خاص- نونة المأذونة لحنان الترك تحت المجهر، والسبب الخوف على المهنة بينما الحقيقة غير ذلك تماماً
بمجرد بدء عرض برومو مسلسل (نونة المأذونة) فضائياً للممثلة المصرية حنان الترك، حتى بدأت وعلى الفور أول مأذونة سيدة في مصر (أمل سليمان عفيفي) بالاعتراض على المسلسل والهجوم عليه إعلامياً و إعقاب ذلك بدعوى قضائية على المسلسل ..
فلقد أصبحت “موضة “مؤخراً، أن يُقدم كل من رأى في قدرته الشوشرة على أي عمل يخصّه من قريب أو من بعيد أو حتى لا يخصه ، على اللجوء للقضاء و كأن المحاكم متفرّغة وعاطلة عن العمل لا ينقصها سوى قضايا عشوائية من وقت لآخر ظاهرها شيء وباطنها شيء آخر تماماً..
المأذونة (أمل عفيفي) برّرت اعتراضها على المسلسل قائلة :” أن الإعلانات أظهرت المأذونة في بعض اللقطات وهي ترقص وفي لقطات أخرى يتم القبض عليها من قبل الشرطة ولقطات تظهرها وهي ترتدي زياً رجالياً فظهر العمل وكأنه يقلل من شأن المأذون وعمله!!”
و أشارت إلى أن المعالجة الكوميدية لا تليق مع بعض المهن كالمأذون ، مؤكدة أنه لو كان العمل يتحدث عن المهنة بشكل عام فلا بأس، لكن لو كان يتطرق إلى أول امرأة تعمل كمأذونة في مصر فمعنى ذلك أنه يتحدث عنها بشكل شخصي ، الأمر الذي سوف يضطرها إلى اللجوء إلى القضاء في هذه الحالة.
ولو أن مبرراتها معقولة للبعض، إلا أنها مكشوفة للبعض الآخر وأنا أعتبر نفسي شخصياً من بينهم..
فكيف لها أن تحكم على عمل من “برومو” او اعلان لا يتجاوز الدقيقة ، ومن قال لها أصلاً بأن العمل يحكي عنها أو عن أول مأذونة في تاريخ مصر ؟ ألم يخطر ببالها أن العمل قد يحكي عن المأذون بشكل عام ولكن في قالب أنثوي لمزيد من الخيال الكوميدي فقط؟؟
وهنا سوف أطرح سؤالاً ولو انني املك الاجابة عليه، ولكن أعتقد أن الإجابة غائبة عن السيدة أمل عفيفي: فهل المأذونة تُقدّم وللمرة الأولى في التاريخ السينمائي والتلفزيوني الآن من خلال عمل حنان الترك أم أنها قُدمت عدة مرات في عدة مشاهد كوميدية في عدد من الأعمال ؟
برأيي العيب ليس بمسلسل حنان الترك ولا بمهنة المأذونة أصلاً ولا حتى بطريقة الطرح التي اعتمدها العمل للمهنة و إنما العيب الأول والأخير في أن صاحبة الهجوم والاعتراض تعلم أنها مأذونة واعتقدت أن الفكرة والمهنة حكراً عليها، وبناءً على ذلك اعتقدت أن كل من أراد أن يقدّم شخصية “المأذونة” عليه أن يرجع إليها ويدرس شخصيتها و سلوكياتها لكي يجسدها هي أمل عفيفي المأذونة وليس المرأة في تلك المهنة وما يمكن استقاءه من أفكار كوميدية لتلك الشخصية بشكل عام.
أخيراً أود أن أعرف أيضاً، ألسنا ناضجين كفاية لنعرف أن المأذون و المأذونة الحقيقيين مختلفين تماماً في شخصيتيهما ومواقف مهنتهما وتعاطيهما معها على ما يمكن أن نشاهده في شخصية المأذون الكوميدية غير الحقيقية على الشاشة؟ هل فعلاً نحتاج لدعوى قضائية على مسلسل كوميدي خيالي في مواقفه لتتّم حمايتنا من تغيّر أو تشوّه صورة المأذون الفعلية في عقولنا؟ .
إذا كان الرد بنعم فعلينا إذاً إعدام كل الأعمال الكوميدية التي تناولت شخصية المعلم والمعلمة والطبيب والطبيبة والمحامي والمحامية خوفاً من أن يهتز احترامنا لهم.. لأننا على ما يبدو كائنات لا تملك عقلاً ناضجاً يفرّق بين الحقيقة وبين التمثيل الكوميدي المعتمد أولا و أخيراً على الخيال الواسع والمبالغة !!