رأي خاص- تركي الدخيل لم يقل أنا اعتزلت الكتابة الصحفية… فمن الذي قال؟
برغم أنه لم يقل (أنا اعتزلت)، إلا أن خبر اعتزاله تصدر عناوين الكثير من الصحف و المواقع خلال الأيام الثلاثة السابقة حيث كُتب بالخط العريض : (الإعلامي “تركي الدخيل” يعتزل الصحافة بعد سبع سنوات من الكتابة في صحيفة الوطن).
كل ذلك بسبب مقالته التي نُشرت بتاريخ 2012-06-07 و التي حملت عنوان (مقالتي الأخيرة!).. حيث ودع الدخيل في مقالته على صحيفة الوطن جميع قراء زاويته التي ظلت لسبع سنوات تشهد إطلالة يومية لقلمه بكتابات حاولت (على حد وصفه) أن تصل إلى هموم الناس وأمانيهم، وأحياناً أن ترسم ابتسامةً على محيّاهم بسخريةٍ تتضمن فكرة، على أمل أن ينال صاحبها أجر المجتهد، وإن أخطأ!
قرأت المقالة عشرات المرات، و عدت فقرأتها عشرات المرات، و بحثت مطولاً عن أي جملة تفيد باعتزاله العمل الصحفي والكتابة إلا أنني لم أستطع أن أفهم سوى أنه ودع قراء (الوطن) وودع زاويته اليومية فيها، ووجدته يخبرنا بخجل أن له عودة قريبة لم يُفصح كيف ولكنه فقط أخبرنا عنها عندما كتب في نفس المقالة: (كل حرفٍ أكتبه هو اجتهاد، والتوقف لتأمل التجربة، والتفكير فيها، ومحاولة رصد الإيجابي والسلبي، مطلب، وهكذا تسير الحياة بكل تحدياتها).
تركي الدخيل الذي ما زال حتى الساعة يعرف نفسه كصحافي وكاتب يومي على صفحتيه الرسميتين على تويتر وفيسبوك وحتى على موقعه الإلكتروني الرسمي، انفصل عن (الوطن) وهو شيء وارد بين أي كاتب و مؤسسته الإعلامية التي ينتمي إليها، ولا تهم الأسباب إن كان الانفصال راقياً يخلو من التطاول العلني بين الطرفين .. فالدخيل ودع قراءه في الوطن وشكرهم على متابعتهم اليومية له خلال سبع سنوات مضت كما عبر عن سعادته لمعاصرة عدد من رؤساء التحرير الذين تتابعوا خلال مدة كتابته فيها لإدارة (الوطن) و أنهى مقالته دون أن يقول أنا اعتزلت أو أنا توقفت، فمن الذي قال؟!