رأي خاص- ان كان المكتوب يقرأ من عنوانه فمسلسل “أول مرّة” تحفة درامية جديدة للكاتبة كلوديا مارشليان
اذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فلا شك ان مسلسل “أول مرّة” للكاتبة كلوديا مارشليان والذي بدأ عرضه على شاشة “ام تي في” اللبنانية يعد بمتعة كبيرة للمشاهد ، فحلقتان فقط كانتا كفيلتين بجذب المشاهد الذي استشعر ابداعاً في هذا المسلسل من حلقاته الاولى على مستوى التمثيل والسيناريو والاخراج لفيليب أسمر الذي يثبت يوماً بعد يوم انه مخرج على مستوى عربي وربما عالمي بالرغم من كل الامكانات المتواضعة للانتاج المحلّي.
بيتر سمعان، داليدا خليل وعدد كبير من نجوم الدراما اللبنانية اجتمعوا في عمل يحمل قضية اجتماعية حسّاسة ومعالجتها كالعادة نتوّقعها مثالية كما عوّدتنا دائماً كلوديا التي يصّح تلقيبها اليوم بكاتبة العصر لما تعالجه من مواضيع عصرية تحاكي العصر وتقترب الى حدّ كبير من واقع المجتمع اللبناني، من هنا جاءت كل اعمالها حقيقية تفاعل معها المشاهد وصدّقها الى حدّ بعيد.
بيتر سمعان وكعادته يتقن كل الادوار التي تعطى له وهو وكما يقول المثل الشعبي “كيف ما بتزتّوا بيجي واقف” ونصدّقه مهما قدّم من أدوار لانه يكاد يكون من أكثر الممثلين احترافاً فيعيش الدور حتى الثمالة لتكاد تتساءل من قد يقوم بالدور أفضل منه؟ وتكاد لا تجد الاجابة على هذا السؤال ايضاً، فبيتر عفوي لا يبالغ ولا “يتشاطر” بل يؤدي الدور بحذافيره وبأدّق تفاصيله ولو انه يضيف له الكثير الكثير من احترافيته وخبرته الطويلة.
اما داليدا خليل فربما هذه البطولة المطلقة لها وهذه الشابة “خطيرة” بكل مقاييس التمثيل ولعلها اثبتت خلال حلقتين فقط انها ممثلة بارعة وانها دائماً الشخص المناسب في الدور المناسب وقد اسرتنا باسلوبها في تمثيل دور الشابة الطالبة التي تغرم بأستاذها بيتر سمعان الى حدّ الهوس فأتى انجذابها والمها ودموعها حقيقية لا ريب فيها وأقنعتنا بمعاناتها وبجنون انجرافها وراء مشاعرها ، ونتوقع لهذه الشابة التي صعدت سلّم النجومية الدرامية درجة درجة ان تحقق تفوّقاً على نفسها من خلال هذا المسلسل.
اختيار موفّق جديد لمحطة “ام تي في” التي تشجّع الدراما اللبنانية والتي تحمل رايتها بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي يخوضها هذا المجال وتختار افضل الاعمال دائماً على شاشتها ونبارك لكلوديا مارشيليان هذه التحفة الدرامية الجديدة ونتمنى التوفيق لكل أسرة العمل.
