هلأ لوين!؟ عمل يفوق الابداع…
لا أدري من أين أبدأ!سمعت كثيرا عن هذا الفيلم من توقيع المخرجة اللبنانية نادين لبكي،الذي أثار الاعلام الليناني،العربي و العالمي، و بعدما حصد جائزتين و أكيد “الخير لقدام”، باختصار أقول لنادين الجائزة الاكبر هي التهافت الهائل على صالات السينما و استحالة الحجز في بعض الاماكن أحيانا…
و من اليوم وصاعدا لا أحد يحمّل فشل أي عمل لبناني الى المشاهدين و بأننا لا ندعم و نشاهد العمل مباشرة في الصالات ،لأن المشاهد يعلم جيدا ماذا يختار و يدري تماما كيفية التمييز بين عمل ناحج و اخر فاشل، و هذا العامل الاساسي لنجاح و انتشار “هلأ لوين” والجمهور هو الحكم الاول و الأخير…
بالرجوع الى تفاصيل الفيلم،الذي صوّر بتقنيات عالية و الذي يعكس وضعاً لبنانياً نعيشه منذ ولادتنا حتى اليوم…وهو التعايش المسيحي و الاسلامي.
هنالك الكثير من التفاصيل التي يمكننا التكلّم عنها ولكن أبرز ما لفتني بعدما شاهدته بشغف التالي:
– طريقة اختيار الشخصيات أي الكاستنغ، فأغلبها غير معروفة حيث نشعر فعليا بأن الشخصيات “منّا و فينا” بعيدين كل البعد عن أغلب شخصيات الوسط في الشكل و المضمون.
– أحداث حياتية يوميّة، تنقلنا الى مكان الحدث، تحزننا تارة و تضحكنا تارة أخرى…باختيار مواقع التصوير المناسبة، باستعمال الملابس والتعابير العامة التي نستعملها جميعنا و في مختلف المجتمعات وادخال بعض الاغنيات لتجسيد بعض المواقف التي يمكن ترسيخها في عقل المشاهد بواسطة الغناء.
– التطرّق الى قضايا حسّاسة و ادخال مواقف دينية دون المسّ بالمحرمات ولو كانت جريئة بعض الشيء و لكن لا يمكن لاي ناقد او حتى مشاهد عادي،ان ينكر بأن كل ما شاهدناه هو نقل لواقع عايشناه أو حتّى حدث أثار المجتمع وتدوال تفاصيله.
– تسليط الضوء على دور المرأة الفعّال في المجتمع حيث استطاعت في نهاية الفيلم التأثير و التغيير.”ان هذا الفيلم ندوة مصوّرة “…حيث أناشد أغلب الجمعيات النسائية بمشاهدته لأخذ العبر ولتدرك المرأة بأن العمل الاجتماعي لا يتوقف عند الظهور في الصحف و المجلات و الاعلام ولا حتى في المناسبات “كالصبحيات النسائية” الفارغة.
– “الصرخة” التي أطلقتها نادين حينما شارف الفيلم على نهايته حيث طالبت بالكفّ عن التعصب، و بأن الامهات يكفيهن لبس الاسود و الحزن…مشهد مؤثر جدا و تمنيت لو خصّص عرضاُ خاصاً للسياسيين لعلّ هذا الفيلم يكون عبرة و صحوة ضمير للجميع دون استثناء.
– طريقة ادخال الغرب المميزة بواسطة بائعات الهوى الاجنبيات اللواتي لعبن دور خيّر بطلب من النسوة و ابراز صورة جيدة عن هذه الضيعة لنقل السمعة الجيدة عندما يرجعن الى بلادهن.
“هلأ لوين!؟” حمل العديد من القضايا الاجتماعية ، امهات الشهداء، التعصب المذهبي، دور رجال الدين،التفاوت الاجتماعي، الاختلاف مع الغرب و الكثير من العبر، و في النهاية و بعد التوصل الى حلّ … لن أخبركم عن النهاية و لن أتكلم أكثر عن تقاصيل الفيلم بل حاولت أن أحثكم على مشاهدة الفيلم ليس للدّعم بل للمزيد من الاطلاع و الثقافة و أيضا لمعرفة و لمس ما هو الابداع!!
“هلأ لوين!؟” تحفة في تاريخ السينما اللبنانية و ندين لبكي أعمالك تتخطّى الابداع ، و انتشارك بالخارج الذي يعكس الصورة الحضارية للبنان هذا فخر و شرف لنا…
وهلأ!؟ نحن بانتظار المزيد و المزيد من الاعمال اللبنانية و ان لم تكن على نفس المستوى فلا تتذمروا اذا لجأنا الى اعمال الغرب و حتى التركية و السورية…