رأي خاص- بيار ربّاط يفتتح فرعاً جديداً لحديث البلد وهل يتوّجه برنامج (من الآخر) فقط لجمهور 14 آذار؟

لطالما كان برنامج الاعلامي بيار ربّاط “من الآخر” الذي يعرض على شاشة “ام تي في” متعة لكل من يبحث عنها على شاشتنا الصغيرة في ظل الفوضى الحاصلة وتراجع مستوى البرامج الترفيهية التي خلت مؤخراً من المضمون، فكان برنامج ربّاط جديداً بالشكل والمضمون يستضيف شخصيات مبدعة ومتفوقة كل واحدة في مجالها ويعرّف الجمهور اللبناني عليها خالقاً لبرنامجه هويّة خاصة جداً بعيداً عن تكرار الضيوف وملل الكلام الذي يتنقل كالعدوى بين محطّة وأخرى، فكانت حواراته جديدة متميزة مع أشخاص متميزين ولو غير مشهورين، الا ان تسليط الضوء عليهم واجب لأنهم ربما يستحقون اكثر من المشاهير، الدقائق التي تعطى لهم على الهواء فيقولون كلاماً له طعم وقيمة يثير فضول المشاهد الذي سئم تكرار الوجوه والاحاديث والاسئلة.

ولكن الظاهر ان بيار وقع في فخّ التقليد فبات يبحث عن مصدر للاثارة في برنامجه، فيستضيف بعض نجوم الصف الثاني او الثالث مع علمه المسبق ان المحطات الاخرى والبرامج الاخرى اكلت عليهم وشربت واستُهلكوا الى ابعد الحدود وكلامهم لا يقدّم ولا يؤخّر في مجريات الاحداث الفنية او الاجتماعية في البلد، ونسي او تناسى بيار انه ليس “حديث البلد” او فرعاً ثانياً له فيستضيف من كانوا حديث البلد والساعة وهذه لم تكن أصلاً خريطة طريق البرنامج الذي أتابع منذ اللحظة الاولى ،حيث كان يستضيف مبدعين مغمورين غير معروفين من قبل عامة الشعب ويسلّط الضوء على شخصيتهم وعمق ابداعهم وليس فقط على انجازاتهم وما انجزوه مؤخراً والا نصبح امام نسخة معدَّلة الديكور من برنامج “حديث البلد” ، لذا على بيار الذي أضاع البوصلة ان يعيد حساباته و”يشدشد” برنامجه والا سيقع في هاوية الملل ويلحق بالبرامج التي سقطت قبله وسبقته اليها….

وتمنٍّ آخر على القيمين على البرنامج وخاصة الصديقين بيار رباط ورالف مطر، الاّ يقحم ضيوف البرنامج الثابتين انفسهم في السياسة ولا “يتفلسفوا” كثيراً على الهواء كما حصل في حلقة الامس حيث دافع جورج حرب عن قوى 14 آذار واعترض على كل الاشاعات والتهكمات التي تطالها مؤخراً مستفزاً شريحة كبيرة من اللبنانين ،ومستغلاً اطلالته على الشاشة الاكثر مشاهدة في لبنان والبرنامج الاكثر متابعة لتمرير بعض الانتقادات السياسية وهذا لا يجوز فعلاً في برنامج ترفيهي يجب ان يكون حيادياً بامتياز ولست هنا بوارد الدفاع عن جهة سياسية اخرى او تجمّعاً آخر كي لا أُفهم خطأً ، بل انا أدافع عن برنامج “من الآخر” الذي يشاهده الجميع من كل التيارات والاحزاب لأنه بالاصل برنامج ترفيهي يجب ان يكون مسلياً لا مستفزّاً ، الا ان كان البرنامج لا يتوّجه أصلاً الا لجمهور 14 آذار.

بعد نجاح موسمين سابقين من برنامج “من الآخر”، على بيار رباط الاّ يضحّي بموسمه الجديد لأي سبب كان وان يضاعف جهوده لكي يستعيد البرنامج مكانته ودوره الذي وجد لأجله وهو الترفيه والتثقيف في نفس الوقت وان ينأى بنفسه عما يُقدّم على الشاشات الاخرى فلا يتأثّر بما يقدّمون، بل يستمر في خلق هوية متفردة لبرنامجه الذي كان لا يشبه اي برنامج آخر على شاشة أخرى واصبح اليوم …يشبه كل شيء!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com