رأي خاص – فضل شاكر مؤمن بأن اليهود لم يفعلوا ما يفعله النظام السوري، وماذا عن حرب تموز؟
لن ندخل اليوم في تفاصيل ما قام به الرئيس الفلسطيني “أبو مازن” من خلال الاتصال بالفنان فضل شاكر ومنحه الجنسية الفلسطينية وكأن الفنان شاكر قد اقتحم احد المعاقل الاسرائيلية وحرّر سجناء فلسطينيين او انه قام بعملية نوعية على احد حواجز العدو ، في حين لم يمنح الرئيس نفسه جنسية فلسطينية لغير شاكر من الفنانين الذين عبّروا عن دعمهم لفلسطين وللشعب الفلسطيني منذ قيام الانتفاضة الفلسطينية باستثناء قلّة قليلة، الا ان الظاهر ان تلفزيون الجديد ساهم والى حدّ بعيد بوهب هذه الجنسية لفضل حين ذكر مراسل المحطة بأنه فلسطيني الاصل وذلك من خلال تقرير تمّ عرضه على الشاشة عقب المظاهرة التي نظّمها السلفيون في بيروت لدعم الثوار السوريين ،مما أثار عصبية شاكر الذي هدّد برفع دعوى ضد المحطة التي عيّرته بأصله الفلسطيني الذي لا يخجل به فضل لو كان صحيحاً ويشرّفه ذلك خاصة وانه سبق وغنّى لفلسطين وان زوجته فلسطينية وجاهر بانه تربّى في المخيمات الفلسطينية.
وصرّح فضل لصحيفة السفير انه سيعتزل الفن لأنه لم يعد يشرفه في ظل ما يجري من حولنا من ظلم وقمع، ولكنه سيختار الوقت المناسب ليغنّي فقط لفلسطين، وحمص، ولكل المظلومين في العالم.. سيغني للثورة السورية والثوار، وسيدعمهم بالمال، والطبابة، والمواد الغذائية، والسلاح. وعن كيفية إيصال السلاح الى الداخل السوري، أكّد فضل ان ما من شيء صعب. من المؤكد أن هناك إمكانية متاحة وهناك مليون طريق لتحقيق ذلك….
ونفى فضل شاكر تدّخله في السياسة وقال: “أنا لا أفهم فيها. إنه موضوع إنساني بحت. فأنا أعترض على الظلم والقتل والاغتصاب في سوريا، وحرق المساجد والمصاحف، وسلخ جلود الأطفال.. اليهود لم يفعلوا ذلك”. بحسب تعبيره
وهنا بيت القصيد وهذا ما يعنينا فعلاً ، فقد قال فضل بأنه يعترض على سلخ جلود الاطفال فاليهود لم يفعلوا ذلك…. اليهود لم يفعلوا ذلك؟؟
نحن لا نعترض على موقف فضل الانساني وهذا موقف سامٍ جداً ولكن مقولة ان اليهود لم يفعلوا ذلك استفزتني!! فاليهود فعلوا اكثر من ذلك ، ومجزرة قانا بجزئيها الاول والثاني تتحدّث عن فظاعة ما قام به اليهود ، وهنا نسأل وهذا من حقنا ان كان فضل خرج وصرّح في العام 2006 في حرب تموز انه يدعم المقاومة اللبنانية وانه مستعد ليغنّي للمقاومين وانه سيدعمهم بالمال والطبابة والمواد الغذائية والسلاح الذي سيجد طريقة لايصاله لأن هناك مليون طريق لتحقيق ذلك….
طبعاً المقاومون في الجنوب لم يكونوا بحاجة لفضل شاكر ولا الى سلاحه وانما بحاجة الى دعمه المعنوي والفنّي والى استماتته في التعبير عن هذا الدعم جهاراً كما فعل بالامس خلال مظاهرة السلفيين …
غريب امر فنانينا اللبنانيين المنقسمين دائماً حول دعمهم لتيارات واحزاب وقضاياهم ومنقسمين حول زعماء وطوائف ومذاهب ، ولا يجمعهم حب ومصلحة ومصير هذا البلد ! غريب امر من يجيّرون دعمهم لدول غربية او غريبة او شقيقة ولا يستميتون في توحيد مواقفهم وحبهم ودعمهم من أجل بلد ينزف ويعاني ويتألم كل يوم!!
توّحدوا يا فنانينا على حبّ هذا الوطن واتركوا السياسة لأهلها الذين يتأرجحون بين الكذب والمراوغة والخداع والغدر والخيانة ، وكونوا وجها واحداً مشرقاً للبنان الرسالة ووجّهوا كل طاقاتكم الى الداخل لأن الخارج ومهما كان ذو منفعة لن يكون اكثر وفاءً من وطنكم الذي للأسف يأتي عندكم في المرتبة الثانية. أحبّوه كثيراً لأن الغيرة بدأت تنخر عظامه ، فهو يسمع ويرى كيف تحبّون كل الدول على حساب حبكم له وهو يأسف ربما لانسانيتكم التي تفيض على دول اخرى في حين تنعدم تجاه اخوكم في الوطن.
ويا ليت … يا ليتكم تشعرون!!