خاص بالفيديو والصور- هل تعلم مشاعل ان كليبها (اقولك ايه) مستنسخ عن كليب غربي؟

اذا كان الفنّ ابتكارًا والفنّان مرآة مجتمعه، فأين نحن اليوم من الفن الحقيقي؟ لست هنا في صدد نزع صفة الفنّ عن كل ما يعرض على شاشاتنا، ولكن الأكيد أنّ أكثر ما يعرض لا يمثّ الى الفنّ بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

لا يستحي بعض فنانينا أو من ينتحل صفة فنان، أن ينسب اليه لحنًا أو أغنية أو كليبًا فيما هو في الحقيقة لفنان آخر من بلد آخر وحضارة مختلفة، بل وأكثر من هذا نراهم يتفاخرون بنجاح هذه الأعمال وينسبون نجاحها اليهم، وللأسف لا من حسيب أو رقيب، الا بعض أقلام النقاد والاعلاميين الذين يصوّبون على الخطأ ويدّقون ناقوس الخطر على هذا الانفلات الفنّي الذي اجتاح الوسط وطغى حتى أصبح واقعًا زائفًا يستخف بأذواق وثقافة الجماهير في زمن بات العالم قرية كونية وعمّت الفضائيات، ومعها كلّ أشكال ووسائل الاتصال.

بعض المشاهد المشابهة

الاقتباس مقبول، توارد الأفكار معقول، انما الاستنساخ حرفيًا فهذا أمر مرفوض بل هو قرصنة يجب أن يحاسب مرتكبها وبالتالي ملاحقتها ومنعها.

حضارة الشعوب تقاس بمستوى العلم والتطور والأخلاق والفنّ، هكذا دوّن التاريخ حضارات الأمم ونحن لا نريد حضارة مزيفة وتاريخًا مشوّهًا!

هناك ظاهرة متفشية في عالم الفن فاذا خرجت احداهن بأغنية ضربت بفكرة معينة نرى العديدات بعدها يكررن نفس الفكرة أو اذا طلعت علينا احدى الفنانات بمشهد تلبس فستان زفاف نرى تكرارًا لهذا المشهد في عشرات الكليبات، ونرى العبارات نفسها يتداولها الكثيرون، نفس الحركات وتشابه أماكن التصوير… فما هو تفسير ذلك؟ أهي الغيرة العمياء، أم التقليد الأعمى، أم فشل المبدعين والمخرجين في تقديم افكار جديدة تثري المكتبة الفنية؟

بالنسبة لكليب اغنية “اقول ليه” للفنانة الخليجية “مشاعل” وهو من توقيع المخرج بسام الترك، هو في الحقيقة ليس كليبًا عربيًا خليجيًا بل هو نسخة  تشبه كليباً لفنانة اسيوية نرى فيها تكرارًا لفكرة الكليب وللمشاهد كفكرة المراقبة عبر المنظار حتى عدد البنات المشاركات في الرقص حتى أن الشابين في الكليبين يملكان ببغاء، “ماذا لو امتلك الشاب في الكليب العربي صقرًا؟!”.

انّ استباحة الشاشات، والاستخفاف بمشاعر وأذواق الناس و التعدّي على ارث الفنانين كذلك اللعب على الغرائز أمر مرفوض.

في النهاية، السؤال هو هل أصبحنا نعاني الفراغ والافلاس الى هذه الدرجة؟ أم هو العجز عن الابتكار والخلق؟ أم هو الشّعور بالنقص والحاجة الى التقليد الأعمى؟

واذا كانت السّاحة الفنيّة قد غصّت بالدخلاء ومنتحلي الصفة، فمن يراقب ويحاسب؟  

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com