تساؤلات زافين قيومجيان: لماذا ترغب المرأة القضيبية بأن تكون حملاً في السرير وأسداً في الصالون؟ هل الرجال المثليين هم أفضل أزواج للنساء القضيبيات؟
استكمل برنامج “سيرة وانفتحت” الاثنين الماضي حلقة “امرأة قوية… رجل عنيف” بحلقة تحت عنوان “المرأة القضيبية”. وتوسع زافين خلال الحلقة في تحليل ودراسة مفهوم المرأة “القضيبية” مع المعالجة النفسية الدكتورة رندا شليطا، وطرح عليها جميع الأسئلة التي تتعلق بالمرأة “القضيبية”، وكان أبرزها: متى ترى المرأة نفسها قضيبا ذكريا في المرآة؟ كيف تصبح علاقتها بالرجل؟ متى ترغب باسترجاع أنوثتها؟ هل سبب قضيب المرأة هو ضعف الأب؟ لماذا ترغب المرأة القضيبية بأن تكون حملاً في السرير وأسداً في الصالون؟ لماذا لا تزال المجتمعات التقليدية تقدس رجولة ما في المرأة؟ ما هو تأثير تبادل الأدوار على الأولاد؟ كيف يمكن معالجة المرأة القضيبية وإخصائها؟ هل الرجال المثليين هم أفضل أزواج للنساء القضيبيات؟ وهل من رجل مهبلي على وزن امرأة قضيبية؟ وكان في الحلقة أيضا: مشاهدون أوقفتهم الكاميرا في الشارع وسألتهم “سؤال جنسي”: ماذا تسأل الطبيب خلف الباب المغلق؟
بدأ زافين الحلقة مع ضيفته د. شليطا في التعريف عن النساء القويات وأنواعهن، والأسباب التي أدت بهن إلى هذه الحالة. فالمرأة القوية هي الزوجة والأم الصالحة التي تتحمل الكثير من الضغط بسبب عدم قدرتها على الرفض وقول كلمة “لا” للرجل، ويكون عنفها مخفي. فهي تكبت كل معاناتها وتسكت إلى أن تصل مرحلة الضغط وعدم القدرة على التحمل، فتنفجر وتصرخ وتتحول إلى قوية ومسترجلة. المرأة العصبية هي امرأة لم تصل إلى تكامل مع الرجل، كل شيء يثير عصبيتها بسبب وضعها دفتر شروط للزواج ولصورة الزوج، واكتشافها نقص هذه الشروط وعدم تتطابقها مع متطلباتها يجعلها عصبية ومتوترة. وترى د. شليطا انه يجب العمل على هذه الشخصية حتى تتغير وتستطيع التكامل بعلاقتها مع الرجل. أما بالنسبة للمرأة المسترجلة فهي المرأة التي تخاف الرجل ولا تثق به وتحقد عليه بسبب ما تسمعه عنه ممن حولها، في العائلة أو عند الجيران… وهي تدخل بصراع دائم مع الرجل لتثبت له أنها الأقوى.
وعن المرأة القضيبية تتوسع د. شليطا في الشرح، إنها المرأة التي تدخل بتنافس مع أمها بسبب ظنها بأنها أنجبتها ناقصة عن أخيها، فالأولاد في عمر الأربع سنوات يلاحظون جنسهم وأعضائهم التناسلية، وملاحظة الفتاة لنفسها بعدم وجود قضيب لديها مثل أخيها يولد لديها شعوراً بالنقص ويدفعها لكره أمها ولومها. وبحسب فرويد الأم القضيبية هي الأم التي تتماهى بالابن كي تأخذ من رجولته شيئاً ما. كما يأخذ الأب من البنت شيئا ما من أنوثتها، فيعيش قرينته الأنثوية من خلالها. ولكن الحالة الأولى أكثر انتشاراً من الحالة الثانية. وبالنسبة للمجتمع، تساهم في تعميق هذه النظرة الخاطئة إلى الأنثى. المجتمع يقول: أنتِ أم سامي، ولا يقول: أنتِ أم نجاة. لذا تشعر الأم بأنها تستمد قيمتها من أبنائها وليس من بناتها! فلا بد إذا أن يصير الابن كما تريده هي كي تستمد أكبر قيمةٍ ممكنةٍ منه. لذا تتعلق الأم بابنها تعلقاً فظيعاً، ولا تقوى على العيش بدونه. فلا تسمح هذه الأم لابنها بأن يبتعد عنها كثيراً كي تستطيع أن تربيه كما تريد. وبسبب تعلق الأم بابنها وتعلق الابن بأمه كثيراً ما نرى في الزواج أن الزوج لا يقف بجانب زوجته ضد أمه عندما تقع مشكلةٌ ما بين الأم وكنَّتها. بل إنه ينحاز إلى جانب أمه رغماً عنه، ولو كان الحق مع زوجته. وأحياناً لا تسمح الأم لكنتها بأن تصير أماً، وتريدها أن تبقى ابنةً لها وحسب. كذلك قد لا تسمح لابنها بأن يصير أباً كي لا يستقل بأسرته وينفصل عنها. وعندما يأتي الأحفاد فإنهم يشعرون بأن الجدة تسيطر على كل العائلة، ويشعرون بأن أباهم وأمهم ضعفاء. وبالتالي لا يرون فيهما شخصين قويين ذوي قيمة. لذا يسعى الأحفاد إلى تقوية علاقتهم بجدتهم كي ترضى عنهم، وبالتالي يستطيعون أن يفعلوا كل ما يحلو لهم. فالأهم بالنسبة لهم هو جدتهم وليس والداهم.
وترى د. شليطا أن الفرق بين المرأة القضيبية والمرأة القوية المسترجلة ليس كبيراًَ، بحيث لا تصل المرأة القضيبية إلى الجنس التناسلي لأنها لا تقبل صورتها كامرأة، وهذه الحالة ليس لها علاقة بالميول الجنسية أو بالشكل الخارجي. قد تكون أنوثة المرأة القضيبية ظاهرة وفائضة كثيراً إلا أنها لا تقبل الدخول بعلاقة مع الرجل، لأنها تظن أنها لا ترضيه، وهذا الأمر له علاقة بدور الجنس النفسي الذي يختلف عن الجنس العضوي. فالمرأة القضيبية تستطيع الزواج والإنجاب وتأسيس عائلة ولكن يبقى في داخلها شعوراً بأنها لا تستطيع إسعاد الرجل نفسيا وجنسياً. وهي لا تحب أن تكون قضيبية في السرير، ولا تستطيع الاكتمال مع الرجل بسبب هذه الشعور، لذا تعيش في وحدة قاتلة، وإن تزوجت لا تحقق سعادتها لأنها تعيش صراعاً دائماً مع الرجل.
كما تشرح د. شليطا بأن المرأة القضيبية هي تلك الذكورية المسترجلة، التي إذا تزوجت تكون “معربشة” على زوجها، وتحمل سيئات الرجل لا حسناته كما في “أخت الرجال”. إن المرأة القضيبية تدخل نفسها دائماً في حرب غير معلنة مع الرجل، فلا تكون “مبسوطة” جنسيا أو نفسيا أو عائليا. وكلّ هذا يبدأ في المراهقة والطفولة، حيث الرجل يبطش بالأم أو الأخ الذي يأخذ الميراث وتكلّفها هذه الحرب سعادتها من دون أن تدري. فتصير الفتاة تحمي نفسها أكثر مما يجب، وتؤذي نفسها. فهي لا تكون مبسوطة لأنّها تظنّ أنّ ما سيحصل هو إما سيبطش بها الرجل أو ستبطش هي به، والحقيقة أنّ المشاركة هي التي ستؤمن السعادة.
وترى د. شليطا أن أسوأ ما قد يحصل للمرأة القضيبية وصولها إلى مرحلة تحطم الشريك الذي تعيش معه، لأنها بهذه الحالة ستتأذى نفسيا دون أن تعلم وستعمل على البحث عن غيره. وهي بذلك تكون تنتقم من نفسها. وعادة تكون المرأة القضيبية ضحية، وحقدها يجعلها تعيسة، فهي رغم أنّها تحبّ زوجها وتريد أن تعيش معه، ولكن أفكارها تمنعها من العيش بسلام.
وختمت د. شليطا الحديث عن المرأة القضيبية بأنها امرأة لا يمكنها العيش بسلام إلا عندما تجد الرجل العشيق الذي يحبها بالطريقة التي تريدها، والتي تجعلها تكتشف نفسها وأنوثتها وتسعد معه ويمتلكها، وعندها لا تعود قضيبية.
وفي نهاية الحلقة ردت د. شليطا على اغلب الأسئلة النفسية والجنسية التي طرحها المشاهدين والأشخاص الذين أوقفتهم كاميرا “سيرة وانفتحت” في الشارع .