هلوسة الغياب
ابتعد هوائي، غادر يعانق مدينة لا تشبه بيروتنا
سافر، خان ساحات اللقاء وأحياءنا الحميمة
طبع قبلة الوداع، غادر سارقاً شفاهي تذكاراً من حبيبة
غمر هدايا الحبّ أودعها في حقيبة
رحل تاركاً قلبي يتخبّظ، يشتعل يوماً فيوم برويّة
صقيع أمسياتي ينادي لهيب أحضانه، نار الفراق تحرق دقائقي رماداً، أضحى الانتظار كابوساً، مرضاً، هلوسة هستيرية
يتراءى لي طيفك في الحلم واليقظة ، أينك؟
ضباب الغربة يخفيك، تعشقه، تطيل التستّر في المدينة الغاوية، السارقة، أعلنت عدائي لها، خاطفة رجلي
استلقيت منهكة، تعبت تعقبك فكرياً، مكانك؟ تحركاتك؟ ماذا ترتدي؟ من يستلذ مجالستك غيري؟
فقدت تركيزي، رميت الواقع جانباً وأدرت أسطوانة عشقنا، انتابني دوار الذكريات، استسلمت لشرودٍ ذهني يقرّبني منك
أتلمسك، تحتضنني، اُتكئُ رأسي وثقل متاعبي على صدرك، أتماهى ودقات قلبك تخدّرني، استنشقك تستيقظ رغباتي
أدندن شبه كلمات في اذنك، تستفحل شهوتك، تعتصرني، تمطرني احاسيس، تميتني قبلاً، تنهش أجزائي، أتأوه طرباً
أنتشي من براءة نظرتك، من دمعة تكرج خجولة، من تنهد نشوة مقبلة، من رذاذ خفيف يرسم جبينك، من بسمة تقرع في قلبي
أجراس بهجة اللقاء والتحام الارواح…
أصرخ من صميم كياني، كلّي يناديك، اقفل ابواب الغربة، اختصر اميال المسافات، كن الشمس، كن القمر، تعقّب مسار
النجمات، جئني هارباً على بساط الريح، شاركني الوسادة والغطاء، كن سيّد منامي، اقترب، خذني حبيبي اليك فروحي ظمأى،
شحّ فرح أيامي ومض سراج مباهجي .
ان مجلّة بصراحة الالكترونية أفسحت بالمجال أمام قرّائها لإرسال مقالاتهم على اختلاف مواضيعها ولغتّها ونشرها والسماح بالتعليق عليها تشجيعاً منها لهؤلاء وايماناً منها بحرّية الرأي والفكر.
الا ان مجلّة بصراحة الالكترونية تحتفظ بحقّها في نشر او عدم نشر اي موضوع لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن “بريد القرّاء ” او mailbox لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة التحرير وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.
لإرسال مقالاتكم ، الرجاء مراسلتنا على mailbox@new2.bisara7a.com