دارين حمزة: انا كنت انانية ولم افكر في الجمهور والبيئة التي اعيش فيها… لقد خاب ظني
كشفت الممثلة اللبنانية دارين حمزة في حديث خاص الى صحيفة “صدى البلد” مع الزميل نيكولا عازار أنها تسعى دائما الى اختيار ادوار قائمة على شخصية مركبة وصعبة، ففي “بيروت بالليل”، تكلمت باللغة الفرنسية، علماً أن لغتها الأجنبية الاساسية ليست فرنسية، بل هي انكليزية، كونها درست في بريطانيا. وقالت “الأمر ليس سهلاً، اذ عليك أن تحفظ الدور في لغته الأساسية اي العربية، من ثم حفظه في اللغة المطلوبة، حتى تتعمق أكثر في الشخصية. مشاركتي في فيلم الايراني “كتاب قانون” لم تكن سهلة أيضاً، اذ تحتم عليّ التكلم باللغة الفارسية، انما أحب التحدي في أعمالي، وهذا يسعدني”. أما في فيلم “33 يوم” الذي يلقي الضوء على حرب تموز، فلفتت الى أنها تؤدي فيه دور ضابطة اسرائيلية، وقد أصرّت على هذا الدور، لأنه يختلف كلياً عن كل الادوار الشبيهة له، حيث تتكلم من خلاله اللغة العبرية، كما أنها شخصية صعبة، تصارع نفسها على الدوام، كما نراها تتحدّى قائدها وتنتقد قيادتها.
وأكدت انها ليست محسوبة على أحد، وشددت على ذلك، علماً أنها تعتبر محسوبة على العمل الفني الجيد، بغض النظر عن هويته او جنسيته. طموحها كان الوقوف امام عدسة السينما، وكون لبنان يفتقد الى الاعمال السينمائية، فجاءت المشاركة في ايران، كونها تتمتع بصناعة سينمائية قوية ومحترفة، فاغتنمت تلك الفرصة. وأشارت الى أن مشاركتها في “The Team” مجانية، منها ومن كل الممثلين، مساهمة منهم لتوعية الجيل الجديد الذي لم يشهد زمن الحرب الأهلية اللبنانية، معتبرة ان العمل رسالة واضحة ضد الطائفية بكل أشكالها خصوصاً أن الطائفية والتعصب منتشران بقوة عند مختلف الفئات الاجتماعية، فكل الطبقات معنية بهذا الأمر. لذا جاء هذا العمل ليحاكي المتعصب أولاً ثم الجمهور. والكاتب تناول تلك المنطقتين، لأن الحرب الاهلية اندلعت من هناك. ولفتت الى ان الطائفية هي سوسة المجتمع، لذا تؤمن بلبنان وبفنه وبالاصول الطيبة التي كانت تجمعنا معاً سابقاً بعيداً من التعصب والطائفية. ولو يؤمن الجميع بهذه الأصول لكان لبنان السابق عاد الى الواجهة من جديد. “عايشنا حروباً عدّة وخسرنا الكثير من الأرواح، وماذا استفدنا؟ لا شيء! بل زاد الكره عند اللبنانيين، وما نراه من دمار ناتج من كراهيتنا لبعضنا البعض.”
كما وجهت دارين رسالة الى كل الاهل طالبة منهم أن ينتبهوا الى ما آلت اليه الحروب السابقة، وأن يتعلموا من تجاربهم المريرة، فمعظمنا فقد عزيزاً عليه، كما عليهم أن يتجنبوا الحقد والكراهية، خصوصاً ان كل الاديان السماوية قائمة على السلام والغفران وحب الآخرين. كما على الأهل أن يدفعوا بأبنائهم الى حب الغير مهما كانت طائفته وعقائده دون الحكم عليه مسبقاً.
وعن استبعادها من المشاركة في الدراما اللبنانية خصوصاً ان البعض يرى انها تشكل خطراً على بعض الممثلات، أكدت أنها لم تفكر بهذا الأمر سابقاً، إنما اذا كان هذا ما يفكرون به، فمن الأفضل لها ألا أشارك الى جانبهم. وقالت “أؤمن بموهبتي واعلم تماماً بمكانتي وقدراتي، ومشاركتي في عمل ستشكل اضافة الى كل الاطراف المعنية خصوصاً أن طموحي هو العمل مع الأفضل، كما لا تنسى انني تخصصت في مهنة التمثيل، علماً ان هوية العمل لا تشكل عائقاً امام مشاركتي فيه. أستغرب ما يقال عني، وهل انا فعلاً أشكل خطراً عليهن، علماً ان كل ممثلة يجب أن تكون محترفة ومتخصصة في هذا المجال، وهذا ما يميز الدراما السورية عنا”.
وأكدت انها بعيدة كل البعد عن هذه الدوامة، ربما اللوم على المنتجين الذي يسمحون للدخلاء بالمشاركة، او ربما الحق على عديمي المواهب، الذين يصرّون على التواجد في الدراما. المشكلة اننا نفتقد الى قاعدة مهمة، هي النقد الفني الصحيح، بعيداً من المجاملة. فالموهوب ينتقد اذا أخطأ وفاقد الموهبة، نراه على أغلفة المجلات، مكرّما ومعظماً…
أما عما اذا كانت نادمة على مشاركتها في “بيروت بالليل” خصوصاً ان من شاهد العمل وجده دون معنى، كما أن المشاهد الجريئة لم تخدم العمل والاخراج ضعيف نوعاً ما، لفتت دارين أن هذا الامر يتعلق بالمخرج واللوم يقع عليه، انما النص كان قوياً وجميلاً، وهي تحدت نفسها في العمل، ربما كانت انانية، لأنها فكرت فقط باحترافية مهنتها، ولم تفكر بالجمهور والبيئة التي تعيش فيها. لا تنكر أن أملها خاب نوعاً ما لأنها كانت تتوقع أن يكون العمل أفضل من ذلك، انما لا تنكر انها تعلمت من هذه التجربة.