خاص- مسابقة الموركس دور تقع في المحظور ونحن نرفع عنها الغطاء
جائزة الموركس دور، هذه الجائزة اللبنانية التي أملنا بها خيراً وراهنا على أن تكون جائزة عربية يحسب لها الف حساب، على غرار المسابقات العربية الكبيرة او العالميّة، واعتقدنا بداية ان القيمين عليها يتمتعون بحسّ وطني عال جداً كون هذه الجائزة لا تمثّل مبتكريها فقط،بل أيضاً لبنان، وتعكس الوجه الحضاري والفني والابداعي لهذا البلد، ولكننا سنة بعد سنة نتأكّد ان هذه المسابقة تنقصها المصداقية والشفافية أولاً وآخِراً ،وهي تخسر عاماً بعد عام ثقة اللبنانيين، شعباً وفنانين لأنها للأسف دخلت في دهاليز المحسوبيات والعلاقات الشخصيّة والحسابات الضيّقة وأصبحت مرتهنة لجهات وأشخاص ولو ان “الكادر” العام جميل يصوّر لنا لجان متخصّصة وتراتبية في المسؤولية والتحكيم ،إلا اننا جميعاً ندرك ان اللعبة لا تكون في اللجان مجتمعة بل في عدد من المشاركين فيها وفي أساليب التصويت التي سنتحدّث عنها اليوم.
في أرقى بلاد العالم، يقتصر التصويت لاي مسابقة كانت وأي متسابق كان على أسلوب واحد من التصويت،إمّا عن طريق الانترنت وهذا ما يعرف بالتصويت الالكتروني أو عن طريق الرسائل القصيرة او الـ sms ولكن ليس الاثنين معاً ، على ان يعتمد القيمون على هذه المسابقات على أرقام ونسب معينة والتصريح عنها بوضوح للناس الذين يتكبدون عناء التصويت، مثلاً كأن يقال ان تصويت الجمهور يشكّل 50 % من النتيجة النهائية على ان تشكّل لجنة التحكيم نسبة الـ 50% الاخرى، ولا يهمّنا من نسبته أكثر ، الجمهور أو اللجان، فما يهم فعلاً هو الوضوح والشفافية في شرح الامر للناس وهذا ما نعاني منه فعلاً في لبنان .
ثلاثة أساليب بالتصويت تعتبر سابقة لم نشهدها من قبل في أي مسابقة محلية او عالمية وهذا يفتح شهية المشكّكين ونحن منهم، إلى افتراض اساليب كثيرة متاحة للتزوير في النتائج والأرقام، فكيف يُعقل ان يُفتح التصويت للجمهور عبر الـsms والايمايل email والاتصال المباشر بإذاعة “صوت الغد” معاً دون ذكر ذلك ولا بأي شكل من الأشكال على الموقع الرسمي للمسابقة؟؟ فهل هي “حزّورة ” أو “فزّورة” أو ماذا بالظبط؟؟
اولاً: لا شك في ان الهدف تجاري بحت لمسابقة “الموركس دور” التي تتقاسم واذاعة “صوت الغد” الارباح التي تجنيها من خدمة الـ sms وما هذا الابتكار العظيم يتيح جمع الاموال الطائلة من تصويت الجمهور لنجمه المفضّل وهذا ربما من حقها لمعرفتنا المسبقة بالكلفة العالية للحفل السنوي الضخم الذي يقيمه الاخوان حلو ، ولكن كنا لنثق اكثر بهذا التصويت لو ان هناك Trackingمباشر على الموقع الرسمي للـ “موركس دور” يخبرنا من هو المتفوّق وعلى من وما هو عدد الأصوات والنسبة المئوية لكل فنان، ولكن ان يكون هناك تعتيم على عملية التصويت للخروج بسيناريو ما ،يناسب القيمين على الجائزة فهذا شيء لا يجوز على الاطلاق خاصة وان الموقع لا يذكر مهلة زمنيّة لكل مرحلة من التصويت .
وللتأكيد على عدم حرفية هذه المسابقة من خلال التصويت عبر الرسائل القصيرة نعطي مثلاً بسيطاً جداً، في معظم المسابقات التي تعتمد على الرسائل القصيرة، يصار إلى ارسال رقم المشترك في رسالة قصيرة إلى رقم محدد ، مثلاً لنفترض ان الفنان وليد توفيق يحمل الرقم 1 فنرسل الرقم 1 على الرقم المخصص للتصويت الخاص بإذاعة صوت الغد أي 1484 ، فيقوم الكمبيوتر بعملية حسابية سريعة وبسيطة ويعطينا ارقاماً دقيقة لا تشوبها شائبة ، ولكن ان يسمحوا بأن نرسل رسالة قصيرة نكتب فيها اسم الفنان ونرسلها على 1484 فهذه قمة في “الضبابية” ان لم نقل الغشّ ، مع احترامنا الكامل لصوت الغد وجميع القيمين عليها، فإسم وليد توفيق قد يكتب بالاجنبية على الشكل التالي walid toufik او walid toufic او بالعربية وليد توفيق، فكيف بربّكم سيجمع الكومبيوتر هذه الاصوات ويحتسبها؟؟ وان كان هناك من يحسب الاصوات، صوتاً صوتاً فهنا الكارثة، فالاخطاء البشرية واردة وهذا لا يجوز في مسابقة دقيقة كالموريكس دور.
ثانياً: التصويت عبر الاتصال المباشر باذاعة صوت الغد، وما أدراكم بمشقّة هذه العملية شبه المستحيلة ، فقد خصّصت الاذاعة رقمين فقط للاتصال والمشاركة بالتصويت على عشرات الفئات ومئات المرشحين، فاحتمال الفوز بالتصويت مباشرة على الهواء يوازي احتمال الفوز بالمرتبة الاولى باللوتو، من هنا لن يكون التصويت عادلاً ولن يفسح بالمجال – بعدل – امام كل معجبي المتبارين للتعبير عن رأيهم .
ثالثاً: التصويت عبر الموقع الالكتروني الذي يفسح بالمجال امام الجمهور للتصويت يومياً لفنانهم المفضّل ولكن التصويت يشوبه أخطاء لن تمّر مرور الكرام، بل نقف عندها لتسليط الضوء عليها، ففي أكثر من فئة لاحظنا ذكر اسم الفنان والأغنية أو العمل الخاص به اكثر من مرّة على اللائحة نفسها وهذا ليس من باب الصدفة أبداً ولعل القيمين على المسابقة شاءوا -ولأسباب نجهلها تماماً- مضاعفة احتمالات الربح أو الخسارة للمشترك نفسه كما ترون في الصورة المرفقة، كما انهم احيانا يتقصدون وضع بعض الأسماء التي لاحظنا انها تتكّرر في جميع الفئات على رأس اللائحة بهدف التأثير في التصويت لمصلحة من يهمهم أمره وهذا وكما ذكرنا في مقال سابق يعتبر عملية نفسية للتأثير على مجريات التصويت وما يؤكّد على كلامنا وما يعزّز شكوكنا، هو معرفتنا المسبقة بالعلاقة الشخصية التي تربط هذا الفنان او ذاك بآل حلو وبعض أعضاء لجان التحكيم واستضافة احد هؤلاء الفنانين في الحلقة الاولى من Special الـموركس دور الذي يعرض على شاشة أم تي في ، ليس الا دليلاً قاطعاً على محاولتهم التمهيد لفوز هذا الفنان .
انطلاقاً من كل ما ذكرنا، لا تتوقعوا منا ان نقف مكتوفي الايدي ونكون شهود زور على مسابقة تُمثل لبنان وفناني لبنان الذين بدأوا بالانسحاب من هذه المسابقة الواحد تلو الآخر، سنة تلو الاخرى، ونعدكم بجزء لاحق يضيء اكثر على تجاوزات مسابقة الموركس دور …. وبالوثائق!
يتبع