نادين لبكي: الطائفية قضية عالمية وعلينا أن نتقبل الآخر؛ لا أمانع أن يتحول لبنان إلى بلد علماني
كشفت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي في حديث خاص الى “صدى البلد” مع الزميل نيكولا عازار أن الطائفية قضية عالمية، وعلى الرغم من أننا نعتقد أننا تجاوزنا كل هذه الأمور، فإن زواج شخصين ينتميان إلى طائفتين مختلفتين لا يزال أمراً في غاية التعقيد في لبنان. وعما يعرضه فيلمها الجديد “وهلأ لوين؟” من بعض المشاهد التي تصوّر تحطيم بعض الرموز الدينية، أكدت نادين أن ما تعرضه موجود ونلمسه يومياً عبر الشاشة وخلال ما تنشره الصحف، علماً أنه أمر محزن ومضحك في الوقت ذاته، إذ نختبئ وراء أصبعنا، ونظهر للآخرين مدى تقبلنا لهم على الرغم من اختلافهم، ونرفض أن نتكلم في الموضوع معتبرين أن الأمور على ما يرام. وأشارت إلى أن هذا الواقع، لا يصيب فئة اجتماعية دون أخرى، كما أنه ليس حكراً على لبنان، واذا ذهبنا إلى فرنسا مثلاً للمسنا هذا الواقع المرير، وكيف أن العنصرية أيضاً منتشرة بكثرة عند الفرنسيين. وعما إذا كانت تتمنى أن يتحول لبنان مما هو عليه اليوم إلى بلد علماني، بعيداً من النعرات الطائفية، أكدت نادين أنها مع أن يمارس الإنسان إيمانه وفق ما يملي عليه دينه، وأن يعيش كما يشاء، إنما عليه أن يتقبل الآخر، لافتة الى أنها لا تمانع أن يتحول لبنان إلى بلد علماني، الا أن أشخاصاً كثيرين في حاجة إلى التمسك بإيمانهم وممارسته، فمن خلال ذلك يلمسون السلام الداخلي. وشددت على احترام الآخر في ممارسة معتقداته كما يؤمن ومن هذا المنطلق نعيش في سلام ووفاق.
ونفت المخرجة أن يكون العمل عن الحرب كما جرت العادة، بل هو يحاول أن يطرح بعض الحلول لتجنب الحرب وكوارثها. وعن توجهها الدائم إلى طرح مشكلات تتعلق بعينة من المجتمع اللبناني، تحديداً الطبقة الفقيرة إلى المتوسطة، كشفت نادين أن جل ما يهمها هو عرض المشكلات التي يمر بها من يكافح من أجل لقمة عيشه، ولا يهمها كثيراً إلقاء الضوء على الطبقة المرتاحة. ورأت أننا نعيش على هامش الحياة، وربما كانت محظوظة كونها خارج هذا الصراع الإنساني إلا أن إنسانيتها تدفعها إلى الكشف عن صعاب الآخرين من خلال أعمال سينمائية تترجم حياتهم اليومية ومشكلاتهم.
يذكر ان المخرجة نادين لبكي ستحل ضيفة على برنامج “كلام الناس” عبر المؤسسة اللبنانية للارسال في حلقة خاصة عن فيلم “هلأ لوين؟” الذي سيبدأ عرضه اليوم في صالات السينما اللبنانية.