خاصّ- لمَ تركّز ادارة الاكاديمية على انفعالات سارة فرح بشكل مبالغ به، هل من مخطّط جديد أم أنّ البرنامج تحوّل الى مؤسسة شؤون اجتماعيّة ونفسيّة؟
كلّ من يشاهد يوميّات “ستار اكاديمي”، او يتابع مجريات الأحداث داخل الأكاديميّة، يلاحظ أنّ الطالبة السوريّة “سارة فرح” عصبيّة، ولا تستطيع ضبط أعصابها، ولا التحكّم بلسانها او ردود افعالها عندما يسيء اليها أحد، او عندما يتمّ استفزازها بطريقة او بأخرى..وهنا لا اختلاف.
كما انّ كلّ من يشاهد البرنامج هذا العام، يلاحظ أنّ ادارة الأكاديميّة “ما عندا شغلة ولا عملة” غير سارة فرح، ولا يصوّرون لنا في اليوميات الا ما تفعله سارة فرح، وما تقوم به سارة فرح، وما تتفوّه به سارة فرح…
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن سارة، لأننا وفي أكثر من مقال سابق، وجّهنا لها انتقادات لاذعة، وطالبنا والديها الاسراع في أمرها بالتخفيف من عصبيّتها التي تعكس صورة “بشعة” عنها قد تؤذيها مستقبلا، ولكنّنا اليوم نعرض الوقائع ونحلّل لنفهم ما الذي تريده الأكاديمية بالظبط هذا العام!!
فكلنا نغضب، وكلنا نصرخ، وبعضنا قد يلجأ الى تحطيم ما يقع أمام يديه، وبعضنا الآخر يصمت ويبقي جمّ غضبه في داخله، وبعضنا الآخر ينزوي وبعضنا يواجه…فلكلّ منّا أطباعه، وعاداته، وشخصيّته وعيوبه التي لا تحصى ولا تعدّ.
وما قصّة سارة، الّا أنّ الأكاديميّة تسلّط كلّ الأضواء عليها، وتنقل للمشاهدين أدقّ تفاصيل خلافاتها الصغيرة والكبيرة، لأنها مادّة دسمة، ولأنّها سريعة الانفعال وتشكل في هفواتها وأخطائها مصدرا رئيسيّا لتحقيق نسبة مشاهدة عالية جدا لليوميات ، فتظهر و كأنّها الشريرة، المتمرّدة التي لا يستطيع المرء أن يحاورها، ولا أن يتعايش معها.
وكلّ ما يحصل، لا نشكك في مصداقيّته، انّما نحاول فهم تركيز ادارة الاكاديميّة عليه والفائدة منه والهدف من ورائه. فهل تريد الاكاديميّة أن تسوّق لنا أنها الفتاة التي لا تحتمل؟ وهل تريد أن تحوّلها من طالبة في برنامج، الى شابة مكروهة من أكثر من25000 شخص على الفايس بوك؟
وهل يخدم هذا الأمر، سيناريو معدّ مسبقا، تحاول الادارة تطبيقه، فتغدو سارة القوية جدا في صوتها، بعيدة عن الحصول على اللقب؟
وهل نفهم من هذا التركيز المركّز المخيف على صورة سارة السيئة، وكأنّ لا حسنات لديها كانسانة، وأن الادراة تودّ زرع هذه الصورة في اذهان النّاس مما سيؤثر حتما على امكانيّة خطفها للّقب، خاصّة أنّها صاحبة الموهبة الاقوى؟
ونحن هنا لا نقصد تخوين الادارة ولا سوء الظنّ بها، ولكنّنا بتنا نعلم ان الادارة تختار من تشاء، وأن السيّدة رولا سعد تبقي من تشاء و تصرف من تشاء…وما يؤكّد لنا ذلك، هو تجربة ثمانية أعوام، شهدنا فيها على نتائج مستغربة وغير مقبولة ولا منطقيّة، كما سمعنا أقاصيص وأخبار و روايات عمّا يحصل في الداخل…وبعض ما نعرفه، هو عن لسان بعض طلاب المواسم السابقة، الذين أسروا لنا بأمور كثيرة وكثيرة!!
ولكي لا تساول للبعض نفسه، ويتهمنا بتغيير موقفنا من سارة، نؤكّد أنّ الفنّ أخلاق، وأنّه على الفنان أن يظهر نفسا طيّبة، وأخلاقا رفيعة….ولكن، وهذا السؤال للجميع، هل نعلم ما الذي يفعله كبار نجومنا العرب في يومياتهم ومنازلهم؟ وهل نحن على ثقة، انّ كل النجوم الذين يشكلون لكثيرين منكم قدوة ومثالا، لا يشبهون سارة في شخصيّتها ولا يفعلون اكثر مما تفعله، في يوميّاتهم؟
أخيرا، علينا أن نلتفت الى صوت سارة وموهبتها الغنائيّة، والى ادائها على المسرح، لا الى تصرّفاتها وأخلاقها وانفعالاتها، لانّها ليست في دار عبادة، بل في برنامج فنيّ يصوّر لنا تفاصيل الحياة اليوميّة، والتي يتخللها موجات غضب وفرح وبكاء وجنون وهدوء!!
لذا فلنحكم على سارة الفنانة، لا على سارة الانسانة التي لا تعنينا شخصيّا، لأنّ برنامج “ستار اكاديمي” على ما اعتقد هو برنامج فنيّ بحت، وليس برنامج “شؤون نفسيّة واجتماعيّة”، ولا واحة لعرض أخلاقيات المشاركين وسلوكياتهم!!