رأي خاص- من انتقد سيرين عبد النور أهان شريحة كبيرة من الناس الفقراء

غريب امر بعض الناس الذين يربطون عامل “الفقر ” بعامل “البهدلة” بمعنى قلّة الترتيب والنظافة والذوق ، ولا نعلم لم يصرّون في الشرق ربط الفقر بالثياب الممزقة والوجه المتّسخ و الشعر المنكوش وكأن الفقر يجب ان يكون بالضرورة وجهاً من أوجه الوساخة والقرف …. في حين يستطيع اي فقير ان يكون أنظف وأجمل وارتب من ألف غني عديم الذوق!!

نبدأ من هنا لنرّد على من انتقد مسلسل روبي وتحديداً بطلته الفنانة سيرين بد النور حيث اعتبر البعض ان ثيابها انيقة وجميلة لا توحي بالفقر أبداً وهنا لا بدّ ان نسأل اي شابة في العام 2012 قد يكتشف من يتعرّف عليها من الوهلة الاولى أصلها وفصلها وطبقتها الاجتماعية ؟؟ ان كنا نريد ان نكون موضوعيين فلنعترف ان الفقر قد يكون في معظم الاحيان مموهاّ وهو لا يتجلّى بالضرورة في الثياب التي يرتدينها شابات هذه الايام بوجود الماركات المزوّرة والمقلّدة وبوجود المحالات التجارية التي توفّر ثياباً باسعار رمزية ؛ وبالتالي الفقر لا يعني عدم الاناقة ولا يعني عدم الالتحاق بأهم الجامعات بوجود المنح التعليمية والمساعدات في كافة الكليات ، وهذا نعتبره إهانة لشريحة كبيرة من الناس الذين وان رضيوا بالفقر الا انهم لا يرضون ان تظهر فتياتهم معدومات ، والفقر كما بعقول البعض شاهدناه في الافلام المكسيكسة والتركية فتظهر الشابة منكوشة الشعر رائحتها نتنة من عدم الاستحمام لفترة طويلة و ثيابها مهترئة وقديمة وممزّقة ولا تعرف كيف تتكلّم وكيف تتصرّف الا ان ذلك لا ينطوي على مجتماعتنا العربية حيث يعجز المراقب احياناً عن التمييز بين شابة فقيرة وأخرى ثرية لان الشابة العربية تهتم بأناقتها ضمن امكاناتها وهي تعرف كيف تظهر بكامل اناقتها بميزانية خجولة جداً أحياناً وهذا ما يميّزنا بالفعل ، ومسلسل روبي بنسخته العربية يجب ان يكون مرآة لمجتمعاتنا العربية وبالتالي يجب ان يعكس الحقيقة وروبي أي سيرين عبد النور شابة جميلة و”مرتّبة” ولم تظهر فاحشة الثراء أبداً ومن يتابع البرنامج يعلم ان صديقتها شيرين تساعدها في معظم الاحيان وتتشارك معها ثيابها بالاضافة الى ان من انتقد سيرين لم يلاحظ انها ارتدت في معظم الحلقات الاولى احذية متواضعة جداً و “مشّايات بأصبع” وحملت طوال الحلقات حقيبة واحدة من الجلد الابيض .

دعونا لا نبالغ في انتقاد تفاصيل لا تستحق عناء التوّقف عندها، ولنلتفت الى العبرة الاكبر من المسلسل الذي يحقّق نسبة مشاهدة عالية جداً لأنه يحاكي صراعاً محتدماً بين قناعتين مختلفتين ، بين مبدئين متنافرين، بين أهداف متصادمة …

ونحن نكتفي بهذا القدر اليوم على ان يكون لنا رأينا الواضح والصريح كالعادة من المسلسل والممثلين .