رأي خاص- جديد أسامة الرحباني وهبة طوجي (لا بداية ولا نهاية) تحفة فنّية متكاملة واسامة الرحباني لبصراحة: لم أزّج اسمي على الغلاف بهدف الشهرة وسأوفّر المال للانتاج بدل دعم الاغنيات في الاذاعات

 صدر منذ ايام البوم الاستاذ أسامة الرحباني وهو بعنوان “لا بداية ولا نهاية” وهو من انتاج أسامة الرحباني .

بداية مع اهداء الالبوم الذي كان لافتاً جداً ومؤثراً الى ابعد الحدود وكلمات اسامة لوالده الراحل الكبير منصور الرحباني تصيب في القلب مباشرة ، فقد توّجه أسامة الى والده قائلاً :” اهدي هذا الالبوم الى العبقري الاستاذ والمعلّم والاب منصور الرحباني، الى شخصيتك المتواضعة والنبيلة ، أشعر بفراغ تام من دونك، خاصة في فترة بعد الظهر . أستطيع ان اشعر بصوت الصمت في كل ارجاء المنزل. لا زلنا نتشارك الاحاديث نفسها، والطعام نفسه، والعادات نفسها…اشكرك على اللوحتين اللتين تركتهما لنا . أشتاق الى شِعرك وحضورك في حياتي التي كانت مرتبطة بحياتك، وانت اليوم بعيد خمسمائة متراً فقط عن البيانو الخاص بي …”

من ناحية أخرى وقبل الدخول في تفاصيل الالبوم لا بدّ من تسليط الضوء على شكله الخارجي الذي ينّم عن ذوق رفيع للمصوّر كريم غريّب وستوديو اميل عضيمي اللذين ابدعا في خلق جو خاص للألبوم ، جو راق حالم وعصري ، وقد علم موقع بصراحة ان هبة شاركت في وضع الافكار والاشراف على تنفيذ ادّق تفاصيل التصوير والاخراج، وقد تمّ طبع غلاف الالبوم في العام 2009 وهو عبارة عن لوحة فنية نجحت في ان تكون مقدّمة موفقّة للالبوم الذي يضمّ روائع فنيّة من أجمل ما كتب غدي الرحباني ولحّن أسامة الرحباني .

ولم توّفر هبة بدورها أحداً ، فشكرت جميع من ساهموا في صناعة هذا العمل على رأسهم غدي ومروان الرحباني بالاضافة الى الأهل والاصدقاء ، ووجهت تحية اكبار لروح الكبير منصور الرحباني وخصّت أسامة بكلمة مؤثّرة جداً حين اعتبرته سبباً لما هي عليه اليوم، والذي استطاع استخراج اروع ما لديها من مواهب، وشكرته على نصائحه وابتسامته و احلامهما معاً وعلى ثقته بها وكرمه معها ولكونه متطلباً. واعتبرت هبة ان كل دقيقة قضتها الى جانبه هي تطّور بحد ذاتها وخطوة اضافية نحو الامام . وشكرته لانه آمن بها واعطاها فرصة لتكون مشاركة بهذه المغامرة. وشكرته على كل المعلومات القيّمة التي قدّمها لها . وختمت قائلة ” شكراً لأنك أسامة الرحباني وأعدك ان نبقى معاُ دائماً تحت النجمة نفسها…”



البوم “لا بداية ولا نهاية” مؤلّف من 12 أغنية وهي:

-لا بداية ولا نهاية : كلمات منصور الرحباني – موسيقى ميشال لوغران وتوزيع أسامة الرحباني

– هربان: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع اسامة الرحباني

– لا تقللي انك مشتقلي: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

– ذات اللفتة: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

– ماشية وما بعرف لوين: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

– كل صحابي فلّو: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

– تانغو الحرية: كلمات غدي الرحباني – موسيقى استور بيازولا- توزيع أسامة الرحباني

– حلم: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

– خايفة قول: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة وجاد الرحباني

– بالعمر اللي باقي: كلمات غدي الرحباني – موسيقى ميشال لوغران- توزيع أسامة الرحباني

– المرتزقة: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

– افتحلي الباب: كلمات غدي الرحباني – موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني

والمفيد في الالبوم هو الكتيّب المرفق معه والذي أصرّ أسامة على ان يتضّمن شرحاً كافياً ووافياً عن الاغنيات ونبذة عنها وعن ظروف تأليفها والجو العام الذي رافقها، وصدّقوني ان ذلك يساعد كثيراً في عيش روحيّة الاغنية والغوص في تفاصيلها الشعرية واللحنيّة.

لا أنكر انني قضيت ساعات طويلة أستمع الى الالبوم لأكتب عنه وأختار الاغنيات التي لفتتني أكثر والتي اسرت حواسي وحبست انفاسي، ولكني لم استطع بعد أن اقرّر او ان أجزم واعد ان تكون لي وقفات كثيرة مع كل أغنية من أغنيات هذا الالبوم الفنّي الذي لا يشبه هذا الزمن الفنّي بشيء.

ولكنني لا استطيع الا ان أعلّق اليوم وأقول انني حين بدأت الاستماع الى الالبوم ، شعرت بارتفاع في درجة الحرارة وبآلام مبرحة في أنحاء جسمي ورحت أتصّبب عرقاً وشعرت بانخفاض في ضغط دمي ، وهذا ربما بديهياً وطبيعياً جداً ، أو ليس هذا مفعول المضادات الحيوية على الالتهابات الناجمة عن تفاعل الباكتيريا التي تفتك بالجسم والدم؟ لا شك في ان موسيقى أسامة الرحباني وصوت هبة طوجي وشعر غدي الرحباني هي مجتمعة مضاداً فنياً حيوياً لكل انواع باكتيريا الفنّ المتفشية في جسم الاذاعات والمحطات التي فقدت دورها الريادي في غربلة الاغنيات مقابل دعمها .وفي زمن “الهشّك بشك” وصرع الطبلة والدربكة الذي يستمر في تلويث وتشويه صورة الفنّ الحقيقية ، يطّل البوم “لا بداية ولا نهاية” ليكون المسكّن لداء الصرع هذا ، فيعيد البريق الى أغنيتنا اللبنانية ويعطينا أملاً بغد فنّي مشرق ويؤكّد على مقولة ان هذه الموجة ستمّر وتنتهي عاجلاً ام آجلاً، وان الفن لا زال بألف خير طالما هناك مؤمنون برسالة الفن الحقيقية وطالما هناك أمناء على الاغنية اللبنانية، ومن بينهم ورثة المعلّم منصور الرحباني الذين تعمّدوا بالفنّ الرحباني وشربوا من كأس ابداعه .

ولا يسعنا كذلك الا ان نثني على شعر غدي الرحباني فهو استعمل في هذا الالبوم بعض المفردات والجمل الشعرية التي تأسر القلوب والتي تحبس الانفاس و”بتشغّل الراس” وتجعلك تعيد الحسابات وبعض الاعتبارات، فتتذكّر وتتلوّع وتندم وتتحسّر وتحنّ وتشتاق وتتأثّر، مشاعر انسانية كثيرة تتخبط داخلك وانت تستمع الى الاغنيات ، هذا بالاضافة الى موسيقى أسامة الذي يبدو متأثراً بها كثيراً ولا ينفّك يتحدّث عنها وعن الاوركسترا التي عزفتها وهو فخور جداً بهذا العمل الذي يعتبره باكورة أعماله التلحينية .

وأخيراً لا يسعنا الا ان نثني على ملكة هذا العمل ، الحوريّة هبة طوجي ، فهي هبة من عند الله وهبة للبنان “يلي بشوف حالو فيها” وهي الصوت الخارق لكل جدران “العادي” والتقليدي والمألوف، وهي الصوت الذي حوّل أحلام اسامة الرحباني الى حقيقة وترجمها الى واقع فنّي استثنائي.

وفي حديث مقتضب مع أسامة الرحباني صرّح انه سعيد بهذا الالبوم الذي هو نتاج سنوات عمل طويلة خاصة انه كان جاهزاً منذ العام 2009 ، الا انه تأخّر لاسباب انتاجية ، ولدى سؤاله عن احتمال دعم الالبوم في الاذاعات ، أكّد اسامة انه لن يعتمد هذا الاسلوب وسيترك الحرية للاذاعات بدعم الاغنيات لان الالبوم من انتاجه ولا يستطيع تكبّد مصاريف إضافية وهو يفضّل ان يوفّر المال لانتاج أعمال جديدة.

وعن غلاف الالبوم حيث كتب Oussama Rahbani Featuring Hiba Tawaji ، سألنا اسامة لماذا تقصّد زجّ اسمه على غلاف الالبوم سيما وانه ليس مشاركاً فيه غناءً وايضاً ليس بحاجة الى مزيد من الشهرة ، فكلمة featuring تعني عادة ديو غنائي بين فنانين ، فأكّد اسامة انها فكرته لانه شاء ان يعرّف الجمهور بنفسه على هبة ويقدّمها له خاصة وان الالبوم كان مقرراً اصداره في العام 2009 قبل ان تتحقّق هبة كل هذا الانتشار .

وعبّر أسامة عن اعجابه الكبير بشخصية هبة وبصوتها القوي والقادر وبشغفها بما تقوم به لناحية تدخلها بكل تفاصيل الالبوم وانهى قائلاً “فظيعة هبة ” !!

سنتوّقف عند أغنيات الالبوم في مقال لاحق، ولكن نستغل الفرصة اليوم لنبارك لأسامة وهبة بهذا العمل الفني القيّم ولكل من شارك فيه على امل ان يلقى هذا الالبوم حقّه من الانتشار والنجاح في ظل فوضى الدعم الحاصلة على كافة الاذاعات الذي بدا ينهش فيها صدأ الافلاس الفنّي وسوقيّة الاغنيات الهابطة .

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com