رأي خاص- ننعي لكم بكل أسى برنامج (سيرة وانفتحت) وزافين قيومجيان تخّلى أخيراً عن فلذة ابداعه

نحن شعب يتخلّى عن الشهم من أجل المنافق ، وعن المبدع من أجل المتموّل ، وعن الوفي من أجل المتزلّف، وعن القدير من أجل الوسيم ، وعن الحقيقي من أجل المتأنّق .
نحن باختصار شعب بلا ذاكرة وبلا وفاء …

ويؤسفني فعلاً ومن قلب اثقله الاسى ان أنعي اليكم برنامجاً عاش في ذاكرتنا وعاشر تاريخ محطة المستقبل حتى ولد الابداع في برنامج ستبقى سيرته على كل لسان وستشرّع له ذاكرة كل اللبنانيين ولو ان القيمين على المحطة ارتأوا بين ليلة وضحاها ان يوقفوا بعد 13 عاماً احد اهّم البرامج على شاشتنا اللبنانية لاستبداله ببرنامج آخر “فرنجي وبرنجي” وعلى موضة برامج هذه الايام دون ان يكّلفوا انفسهم عناء استفتاء الشعب اللبناني الذي يعتبر هذا البرنامج بمثابة هويتهم الاعلامية لدرجة اننا حين نريد ان نتباهى ببرامجنا واعلاميينا اللبنانيين نتحدّث عن برنامج “كلام الناس” للاستاذ مارسيل غانم، “سيرة وانفتحت” لزافين قيومجيان، ” مايسترو” لنيشان ديرهاروتيونيان ( مع ضرورة لفت الانتباه ان الجمهور وبالرغم من تقديمه عدد من البرامج بعد مايسترو الا ان نيشان انطبع في ذاكرتهم في هذا البرنامج” ، “للنشر” مع الاعلامي طوني خليفة وبرامج أخرى -ان استمرت على الشاشة- سينضّم أصحابها الى هذه اللائحة من المبدعين.

فكيف خوّلت محطة المستقبل نفسها وبهدف تجديد دمها الذي جفّ في شرايينها المتصّلبة ان توقف برنامج “سيرة وانفتحت” عن شاشتها ولو كان الهدف من وراء ذلك اطلاق شبكة برامج جديدة، متناسية ان التجديد لا يكون بايقاف برامج دخلت تاريخ الاعلام اللبناني والعربي كسييرة وانفتحت بل باضافة برامج أخرى بدم وروح جديدين بعيداً عن الملل الذي كانت تنتجه المحطّة باستثناء بعض البرامج التي اجتهد اصحابها وعانوا ما عانوه من اجل تقديم برامج عليها القدر والقيمة بالرغم من الامكانات الانتاجية الخجولة .

انتم لن توقفوا برنامج”سيرة وانفتحت” ، بل ستوقفون قلوب عشرات آلاف المشاهدين الاوفياء لهذا البرنامج الذين وبـ”شخطة قلم” سلبتموهم أجمل ذكرياتهم مع برنامج كان الاقرب الى قلوبهم والاقرب الى معاناتهم والاقرب الى تفاصيل حياتهم . بقرار متسرّع وعشوائي وغير ناضج قرّرتم وضع الاعلامي الكبير زافين قيومجيان في قالب جديد –مهما كان عصرياً- الا انه بالتأكيد وقبل مشاهدة الحلقات الاولى منه نجزم انه لن يحصد شعبية “سيرة وانفتحت” التي اهترأ زافين خلال 13 عاماً ووصل ليله بنهاره وكدّ وانهار لكي يصنع له قاعدة شعبية ويحافظ عليها خلال كل تلك الاعوام الماضية .

لا شك فبي انه قرار أرعن فلم أصادف بحياتي صاحب قرار يوقف برنامج ناجحاً بهذه الشعبية والجماهيرية -ولو ان نسبة المشاهدة تتفاوت بين حلقة وأخرى- لكي يطلق برنامجاً جديداً مهما كانت مواصفاته ولكن الحق ليس على ادارة محطة المستقبل وحدها ، انما على زافين نفسه الذي انصاع لهذا القرار المراهق وقبل بالعرض الجديد فقط ليبقي على مكانه بين من اختارتهم الادارة لتستكمل معهم مشوار المستقبل الجديد ، فبين ان يقبل ما اختاروه له وبين ان يغادر المحطة ، قرّر زافين البقاء على حساب ابنه الذي ربّاه وكبّره خلال 13 عاماً فماذا يا ترى نقول عن أب يتخلّى عن ولده ليحافظ هو على مصالحه؟؟

زافين عرفناك مناضلاً لا تخشى شيئاً ولا تهاب شيئاً فكيف رضيت ولأي سبب كان ان تستسلم لمصير رسموه لك ولو كنت شكلياً مشاركاً في صنعه، ومهما كنت تتقن “فن النهاية” و اتخاذ قرار التغيير وتقبّل التغيير ولو كنت “. اليوم اكثر استعدادا لنهاية “سيرة وانفتحت “، الا انك دون أدنى شك خذلت آلاف المشاهدين الذين تعلّموا منك النضال في سبيل قناعاتهم وقضاياهم وحقوقهم فكنت اوّل من تخلّى عنها…

وأخيراً نذكّرك زافين انك انت من كان “السيرة “على لسان كل الجمهور اللبناني والعربي و التي للاسف اقفلتها …بمشيئتك ورضاك!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com