رأي خاص- ثقة هند صبري العالية بنفسها تخونها أمام عمر زهران
الجميع يعرف عن الفنانة هند صبري جديتها على الصعيدين الشخصي والفني، برغم أنها خفيفة الظل وتحب البساطة ولكن من يدرس شخصيتها منذ انطلاقتها يستطيع أن يفهم بسهولة أنها ليست اجتماعية بالشكل المتوقع كما أنها هادئة أكثر مما تبدو.
هند التي أرفع لها القبعة تحية على (شطارتها) الدائمة وتفوقها على بنات جيلها فلتسمح لي هذه المرة أن أبدي دهشتي وتعجبي مما بدر منها في لقاءها قبل عدة أيام على شاشة CBC مع المخرج المتميز عمر زهران.
حيث كانت في هذه الحلقة الخاصة التي سجلها المخرج عمر زهران معها والتي قاربت مدتها الثلاثة ساعات فرصة كبيرة لا أعتقد أنها سبقت أن أُتيحت لهند خاصةً مع ضيوف هذه الحلقات الخاصة الفريدين الذين سبقوها وعلى رأسهم نور الشريف ومحمود حميدة.
وفي اعتقادي فإن الاختيار وقع على هند صبري ببساطة لتخلف كل أولئك الضيوف المتميزين الذين سبق لعمر زهران استضافتهم بسبب أنها من أكثر بنات جيلها ثقافة و تنويعاً وتواضعاً، كما أنها قبل كل شيء امرأة متعلمة بدرجة عالية وجد فيها زهران تحدياً من نوع خاص حيث أن هناك فطرة تجذب دوماً كلا الجنسين إلى الشد والجذب مع من يوازون عقلياتهم خاصةً إذا ما كان هذا الأمر سيتم على الهواء.
وطبعاً الكثير منا انتظر الحلقة لتتقلب العناوين تارة بين السياسة والفن و أخرى بين الحياة الخاصة والحياة والعامة في فرصة هي الأولى من نوعها لهند صبري التي تجلس للمرة الأولى على كرسي خاص بهذه الأهمية من الممكن أن يفتح لها الكثير من الطرق حتى تعبر عن ما بداخلها وتتحدث فيما تحب و ما تكره، ما يرهقها و ما يرهق من حولها، وما يجول في داخلها و ما يجول حولها.
ولكن هند أضاعت الفرصة برغم أنها كانت فرصة من نوع آخر و حاولت وربما بسبب ذكاءها المفرط أن تجعل من عمر زهران أداة تدير الحوار فقط و ليس عقلاً يوازيها أو ربما يفوقها قوة، وكانت له كالمرصاد حيث دققت في أسئلته أكثر مما دقق هو في إجاباتها فكانت بنظراتها ونبرات صوتها التي لم تثبت على وتيرة واحدة تعطيه إشارات تحذيرية ربما لم يلاحظها الكثيرين ولكني أكيدة أن هناك كثر آخرين مثلي لاحظوها وفهموها، برغم أنه كان لبق معها بشكل يفوق اللباقة في الوصف.
والغريب في الأمر أن هند صبري التي سبق لي طبعاً مشاهدتها في أكثر من لقاء وعلى مر السنوات الماضية لم تكن بتلك الحدة وذاك الحذر سابقاً، حتى أنها وفي آخر إطلالاتها مع رانيا برغوت في (هذا أنا) قبل الأسبوعين تقريباً وبرغم سطحية رانيا في بعض الأوقات وعمقها في الأوقات الأخرى كانت أكثر ارتياحاً ولم تكن تشبه هند الأخرى التي ظهرت مع عمر زهران بالرغم طبعاً من تحيزي للقاء زهران الذي كان أكثر عمقاً وأهمية بأكمله.
ولكن ولأسباب أجهلها إلى الآن هند صبري لم تستغل تلك الإطلالة جيداً كما كان ينبغي وكان التوتر يغلب عليها طوال الوقت، وبدت و كأنها في تحدي مع أسئلة عمر زهران فغاب عنها التواضع الذي عهدناه دائماً بمجرد غياب التقدير لشخصيته الذي إن لم تبديه بالكلمات إلا أنها أبدته جيداً بالنظرات.
كما أنها أجهدت نفسها كثيراً لتظهر مثقفة ونسيت أننا جميعاً نعرف كم هي مثقفة وعميقة فأصبحت متصنعة ولم تكن طبيعية كما توقعنا منها بل كانت أكثر حدة عن المعتاد لتخرج حلقتها الخاصة بدون أي نكهة تخص هند صبري المعتادة.
ولكنني أعود لأقول ربما لم يلاحظ الكثيرين ما لاحظته شخصياً في هذا اللقاء ولكنني على ثقة تامة بأن هناك الكثيرين أيضاً ممن لاحظوا ما تحدثت عنه وشعروا به و أولهم عمر زهران الذي أتمنى أن تجمعني به الأيام لأطرح عليه سؤال مهم: لو عادت بك الأيام هل ستختار هند من بين كل فنانات الجيل الحالي لتخصها بإحدى حلقاتك الخاصة؟ ووقتها أنا متأكدة بأنه سيقول نعم بالتأكيد!! فهذا هو عمر زهران .. لبق لأبعد الحدود.