لقاء خاص مع الكاتبة كلوديا مارشيليان: بعرف نهاية مسلسل (كزانوفا) فاجأت الجميع بس انا بدّي المشاهد يشغّل خيالو مش بس مادد اجريه وعم بفقّي بزر
لا شك في ان نهاية مسلسل “كزانوفا” بالامس أتت صادمة لمعظم مشاهدي المسلسل الذي بدا غريباً من بدايته حتى نهايته ، وكانت ربما المرّة الاولى التي تعالج فيها الكاتبة كلوديا مارشيليان موضوعاً نفسياً حسّاساً الى هذه الدرجة والمسلسل الذي اتّسم بالجرأة انتهى بجرأة أكبر، ففاقت كل التوقعات بالرغم من ان التسلسل المنطقي لأحداث الحلقة الاخيرة كان يفترض ان يتعافى جاك أي الممثل مازن معضم من عقده النفسية ويصلح أموره مع حبيبته كارول اي الممثلة نيكول سابا، وتوقّعنا صراحة ان ينتهي المسلسل بحفل زفاف بحضور كل حبيباته السابقات.
وربما هذا بدا منطقياً خاصة وان جاك خضع لعلاج نفسي وكان متوقعاً ان نصل لخلاصة وعبرة من هذا المسلسل وهي ان الحب والارادة يصنعان المعجزات والمستحيل ويتفوّقان على كل العقد والحواجز التي تخلقها تربيتنا وبيئتنا والظروف النفسية السيئة التي تخلّفها ، الا ان النهاية جاءت غير متوقعة، فكانت قاسية وقاتمة ومحبطة ان صحّ التعبير ، اذ ان جاك وبالرغم من العلاج النفسي الذي خضع له لم يتخطى مرضه وعقده وعاد الى سابق عهده في مواعدة النساء واستغلالهن واللهو معهن.
وفي اتصال اجريناه مع الكاتبة كلوديا مرشيليان لسؤالها عن سبب اختيارها لهذه النهاية غير السعيدة أجابت بعفوية:” لان هيك بصير بالحقيقة. هاو الناس ما بيتصلّحوا والا ما كان في هيك نوع شباب ، انا ما بعرف اعمل نهايات سحريّة . انا ما جزمت بالنهاية انو ما اتصلح بس بهل فترة بعد ما اتصلح ، وما في شي بعلم النفس نهائي 100% ، الشفاء نسبي ويمكن جاك من الناس يلي ما استجابوا للعلاج”
وعن عدم تبّني نهاية سعيدة للمسلسل أجابت كلوديا: ” انتو بدكن عرس انا ما بدي عرس. انا كان بدي خبّر عن مأساة تسبّبت فيها أمّ لاولادها، مأساة بياخدوها معن للقبر. هيدي قصص قاسية وحزينة ولكن حقيقية و منّو مسلسل ترفيهي او للتسلية”
ولدى بوحنا لكلوديا عن ان نهاية مسلسل “كازانوفا” كانت آخر ما توّقعناه، أجابت منفعلة:”تعوّدوا على نوع جديد للمسلسلات .خلّي شوية خيال للمشاهد، خلي المشاهد يعمل نهاية ع ذوقو ويسأل حالو أسئلة كثيرة، قولكن شو قالتلها ألين لحود أي سابين في المسلسل لكارول لمّن زارتها؟ هل رح يرجع جاك يتجوّز كارول؟ خلي شوية خيال للمشاهد، يشغّل خيالو مش بس مادد اجريه وعم بفقّي بزر، بتحضري افلام اجنبية ما الها نهاية، تركنا النهاية مفتوحة للمشاهد مش بالضرورة نعتمد هالطريقة بكل المسلسلات بس نتركلو خيار “.
ولدى سؤالنا ان فكّرت في احتمال ثانٍ لنهاية المسلسل ، أكّدت كلوديا انه وصلها ليل امس أكثر من 150 رسالة قصيرة من كل انحاء العالم ، يعبّر الناس لها من خلالها عن اعجابهم بالنهاية غير المتوّقعة والمفاجئة ، واضافت :”بطّل بدنا العصا السحرية يلي كانت موجودة بالمسلسلات . نجدت انزور مثلاً كان يعمل اشياء سحرية بمسلسلاتو، بعصا سحرية ينهي المسلسل بأحداث سعيدة. أنا مش هيك . كل واحد بيحلم انو الشخصيات يلي حبّن بالمسلسل تكون نهايتهم سعيدة ، بس لازم نترك مجال للمشاهدين تيتوقّعوا . “
اما ان كانت هذه النهاية مقدّمة لجزء ثانٍ للمسلسل، أكّدت كلوديا ان لا جزء ثان للمسلسل .
نذكر ان مسلسل “كزانوفا” هو من بطولة نخبة من نجوم الدراما اللبنانية وعلى رأسهم تقلا شمعون، عاطف العلم، مازن معضم، نيكول سابا، بياريت قطريب، الين لحود، سهى قيقانو وغيرهم ومن اخراج فيليب أسمر
أخيراً نذكر ان مسلسل “باب ادريس” الذي سيعرض خلال شهر رمضان المبارك على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال lbc هو من كتابة كلوديا مارشيليان، وعن “باب ادريس” وامكانية منافسته للمسلسلات الرمضانية هذا العام، قالت كلوديا ” شغلة كبيرة هالمسلسل . ما بعرف شو بدي اتوقّعلو متل ورقة يناصيب !! الا انه على قدر عال من كل النواحي “.
في النهاية لا يسعنا الا ان نرفع القبعّة لمبدعة من لبنان ، لانها ساهمت بكل الاشكال والطرق الى رفع مستوى الدراما اللبنانية والى جعل المشاهد اللبناني يتسمّر أمام الشاشة ويلغي او يؤجّل كل مشاريعه لكي لا يفوّت على نفسه أي مشهد او حوار وهذا ما لم يكن رائجاً في السنوات الاخيرة حيث تضمّنت معظم المسلسلات مادة لا تشبهنا ولا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد ، فأعادتنا كلوديا مارشيليان الى أرض الواقع وتكّلمت بلغتنا وناقشت مواضيعنا وعبّرت عن أوجاعنا ، فكانت مسلسلاتها تشبهنا وكالمرآة عكست الواقع اللبناني بحساناته وسيئاته ولكن بموضوعية وصدق وشفافية .