خاص- هل تفتح جائزة سمير قصير الباب أمام الاسرائيليين كما اللبنانيين والعرب… ننتظر توضيحًا

أطلقت مؤسّسة الشهيد الصحافي “سمير قصير” منذ ستّ سنوات، مسابقة موجّهة لكلّ صحافيّ لبنانيّ كان أم عربيّ، معنيّ في الكتابة عن موضوع تحدّده المؤسّسة بالاشتراك مع “الاتّحاد الأوروبي” .

“جائزة سمير قصير لحريّة الصحافة” تخلّد ذكرى الصحافي والكاتب اللبناني “سمير قصير” الذي تمّ اغتياله في العام 2005. وسمير قصير، رجل نفخر به، ولطالما أسرنا بكلماته وجرأته و تفوّقه، وبكينا حبرًا ودمعًا عندما اغتالوا كلمته، ولغّموا قلمه، حارقين الورقة والجسد والرّوح، فغادر سمير الحياة، وظلّ قابعًا في قلوبنا، نراه في كلماتنا، في أحرفنا كلّ صباح، في مقالاتنا وسعينا إلى قول الحقيقة مهما كانت تكلفتها.

وهذه الجائزة التي نفخر بوجودها، لأنّه يهمّنا أن يتمّ تكريم الصحافيّين والكتاب المتميّزين، تشرف عليها لجنة مؤلّفة من سبع أعضاء من الوسط الاعلامي و المجتمع المدني وعضو مراقب واحد من قبل الاتحاد الأوروبي، وهؤلاء يغربلون المقالات التي تردهم من الصحافيّين والكتّاب، ليختاروا أخيرًا صحافيين اثنين يتميّزان عن فئتي: أفضل مقال، و أفضل تحقيق صحافي.

الى هنا كلّ شيء على ما يرام، والمسابقة ممتعة ومميّزة في آن. ولكنّ، المصيبة أنّني وأثناء تصفّحي للصفحة الخاصّة بالمسابقة قرأت التالي:
إنّ المسابقة مفتوحة أمام صحافيي الإعلام المكتوب (الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية والشهرية، والمنشورات الإلكترونية) من مواطني الدول التالية: الجزائر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، وإسرائيل، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعمان، وقطر، وسوريا، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتونس، واليمن.

ولأنّ نوايانا حسنة، ولأنّنا نؤمن بمؤسّسة “سمير قصير”، اعتقدنا بداية أنّ المقصود من “اسرائيل”، طبعا المواطنين الفلسطينيّين العرب الذين نسمّيهم “عرب 48” الذين أجبروا على البقاء في أراضيهم المغتصبة مقابل الحصول على الجنسيّة الاسرائيليّة طوعًا، حامين أنفسهم وممتلكاتهم. ولكنّنا ومع متابعتنا القراءة وجدنا خانة “الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة”!!…أي أن الأبواب مفتوحة طبعًا أمام كل صحافيّ فلسطينيّ، وهذا أمر واجب و “تحصيل حاصل”، اذا ما محلّ “اسرائيل” من الاعراب؟

أوليست “اسرائيل” جزء لا يتجزّأ من “الأراضي الفلسطينيّة المغتصبة”؟ وهل نؤمن نحن كعرب بوجود كيان يدعى “اسرائيل” في الأصل؟ أمّ أنّنا نعتقد بوجود فلسطين فقط لا غير، المغتصبة من شمالها حتى جنوبها، حتى شرقها وغربها؟

ويبقى السؤال، هل تفتح هذه المسابقة اللبنانيّة- الدوليّة أبوابها للمواطنين الاسرائيليّين للمشاركة كتابة، ان باللغة الانكليزيّة أو الفرنسيّة أو حتى العربيّة لمن يتقنها؟ وأعني هل ان شاركت أنا كصحافيّ لبنانيّ، أكون منافسا لصحافيّ اسرائيليّ، يندّد يوميّا عبر صحفه مجلاته بالعالم العربيّ وقوّاده و يهين شهدائه و يأمر بقتل أطفاله وتشريد نسائه وعائلاته، و يعمل جاهدًا على نقل صورة “نتنة” لا تمتّ لعالمنا بصلة، الى العالم المتحضّر؟

ونحن هنا لا نتّهم القائمين على مؤسّسة “سمير قصير” التي نحترم ونجلّ، ولا نوجّه أصابع الاتّهام اليهم، بل نطلب منهم توضيحًا علنيًّا، وليفسّروا لنا ما يقصدونه بادخال ما يدعى “اسرائيل” ضمن الدول المسموح لمواطنيها المشاركة، كي تهدأ نفوسنا، ونقبل على المشاركة النزيهة الشريفة التي تبرز قدراتنا.

نحن بانتظار ردّ المؤسّسة، وتوضيحها…لكي نفهم..

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com