رأي خاص- عفواً من أسرة تحرير مجلّة (نادين) ولكننا أصبحنا نقرأ المجلة بالمقلوب
انضّم الزميل طوني سمعان احد مدراء شركة روتانا للصوتيات والمرئيات نهائياً الى أسرة تحرير مجلّة “نادين” بعدما كان يكتب فيها الصفحة الاخيرة منذ مدّة ولكن بشكل متقطّع حيث كان يتوالى على كتابتها عدد من الاعلاميين بعد اعتذار الاعلامية المتميزة ريما كركي عن الاستمرار بكتابة الصفحة الاخيرة التي كانت توقّعها باسمها، نظراً لارتباطها مع تلفزيون المستقبل لإعداد وتقديم برنامج “بدون زعل” الذي حقق نجاحاً كبيراً وحصد اعجاب المشاهدين والنقّاد
وقد شارك طوني سمعان سابقاً في اعداد عدد كبير من البرمج أهمها “مايسترو” و”العراب” و”ابشر” وشكّل مع الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان ثنائياً تلفزيونياً مبدعاً ، فطوني معروف بعمق اعداده ورقي أبحاثه وهو يكاد يكون ملّم بكل شاردة وواردة في الوسط الفنّي نظراً لعمله بشركة رائدة كروتانا وكذلك لمتابعته كل الاخبار المستجدّة على الساحة الفنية.الا ان ذلك قد لا يكون كافياً لانجاح برامج بحجم التي سبق وذكرناها، لولا انه يتمتّع بالذكاء والرقي والابداع والاحترام لمهنته والجمهور، فكانت كل البرامج التي شارك في اعدادها راقية تشبهه الى حدّ بعيد ، بعيدة كل البعد عن المضمون الفضائحي الرخيص والاسئلة العشوائية غير المسؤولية ، فارتبط اسمه ببرامج الدرجة الاولى والتي تعتبر امتيازاً لاي محطة تعرض عليها فتضيف اليها وترفع من شأنها.
وبعد تجربته التلفزيونية الغنيّة ، فاجأ طوني الوسط الاعلامي بتجربته الكتابية وصفحته الاخيرة في مجلة “نادين” اللبنانية التي أصبحت تشكل موعداً أسبوعياً لقرّاء المجلة، فينتظرونه بفارغ الصبر لانهم وبدون شك يستمتعون بكل ما يكتبه وكل ما لا يكتبه ، فإن كانت السطور تقول الكثير ، فما بين السطور يخفي تجربة حياة كاملة بكل نجاحاتها وخيباتها ، بكل لحظاتها السعيدة والحزينة، تجربة تنتظر وقتها المناسب لتزهو بغرور على السطور وتتجلى بأبهى حلّاتها، فلا تفوتوا يا قرّاء مجلة “نادين” الصفحة الاخيرة اسبوعياً بتوقيع رجل استثنائي اعتاد ان يبدع في السّر وفي الكواليس ولكنه قرّر اخيراً ان يتأرجح بين الكلام والصمت على صفحةٍ بيضاء أخيرة ، وقرّر ان يرقص مع ذاكرته رقصة الحياة القصيرة ، فاختصرت سطوره ذكريات عمر قد لا يتكّرر ابداً، ولكنها ستحفظ في ذاكرة كل من سيقرأها كل أسبوع وفي أرشيف مجلة لبنانية عريقة، فتبقى تسري في عروق الصحافة اللبنانية وتنبض ابداعاً وتميّزاً وحياة…
طوني سمعان سننتظرك كل أسبوع وسنتحرّق شوقاً لقراءتك كل أسبوع، وعذراً من مجلّة “نادين” لأننا من اليوم وصاعداً سنبدأ بقراءة أعدادها “بالمقلوب”، يعني سنبدأ من الصفحة الاخيرة، فالتحلية عادة تكون بعد الوجبة الدسمة، ونحن نتضوّر جوعاً الى كلام دسم نلتهمه حتى التخمة، لأننا سئمنا الكلام الفارغ في الفنّ وعن الفنانين، الذي لا طعم ولا نكهة له .