهم بحريّة. وصرّح أنه لا يشجع ولديه “صفاء واسلام” على سلوك طريق الفنّ بل حتّى أنه ممنوع عليهما منعاً باتّا واصفاً الفنّ في العالم العربي بأنه عفن يحتوي على أساليب ملتوية وقراءات خاطئة.
وعن الحبّ، وصف نفسه بأنه انسان عادي لديه صورة معيّنة للمرأة التي يحبها أن تكون مفعمة بالأنوثة نظيفة الفكر ومتحليّة بالصّبر والهدوء.
وشبّه صابر لبنان بقوس قزح معتبراً أنّ أجمل ما فيه اختلاف ألوانه، وأسوأ ما فيه فكره السياسي وأنه مجهول المصير، كذلك أنه مجاور لأسوء جار (اسرائيل). ورأى صابر أنّ ميزة الشعب اللبناني أنه محبّ للحياة، والمرأة اللبنانية تبالغ بالاهتمام بمظهرها.
أمّا أطيب المأكولات اللبنانية فهي المسقعة وأفضل فنانيه “فيروز” خاصّة في الأوبريت كما تحدّث عن جرأتها بعملها مع الفنان زيّاد الرحباني حيث بدأت معه سكّة جديدة مختلفة تماماً عن الأخوين رحباني.
وفي النهاية، وجه صابر رسالة الى أهل السياسة في الوطن العربي دعاهم للرفق بالشعب، وتمنى على الشعوب أن تعي معنى الحرية فتقطع الطريق على الغرب الذي يشمت وينتظر بعيداً كالصقر للانقضاض على الفريسة.
نذكر ان برنامج “مثل الحلم” تقدمه الاعلامية “نسرين الظواهرة” عبر أثير اذاعة صوت لبنان.