رأي خاص- مسلسل (آدم) يستمر بقوّة بحصد اعجاب المشاهد اللبناني وتامر حسني يستحق عن جدارة فرصة ثانية من أبناء بلده
لا شك في ان المسلسل المصري “آدم” مستمر بحصد اعجاب المشاهد العربي عامة واللبناني بشكل خاص، وتكاد الساعة 11 ليلاً في بيروت تتحول الى موعد يومي وثابت مع المسلسل بحيث يؤجّل معظم عشّاق الدراما الرمضانية مشاريعهم لمتابعة واحد من أهم مسلسلات الشهر الفضيل وهو مسلسل “آدم” الذي عرّف الجمهور اللبناني أكثر على تامر حسني الممثّل والفنان وعلى باقي الممثلين المصريين خاصة وان المسلسل يعالج أكثر المواضيع دقّة وحساسية داخل انظمتنا العربية لذا هو يلقى تعاطف الجمهور اللبناني الذي يعيش تفاصيل المسلسل ويتفاعل معها .
ولو تعرف الشركة المنتجة للعمل و محطّة “أم تي في” اللبنانية التي تعرض المسلسل ، كم يغيظنا عدم بثّ مشاهد الحلقات المقبلة ، فنبقى في حيرة من أمرنا و”على اعصابنا” بانتظار المستجدات التي تفاجؤنا حلقة تلو الاخرى ونذهب بعيداً في تخيّل النهاية وتوّقع الاحداث لما يتضمّنه المسلسل من تشويق وإثارة ومواقف انسانية تستحق عناء المتابعة.
وفي لقاء صحفي مع الكاتب أحمد محمود أبو زيد، اعتبر أن مسلسل “آدم” هو أول مسلسل تليفزيوني مصري يتناول الدين والسياسة بشكل أكثر عمقا، مشيرا إلى أن الدين والسياسة كانا بمثابة تابوهات مغلقة لايستطيع أي عمل فني الاقتراب منها فى عهد النظام السابق.
وأوضح أبو زيد أن المسلسل سعى إلى التأكيد على مفهوم الوحدة الوطنية، لافتا إلى أن المستفيد الأول من تفرقة المسلمين والمسيحيين هم اليهود والأمريكيين، فضلا عن تصحيحه للعديد من المفاهيم الخاطئة كالفرق بين السلام والاستسلام، موضحا ان السلام الحقيقى هو القائم على الاحترام المتبادل، أما قبول الإملاءات والتوجهات الخارجية فتعني الاستسلام.
ولفت إلى أنه راهن على نجاح المسلسل وفضول المشاهد، موضحا أن عددا كبيرا من الجمهور تابع المسلسل لانتقاده، الا ان الجمهور احترم العمل .
وعن النموذجين اللذين قدمهما فى المسلسل لضابط الشرطة، قال إنه تعمد تقديم نموذجين لضابط الشرطة، الأول في عهد النظام السابق والذى كان يمارس صلاحياته بعيدا عن القانون، وضابط الحلم الذي نتمنى أن نراه بعد الثورة الذى يحكمه القانون ويحرص على مصلحة مجتمعه، لافتا إلى أن جهاز الشرطة يبذل جهدا كبيرا لا يستطيع أحد أن ينكره، وأن مصر أصبحت اليوم فى حاجة إلى ضباط الداخلية الشرفاء فقط.
أخيراً لا يسعنا الا ان ندعو للنجم تامر حسني بالتوفيق في المرحلة القادمة من مسيرته الفنية بعد ما مرّ به من معاناة على أثر اضطهاد ثوّار 25 يناير له ونتمنى ان يفتح المصريون صفحة جديدة مع تامر الذي قدّم عملاً درامياً يجب ان يفخر به كل مصري حرّ ناضل من أجل الحرية ووقف في وجه النظام السابق وان يعفوا عمّا مضى ويسامحوا تامر على ما اعتبروه مسيئاً بحقّ الثورة، ففي اتحادهم قوّة ومصر وكما يقول المسلسل بحاجة الى كل ابنائها…. واليوم أكثر من أي وقت مضى.