خاص – الاعلامي زاهي وهبي لبصراحة: لا مشاكل مع المستقبل ولن أتخلّى عنها، سأطلّ عبر قناة عربيّة، والمحطات اللبنانيّة في تراجع
خرج الى العلن، منذ أيّام خبر صادم للجمهور، وليس كذلك لبعض المراقبين في عالم الصحافة، مفاده استقالة الاعلامي “زاهي وهبي” من تلفزيون “المستقبل”، بعد فترة حوالي عشرين عاما من العمل الاعلامي المتواصل.
وهبي بات ماركة مسجّلة في المستقبل، بحيث ان تحدّثنا عن المستقبل، نذكره مباشرة كوجه مشرّف للقناة، الى جانب كلّ من الاعلاميّ “زافين قيومجيان”، الاعلاميّة “ريما كركي” وغيرهما.
زاهي وهبي، أحد اعلاميّي لبنان المختلفين، يتمتّع بأسلوب خاصّ يميّزه عن كل زملائه، لا يلهث وراء الخبر، ولا يبحث عن “سكووب” أو حدث ليجعله حديث الشارع، بل اعتمد على مدار خمسة عشر عام من تقديمه برنامجه الشهير “خليك بالبيت”، على الأسلوب الراقي في ادارة الحوار، بحيث يمتع المشاهد، يعلمه بما يجري على السّاحة، ويثقّفه في مختلف المجالات الفنيّة، الاجتماعيّة، السياسيّة، و حتى الثقافيّة.
وهبي مستمرّ على شاشة المستقبل حتى أخر نيسانابريل من هذا العام، كما اتّفق مع ادارة القناة…ولكنّه سيصبح خارج المؤسسة قريبا، وسنراه على شاشة عربيّة، باطلالة جديدة، و برنامج جديد.
ولأننا لا نكتفي بعرض البيانات، ولا نشر الخبر، بل نحاول دائما أن نطلعكم على ما يجري في الكواليس، قصدنا الاعلامي “زاهي وهبي” و تحادثنا سريعا حول أسباب خروجه من المستقبل، وحول مخطّطاته المستقبليّة وكان هذا الحوار الراقي:
أستاذ زاهي ، وضّح لنا أوّلا لم اخترت اليوم تقديم استقالتك من المستقبل؟
هي رغبة بالاستراحة لعدّة أشهر، ورغبة في التغيير فقط لا غير
يقال أنّك تلقّيت عروضا من بعض المؤسّسات الاعلاميّة الكبيرة، ما دفعك الى اتّخاذ القرار بترك المستقبل، والانتقال الى شاشة أخرى؟
“الله يسمع منّك” (يضحك) حقيقة هناك عدّة عروض، لم أختر منها بعد، وهي عروض جديّة. أنا أوّلا بحاجة الى فترة راحة، قبل أن أقرّر. وعلى الأرجح سأكون في قناة ذات بعد عربي وليس فقط لبنانيّ.
كنت سأسألك، هل سنراك على ال “ال بي سي”، ال “ام تي في”، “الجديد”، ال “أو تي في”…ولكن يبدو أنّنا سنراك على شاشة خارج هذه الأسماء صحيح؟
نعم خارج هذه الأسماء…ولكن هناك أيضا شركات انتاج لبنانيّة عرضت عليّ أن تنتج برنامجا خاصّا بي وتبيعه ليذاع على بعض المحطّات. ولكنّ الأولويّة اليوم هي لانهاء برنامجي على المستقبل كما اتفقت مع الادراة، أي حتى أواخر نيسان الى منتصف أيار، و لأرتاح قليلا، ولأغيب عن الشاشة، كما أنّني ساتابع في الامسيات و الاصدارات الشعريّة الخاصّة.
هل يمكنك ان تعلن لنا عن أسماء هذه المؤسسات الاعلاميّة التي قدّمت لك عروضا؟
أتحفّظ على ذكر الأسماء، احتراما لمن عرضوا عليّ، لأنّني نهاية سأختار محطّة واحدة لأطلّ من خلالها. ولكن عندما أوافق سأعلن عن الأمر. ولكن ما أودّ أن أؤكّد عليه، أنّ استقالتي جاءت بشكل وديّ، وعلى اتفاق وتفاهم مع ادارة المستقبل، دون أيّ خلافات أو نوع من أنواع الجفاء. كما أنّ الأستاذ “زهير حمّود” رئيس مجلس الادارة، رجل محترم جدا، وكان متفهّما لرغبتي، رغم أنّه حاول اقناعي بالعودة عن ذلك، ولكنّني أشعر اليوم بضرورة التغيير، وبضرورة البدء بتجربة مختلفة، ربما في طبيعة البرنامج وطبيعة الاطلالة.
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه، لا يمكننا أن نتغاضى عنه، وهو أنّ المستقبل تعاني منذ فترة ليست بقصيرة، من أزمات اداريّة و ماليّة، وذكرنا في أكثر من مقال أنّ هذه الشاشة عليها أن تقوم باعادة هيكلة لاستعادة ماكنتها، كما لمنافسة المحطات اللبنانيّة والعربيّة الزميلة، هل هذه احدى أسباب خروجك؟
صحيح، وأؤكّد ان الادراة تعمل جاهدة على اصلاح الأمور واعادة هيكلة المحطّة. ولكن برأيي، كلّ المحطات اللبنانيّة بحاجة لمواكبة التطورات الحاصلة في عالم الاعلام العربي، فالفضائيات العربيّة لم تعد كما كانت في بداية التسعينات. لم يعد الاعلام اللبناني هو الرائد اليوم للأسف، وصحيح أنّ هناك محطّة أقوى من اخرى، و محطّة تتفوّق على أخرى اليوم، ولكن بشكل عام هناك تراجع كبير في تأثير الاعلام اللبناني على المشاهد العربيّ للأسف.
“أوف” وهذا كلام خطير، يدلّ الى ضرورة التنبّه لما يجري
نعم وأنا أتمنّى على قناة المستقبل أن تعمل ما بوسعها، “لأنو حرام”، الّا تستعيد هذه المؤسّسة مكانتها الرياديّة، خاصّة انّه لا ينقصها أيّ شيء…عليها أن تستعيد كوادرها وأناسها الذين تركوا في الفترة الاخيرة.
ولكنّنا كنّا دائما نردّد، أنّ زاهي وهبي، زافين و ريما كركي هم خشبة الخلاص في قناة المستقبل…وهم من يدفعوننا الى متابعة القناة، ولكنّك اليوم خرجت منها، فهل تعتبر خروجك بمثابة لحظة تخلّ عن المؤسسة؟
لا أبدا…أوّلا شكرا على السؤال، وشكرا على الاطراء الذي وجّهته ضمنيا لي ولزافين، ولكن في النّهاية لا يمكن أن تعتمد القناة على برنامج أو برنامجين، ولا يمكننا أن نحمل مؤسّسة بحدّ ذاتها. وأنا لا أستطيع أن أتخلى وجدانيّا و انسانيّا عن المحطّة، لأنّها بيتي، وأعطتني منبرا حرّا طوال هذه السنوات. وكما تعلم الاعلام عرض وطلب، ومن حقّي ان أغيّر، فالمؤسّسة ليست امرا دائما وأبدياّ. كما أنّ هناك زملاء كثر سبقوني، كنجوى قاسم، زينة فياض، على جابر، ريما مكتبي وغيرهم. أنا بحاجة فعلا للتجديد، لتغيير الاطلالة وتبديل الشاشة التي اطلّ من خلالها. وأؤكّد لكم، أنّني مستقبلا قد أتعامل مع المستقبل من جديد، خاصّة ان قمت بانتاج برامج خاصّة، فقد أبيعها أيّاه، كما ترى الزميل “ريكاردو كرم” كلّ يوم على شاشة مختلفة، على المستقبل، على ال “ال بي سي” و على “الاو تي في”..وأعتقد أنّ المستقبل تصلح لهكذا نوع من الاعمال.
كلمة أخيرة؟
شكرا لموقع بصراحة على اعطائي المجال لأوضّح الأمور، وشكرا على المتابعة.
بهذه الكلمات انتهي اللقاء السريع مع الاعلاميّ الشاعر “زاهي وهبي”…نتمنّى له كلّ الناجح والتألّق الذي اعتاد عليه على مدار سنين طويلة، ونحن بانتظار أن نراه في برنامج حواريّ جديد في الشّكل والمضمون، لأنّه من الوجوه التي نفخر ونحبّ.