مقابلة خاصة- كارين سلامة لبصراحة: في برنامجي الجديد “كلمات والحان” نقلت فكرة المسرح الى التلفزيون والفنانين اللبنانيين بطرانين عالمصاري بشكل مش طبيعي ولا يكترثون للمحطّات اللبنانيّة
هي فراشة “المستقبل” وابتسامة كل الايام ، دخلت قلوب المشاهدين باطلالتها المشعّة فرحاً وحماسة وشغفاً وتربّعت على قلوب اللبنانيين لأكثر من عشر سنوات .
عفوية هي، حاضرة دائماً ومشاغبة، تدخل القلب والعقل بدون استئذان لانها ببساطة تملك أسرار النجومية الاعلامية : الابتسامة الدائمة الثقافة غير المعقدّة والصدق المهذّب ، واهمها الكاريزما التي حجزت لها مكاناً ثابتاً في تلفزيون المستقبل ، فهي، وان كانت تعتبر نفسها ابنة هذه المؤسسة الا انها بالمقابل لا تعتبر نفسها من المدّللات فيها .
كان لنا حديث مشوّق مع الاعلامية “المهضومة جداً” كارين سلامة تحدّثت فيه ولأول مرّة عن برنامجها التلفزيوني الجديد الذي يبصر النور قريباً “كلمات وألحان”. اليكم أبرز ما جاء فيه:
-كارين سلامة، منذ متى وأنت غائبة عن برامج المنوّعات على قناة “المستقبل”؟
ليس منذ فترة طويلة، توقّف آخر برنامج منوّعات لي “طال السّهر” عن البثّ منذ فترة وجيزة، أي مباشرة قبل شهر رمضان المبارك الفائت، وتابعت الاطلالة عبر برنامج “عالم الصباح”. والآن سأطلّ من جديد عبر برنامج فنيّ يتمّ التحضير له. فأنا لا أتوقف عن الاطلالة كثيرا، أتوقّف فقط أثناء التحضيرات والاعداد لبرنامج أخرى. “وبعدين معليش اذا غبت شوي صرلي 13 سنة بعالم الاعلام”.
-لم دائما كارين هي التي تقدّم برامج المنوّعات على “المستقبل”؟ وأودّ أن اخبرك بأنني عندما أجتمع بزميلاتك، ارى دائما أنّهن يطمحن لتقديم برنامج منوّعات، بينما أنت دائما تحصلين عليها، من هي واسطتك في “المستقبل”؟
(ضاحكة) “يا ريت يكون عندي واسطة” لانّني لا أودّ أن أقدّم المزيد من برامج المنوّعات، “عبالي غيّر”، لكي يراني الجمهور في نوع آخر، كالبرامج الحواريّة الأعمق. ولكنّ الادارة ترى أنّني ابرع في هذا الاطار، وأنّ ملعب المنوّعات ملعبي، وتقول دائما أنّ هذا النوع يليق بي. ولكن صدّقوني، ليس لدي أيّ واسطة، بل واسطتي هي انتمائي الكبير لهذه المحطّة، فأنا فعلا عندما أدخل مبنى المحطّة أشعر انّني داخلة الى منزلي، “محطتنا فيا دفا”. قد ترون طاقات انتاجيّة أكبر في محطات أخرى، ولكنّ محطتّنا دافئة، ونحن عائلة واحدة.
-من دون ميشال قزّي هذه المرّة، هل كان يسلب منك الضوء أم أنّك أنتِ من كنتِ تسلبينه ايّاه؟
كنّا نأخذ من بعضنا البعض. كانت تجربة جميلة جدًا، كما أنّه عندما دخلت الى المحطّة، اي في بداياتي، كان ميشال نجمًا، وعلى العكس أعتبر أنّ هذا الأمر كان بمثابة تحدّ لنفسي، واستطعت أن أصل وأن أثبت نفسي، واستطعت أن اقدّم عملا مع أحد من الكبار في اعلام المنوّعات. والتجربة أغنتني كثيرا، كما أنّني “روّقت” ميشال قدر استطاعتي، بينما هو “جنّني” على المسرح، فخلقنا توازنا.
-أخبرينا عن البرنامج الجديد الذي تحضّرون له تحت عنوان “كلمات والحان”؟
البرنامج فيه الكثير من الأغاني، من الفرح، فيه الكثير من التركيز على مواهب وطاقات ضيوفي، خاصّة أنّنا لم نعد نشهد الكثير من البرامج التي يتواجد فيها فرق موسيقيّة حيّة على المسرح، كلّه “بلايباك” او “ماينس وان”، فتشعرين وكأن الفنان مشتاق فعلاً الى الغناء اللايف لما له من رهبة وجماليّة.
-ما الذي يميّزه عن البرامج الأخرى؟
ما يميّزه أنّنا نسافر في الزمن الى مراحل فنيّة سابقة، حيث يغنّي النجم الضيف لنجوم كبار يحبّ أن يغنّي لهم أعمالهم، وسيكون هناك “ديو” بين النجوم الضيوف. الفكرة الأساسيّة هي نقل فكرة المسرح الى التلفزيون.
-كلّنا نعلم أنّ برامج المنوّعات تواجه دائما المشكلات مع الفنانين، بسبب تبعيّتهم لشركات معيّنة او محطات معيّنة؟ كيف ستواجهون ذلك، خاصّة أنّه من الظلم أن يكون ضيوف هذا البرنامج الضخم فئة ثالثة؟
نحن فعلا نواجه هذه المشكلة، خاصّة كمحطّة. فهناك بعض النّجوم المرتبطين بقنوات أخرى، من يبقى لي أنا غير فنّاني الدرجة الثانية؟ ومن ثمّ أصحاب الاصوات الجميلة غير المشهورين؟ كما أنّه هناك مشكلة أخرى وهي أن الفنّان اصبح “بطران عالمصاري بشكل مش طبيعي”، فلا يكترثون مثلا الى أنّ المحطّة لبنانيّة وعليهم أن يساعدوننا ويدعموننا. كما أنّ كلّ محطة في لبنان “الحمدالله يارب” (تسخر من الوضع) يتابعها فئة معيّنة من الناس، حتى السياسة والمذهبيّة دخلت هنا، لذلك “معليه” على النجم أن يطلّ على كلّ المحطات لينوّع.
-كم هو عدد الحلقات المرصودة لهذا البرنامج؟
20 حلقة، حتى اليوم. لنرى لاحقا…لأنه بعد العشرين سأكون قد توفيت من كثرة التعب المرافق لهذا العمل.
-متابعة في برنامجك الصباحيّ؟
قليل جدًا، نظرا الى أنّني أصوّر حلقات برنامجي الجديد، ما يتطلّب وقتًا وجهدًا وطاقة، اضافة الى التحضيرات من “مايك أب” وشعر وما الى هنالك من أمور. اطلالاتي في عالم الصباح ستكون قليلة.
-الى أي مدى تشارك كارين سلامة في اعداد البرامج؟ واسألك هذا السؤال، لأنّنا للاسف نشهد مؤخرًا عددًا كبيرًا من عارضات الأزياء اللواتي يعرضن أجسادهنّ وجمالهنّ، لا يعتمدون على الاعداد، بل على ما يتمّ تحضيره لهنّ أو عبر سمّاعة الاذن. ممّا قلّص أعداد الاعلاميّات الحقيقيّات، اللواتي بتن بعدد اصابع اليد الواحدة؟
ساخبرك بأمر، طوال عمري، كنت أعدّ لبرامجي بنفسي، من دون أن أعلم أن هذا يدعى اعدادًا، ولم أكن أنتبه الى أهميّة أن أذكر أنّ البرنامج اعداد وتقديم كارين سلامة. الأمر بالنسبة لي كان عبارة عن شغف في المهنة من دون النّظر الى التفاصيل. أمّا لاحقا، فما استفزّني أنّني صرت قادرة على ملاحظة من يتمّ ادلاء الاسئلة عليه في أذنه. وأنا طوال كلّ هذه السنوات لم أكن الاحظ هذا الموضوع. وعندما يشاركني أحد في الاعداد أذكره طبعا لأنّه ساهم في ذلك، بينما غيري لا يشارك أبدا في الأمر وينسب الاعداد كاملا له. اليوم أشارك كثيرًا في اعداد برامجي، وأضع الكثير من نفسي فيها، كما أضيف الكثير من معلوماتي. وكلّ ضيوفي يقولون أنّني أوحي لهم بالراحة، كما أنّني قادرة على استخلاص عشرات الاسئلة من خلال اجاباتهم.
-أخبرينا عن المنافسة داخل المستقبل، فمؤخرًا تركت زميلتك الاعلاميّة “نادية” المستقبل الى ال “ام تي في” بحجّة أنّه هناك الصورة أجمل، وبأنّه في المستقبل لا يتمّ منح الفرص للاعلاميّين، بينما أنت تقولين أنّك راضية، فهل تصريحاتك تنمّ عن سعيك الى ارضاء ادارة المستقبل أم أنّ هذه هي فعلا قناعاتك؟
نادية جاءها عرض ال “ام تي ف” الذي ناسبها.
-اذا ما تلقيتِ عرضًا للإنتقال الى محطّة أخرى هل توافقين؟
كلّ منّا يسعى وراء مصلحته طبعًا، ان كان العرض أفضل من الذي أتلقّاه على المستقبل قد أذهب، لا يوجد هناك أمر ثابت. بينما نادية تركت لأنّها كانت تعاني من بعض الأمور، كما أنّها تلقّت عرضًا أفضل. بينما أنا لم أصل بعد الى هنا.
-على الطريق؟ (ونضحك)
كلا حتى الآن أبدا، فأنا لست “واو”، بل وضعي عادل جدًا في المستقبل. وأؤكّد لك أنني ان تلقيت عرضًا أفضل من الذي اتمتّع به في المستقبل سأنتقل.
-ولكنّ نادية سعت لذلك، وتقدّمت الى المحطة؟
نعم لأنّها كانت منزعجة من وضعها في المستقبل. بينما أنا لا أعاني من شيء، فأنا أطلّ عبر “عالم الصباح” وعدد من البرامج الفنيّة، وماديًّا مرتاحة…ولكنّني أقول لك بكلّ صراحة، ان قدّم لي عرض أهمّ بكثير قد انتقل. ولا استطيع أن أنكر ابدًا فضل المستقبل عليّ، خاصة أنّه ان حصلت على هذا العرض الأهمّ، سيكون ذلك بسبب المستقبل طبعًا.
-كارين، قناة المستقبل يتمّ تهميشها، لم لا يوجد على هذه الشاشة نجمات؟
مع أنه ان اردت أن تفكّري وتبحثي عن أهمّ المذيعات، ستذكرين اعلاميات قناة المستقبل. واليوم يقومون بحملة واسعة لصالح منى أبو حمزة، ولكن بعيدا عن منى أعطني اسماء اعلاميّات نجمات؟…انا لا ارى أحدا استطاع أن يصنع نجمات كما المستقبل ك يمنى شري، شاهنياز عبدالله، رزان المغربي، ريما كركي. لم تستطع أيّ محطّة ان تصنع نجمات اعلاميّات، بينما هناك اسماء كثيرة من النجوم الاعلاميّين. وأنا هنا أتكلّم عن الاعلاميّات في برامج المنوعات لا السياسة ك ماغي فرح وغيرها. كما ولاحظي، أنّ كلّ الاعلاميّات اللواتي يطلّون عبر الصحف، والمجلات والبرامج الحواريّة هنّ نجمات المستقبل، لأنّه لا يوجد أسماء لامعة غير في المستقبل. فمن ال “ال بي سي” مثلا أعطني اسما؟ لا يوجد، الا هيلدا خلفية التي ارتبط اسمها ببرنامج “ستار أكاديمي”، ولا تتمتّع بمواصفات هائلة مع احترامي لها بالطبع.
-ولكنّني مثلا أودّ أن أقول لك أمرًا مهمّا، وهو أنّه يصلنا كوسيلة اعلاميّة مكتوبة “بريس ريليز” من كلّ المحطات باستثناء تلفزيون المستقبل، فهو مقصّر في مثل هذه الأمور..ما يؤدّي الى التعتيم عليكم، وهذا خطأ خاصّة أنّها شاشة تعرض برامجًا قيّمة ومذيعات “قبضايات”، فلا تلوموننا؟
صحيح، ولكنّني دائما أردّد أننا “جماعة المستقبل، وين ما بتزتينا منجي واقفين”، صدقيني أننا أحيانًا ندخل دون علم سابق، ونحاور لساعة وساعتين بلا تحضيرات. كما أنّني أذكر مثلا عندما كان يطلب من يمنى شرّي ان تملأ الهواء، كانت تصنع الحدث من لاشيء. كما أنّني أدخل الى عالم الصباح، وأعلم بإسم واختصاص الضيف على الباب قبل أن أدخل الاستوديو، بينما على محطات أخرى “بيعملولا مسّاج” للمذيعة قبل أن تطلّ، هذا وتحضّر لمدّة عشر ساعات. نحن فعلا نشبه اللبنانيّين، ودائما أقولها، نحن في المستقبل كأننا في لبنان صغير، نتأقلم في اي قالب تضعيننا فيه، “كلاس” نكون، شعبيّين نكون، “فرنشي كوكو” نكون (ونضحك).
-صحيح، ولكنّ المحطة وضعت نفسها في فترة من الفترات في قالب سياسيّ بحت، مما أدّى الى تراجع برامج المنوّعات؟
صحيح، فنحن ومنذ ال 2005، أي بعد استشهاد الشهيد رفيق الحريري لليوم، تؤثر علينا السياسة، التي خفّضت من نسبة المشاهدة بنسبة كبيرة، فبتنا نشبه البلد في السيّء والجيد.
-أكشفي لنا كارين عن بعض اسماء النّجوم الذي سيحلّون ضيوفا على برنامجك الجديد، فبعد رامي عيّاش من سيكون؟
لدينا مبدئيّا، النجم مروان خوري، النجمة كارول صقر، النجم وائل جسّار، النجم زياد برجي، النجم طوني حنّا، وكثر.
-أخيرا ماذا تودّين القول لقراء موقع بصراحة؟
تظهر لي لينكات الموقع كلّ ثلاث ثواني على الفايس بوك، “كل ما اعمل شي لازم تكتبوا عنّي” (ونضحك كثيرا).