تغطة خاصة – رشا الشربتجي تحدثت في السياسة والفن وكشفت عن سبب خلافها مع والدها
استضاف الاعلامي “زاهي وهبي” في برنامجه “بيت القصيد” الذي يعرض على شاشة الميادين، المخرجة السّورية “رشا شربتجي” لتتحدّث عن أعمالها وابداعاتها، اذ أصبح اسمها اليوم علامة فارقة يكفي أن توقع عملاً دراميًا حتى يضمن لها النجاح وحبّ النّاس.
في ظلّ الأزمة السّورية، كان لا بدّ من الحديث عن الأوضاع الصّعبة في سوريا اليوم, فصرّحت “رشا شربتجي” أنّ بعض المشاهد من مسلسل “ولادة من الخاصرة” تترجم رأيها في الحراك والأزمة، وأكدت رفضها لمغادرة سوريا التي أعطتها النجاح والشهرة. فهي تحاول مساعدة كلّ السوريين البسطاء المرهقين من الحالة الاقتصادية والذين تتوقف أحلامهم على تربية أولادهم وتعليمهم وتأمين لهم حياة كريمة، وأشارت الى أنّه يجب على العائلات المتوسطة الدخل مساعدة العائلات الفقيرة لتجاوز هذه الأزمة.
وأضافت “رشا” أنّ الازمات تجدد المواضيع، والمعاناة توّلد الابداع أحيانا. لاشك أنّ الأعمال السورية الدرامية تتميز بالواقعية اذ تنقل همّ الشارع وتتحدّث عن معاناة الطبقة الفقيرة من المجتمع، ولفتت الى أن العمل اليوم بات أصعب من السّابق، فهناك العديد من الممثلين السوريين غادروا سوريا بسبب الأحداث . واعتبرت أنّ تحكم رأس المال الغير السوري بالأفكار، الانتاج والمواضيع يولد أزمة درامية حقيقية.
كما أوضحت “رشا شربتجي” أنّ الدراما السّورية حظيت بسقف من الحرية منذ العام 2000، فبعض الأعمال استطاعت أن تعكس الواقع السوري القاسي والجارح بكلّ تفاصيله. ولكن بالمقابل، هناك بعض الأعمال حملت الكوميدية وأخرى ترجمت الأحداث التاريخية. فتعتبر رشا أن الدراما السورية قدّمت للمشاهدين بأكثر من وجه لتنقل وجع الشاّرع ومشاكله.
وبالنسبة لحوارها مع الاعلامية “نينا عيّاش” بأنها لن تعلن رأيها عن الربيع العربي قبل أن ترى انجازات هذه الثورات، ردّت رشا اليوم معتبرة أنّ الثورة ولدت انجازا واحدا وهو الانتخابات الحرّة الديمقراطية في مصر، كما عبّرت عن أسفها بوجود شريحة مهمشة من الشعب لم تكن تتوقع وجودها في مجتمعاتنا اليوم، سواء كانت في سوريا أم في مصر. وبالنسبة للهجوم على الفنانين، اعتبرت رشا أّن المشاهد العربي سيلفظ هذا التطرّف بما أن الفنانين لديهم تاريخا حافلا بالأعمال الكبيرة، فكلّ فنان لديه جمهوره يحميه من التطرفات ضدّه.
بالنسبة لمسلسل “ولادة من الخاصرة” بجزأيه الاوّل والثاني، صرّحت المخرجة “رشا شربتجي” أنّ سبب نجاحه يعود الى التركيز على الفساد في النفس البشرية، تناول شرائح اجتماعية مهمشة والعمل على البطولة الجماعية، اضافة الى الاغراق في البيئات والاغراق بتركيبة الشخصيات وفرديتها مثل شخصية (جابر) المنهار، المظلوم، يحاول الهروب من مشاكله، معتبرة أنّ الواقع اليوم يصدم أحيانا، وأنها لا تعتقد نفسها أقسى من الحقيقة. كما أكدت على حرصها في كل مسلسلاتها أن تجمع الشخصية صفات شريرة و صفات خيّرة.
وأضافت أن الدراما وظيفتها الأولى المتعة والتشويق، وفي بعض الأحيان المتعة والتشويق يرتبطان بأماكن غامضة أو قاسية فتلعب الاثارة دورها لتظهر وجع الناس وماّسيهم.
أمّا فيما يتعلق بالسينما، صرّحت رشا أنها اعتذرت عن عروض قدمت لها في مصر لان السيناريو لم يكن يوازي طموحها ولا يعبّرعنها. وأكدت أنها لا تتعامل مع الدراما التلفزيونية بأقلّ أهمية من السينما، كما تمنت لو تحظى بفرصة عمل لفيلم سينمائي يتضمن الأفكار التي لم تستطع طرحها على شاشة التلفاز.
وبالنسبة لمسلسل “بنات العيلة” الذي كتبته الاستاذة “رانيا بيطار”، ولّد اتقاد الشريحة التي قدمت من خلاله، فردّت رشا قائلة أنها سعت لمشاهدة جانب اخر من سوريا بعيدا عن الماّسي فتحدثت عن بنات سوريات تعيش في بعض الأماكن من سوريا مشيرة الى أن الفتاة قد تعاني أحيانا من مشاكل أصعب بكثير من المشاكل الاقتصادية. ولفتت الى أنّ الطبقة المتوسطة مهددة بالزوال، وهذا ما يقفد توازن المجتمع السوري.
وردّا على كلام الممثلة “نسرين طافش” بأنها لن تكرر التجربة مع المخرجة رشا التي بالغت باظهارها بشكل معيّن من ناحية الماكياج، اعتبرت رشا أنّ تركيبة شخصيتها كانت مناسبة للمظهرها، ربما واجهت نسرين انتقادات على الماكياج أو على الشكل لذا انفعلت وقالت هذا الكلام. وأكدت رشا أنها لا تبني علاقتها مع الآخرين على موقف انفعالي وهي ترحب بوجود نسرين في عمل ثان.
وبالنسبة لما قالته الممثلة “أمل عرفه” بأنها أيضا لن تعيد التجربة مع المخرجة رشا من بعد مسلسل “تخت شرقي”، صرّحت رشا بأنها تحب الممثل وليست قاسية في العمل، وهناك نوع من الصداقة تربطها بالممثلة “أمل عرفه” ووصفتها بأنها نجمة لا بديل لها ولكن لم يُطرح اسمها في العمل لمسلسل “زمن العار” بسبب حملها فقط.
وفيما يتعلق بطبيعة علاقتها مع الممثلين صرّحت رشا بأنها حازمة في العمل لان التراخي غير مقبول، وفي بعض الأحيان تنفعل لمصلحة الاخرين، فالمخرج يعمل لنجاح المجموعة بكاملها، وبالنسبة لعلاقتها مع الممثلة الشّابة “كندا حنا” لفتت الى أنها دخلت الى قلبها منذ البداية نظرا لعفويتها، حبّها للناس وحرصها على النجاح.
وأوضحت رشا أنها لا تميّز بين ممثل واّخر لان الموضوع والنّص هما الاهم لنجاح العمل. مشيرة الى أنها لا تنحاز للممثلات ولكن تحرص على مراعاة شعورهن لان المرأة بطبيعتها حساسة، فبالنسبة لها التعامل مع الرجل أسهل لكونه يتقبل الملاحظات جميعها.
كما نفت المخرجة رشا الشائعات التي تقول أنها لم تتعامل مع الممثلة “سلاف فواخرجي” في الجزء الثاني من مسلسل “ولادة من الخاصرة” لاختلاف مواقفها السياسية. وأكّدت على أن سلاف من أهم الممثلات حضورًا، حبّا وموهبة وتتشرف باعادة التجربة معها.
واعتبرت أنّ الدور لا يقاس بكمّ المشاهد انما بقدرته على تحريك الأحداث وكشفت أنّ المحبة هي مفتاح علاقتها مع ممثليها كما شددت على أن المودّة بين المخرج والممثل أمر في غاية الاهمية وأنّ الممثل دائما بحاجة ليشعر بالامان الذي يمنحه ايّاه المخرج، ولفتت أيضا الى أنّ الكاتب “سامر رضوان” والنجمة “مها المصري” شجعاها على خوض تجربة التمثيل، فانتقلت من وراء الكاميرا للظهور على شاشتها.
اما عن اصرارها على وضع اسم والدها مع اسمها فاكدت الشربتجي أنها كانت حريصة على اقتران اسمها باسم والدها وكان هدفها أن تثبت له جدراتها بالعمل.
ومن بعد حديثها الاذاعي مع الاعلامي السوري “باسل محرز” وبأنها تصالحت مع والدها من بعد قطيعة، أشارت رشا الى أنه لم يكن سبب القطيعة سياسي، صحيح أنها تختلف مع والدها في بعض الاراء ولكنهما يتفقان على نقطة أساسية وهي مصلحة سوريا. فكان الخلاف عائليا وقد اعتذرت منه معتبرة أنه يستحق الاعتذار كأب حتى لو لم تكن مقتنعة تماما بأنها كانت على خطأ. وصرّحت أنها لو لم تجلس الى جانبه وتسمعه منذ خمسة عشر عاما لم تحقق ما وصلت اليه اليوم من نجاح وتألق.
وصرّحت الشربتجي أن ظهورها أمام الكاميرا كان من دون تخطيط، وكشفت الى أنها استعانت بوالدها في بعض المشاهد من مسلسل “ولادة من الخاصرة” لكونها تأخرت قليلاً في التصوير بسبب الأزمة السورية فساعدها في ثلاثة أيام من التصوير اذ حرص على تقدمة العمل بنفس طريقتها.
وبالنسبة لمسلسلات الأجزاء، كشفت رشا أنها لا تحبذها، مشيرة الى أنّ من يشاهد مسلسل “ساعات الجمر” يشاهده كمسلسل مستقل. وصرّحت أن غزارة أعمالها ليس بهدف الانتشار. كما أبدت تأثرها بالمخرجان الاستاذ “هيثم حقي” والاستاذ “حاتم علي” بالاضافة الى والدها.
كشفت رشا خلال المقابلة أنّ لكونها من أم مصرية، هذا الأمر ساعدها للدخول في أعمال الدراما المصرية اذ أخرجت عملان للممثل “يحيى الفخراني” وعمل للممثل “جمال سليمان”، وأكدت على أنّ ذهابها الى مصر كان هدية لوالدتها، وبما أنها كانت في ذروة النجاح في سوريا رفضت أن تترك سوريا وتذهب الى مصر. وكشفت الى أنها تحضّر لعمل لاذع وساخر مع الكاتب “وليد يوسف”.
وردّا على عتب بعض المعجبين السوريين على المخرجة رشا شربتجي بأنها تتحدث باللهجة المصرية معتبرين أنها تخلّت عن لهجتها السّورية قالت: أنّ من بعد ذهابها الى مصر بعدة أيام تحولت لهجتها الى المصري اذ غادرت سوريا عندما كانت تبلغ أربعة عاما ودرست في مدرسة وجامعة القاهرة، معتبرة أنّ اللهجة المصرية محببة وأسهل من اللهجة السورية. وأضافت أنّ جوّ العمل في مصر احترافي أكثر فلا يزال الجوّ في الدراما السورية يميل الى الهواة.
أمّا بالنسبة لانفصالها عن زوجها المصوّر “ناصر ركّا”، صرّحت رشا بأنّ الفنانة الأنثى في مجتمعاتنا يصطدم عملها ونجاحها بالمؤسسة الزوجية لأنها مهنة ذكورية اذ تستغرق وقتا طويلا في العمل وذلك يؤثر في بعض الأحيان على الحياة الزوجية، أمّ بالنسبة لناصر، كان يستوعب طبيعة عملها ومستلزماته لكونه مدير تصوير واضاءة، فلم يكن هناك مشكلة من هذه الناحية.
وقالت الشربتجي انها بدأت عملها كمخرجة في أعمال اجتماعية ذات طابع كوميدي، واليوم ابتعدت قليلا عن هذا النوع من الأعمال لكونها لم تجد نصّا كوميديا يدفعها للاستمتاع بالعمل ولكن تحاول أن تدخل الكوميدية في بعض المشاهد من الاعمال الحالية. وأضافت أن الاحداث الواقعية التي تعتمد على المنطق والواقع من المميزات التي يجب ان تتوفر في النصّ لتخرجه رشا شربتجي فهي تبحث دائما عن النص الذي يحمل أفكار جديدة.
وشددت رشا على حرصها البقاء في سوريا رغم كل الظروف الصعبة التي تشهدها اليوم لان سوريا بحاجة لمن يقف بجانبها، فعندما تطلق عملا دراميا، تفتح مجال لعمل باقي المهن الخياط، الديكور… وفضّلت رشا تقدمة عمل يجسّد حالة الطبقة المتوسطة اليوم، للمحافظة عليها حمايتها من الزوال، وبما انها الأكثر تعبيرا عن سوريا وعن ارائها.
كما أبدت رشا اعجابها بنصوص الاستاذ “سامر رضوان”، لكونها واقعية، يرى الامور كما هي وأيضا يتوافقان دائما بالأفكار، اضافة الى “هيام مشهدي”، و “حسن سامي يوسف”.
وعن الممثلات عبرت رشا عن اعجابها بالممثلة “منى واصف” والممثلة “ثناء دبسي” و”سلاف معمار” اضافة الى الممثلين “قصي خولي”، “مكسيم خليل” و”محمد حداقي”. واعتبرت رشا أنّ الفنان يتعرض الى ضغوطات كبيرة، ولا يطلب منه أن يتعاطى السياسة يمكنه التعبير عن أفكاره من خلال دوره في التمثيل.
وفي نهاية اللقاء، وجهت كلمة لوطنها الأم سوريا متمنية وقف الدم، الخراب والدمار. كما تمنّت على الصعيد المهني أن تبقى محافظة على حبّ وثقة النّاس أمّا على الصعيد الشخصي تمنّت الانجاب.
نشير انه تم عرض عدد من التقارير خلال الحلقة ومنها تقرير مع والد رشا المخرج هشام الشربتجي الذي عبّر عن حبه لها واثنى على كل اعمالها واكد انها ستصبح من الرائدات في العالم العربي.