رأي خاص- إلسا زغيب أنصفت صفاء في “ع أمل” فتماهت معها حدّ الذوبان
تُعَدّ فنون التمثيل واحدة من أصعب الفنون التي تتطلّب فهمًا عميقًا للشخصية وقدرة على التحكّم في كل تفاصيلها ومفاصلها.
في عالم الدراما، هناك بعض الممثلين الذين يبدعون في تحويل أدوارهم إلى تجارب استثنائية، فيعيشون الدور ويعيش فيهم ويتماهون مع الحالات ويتمادون في تقمّص الشخصيات حدّ الذوبان فيها، فيولدون في كل مرّة من رحِم ورقٍ ينصفونه بِقَدر ما ينصفهم… ومن بين هؤلاء يبرز اسم ممثلة لبنانية استطاعت بأدائها الرائع أن تنال اعجاب الجمهور وترسّخ مكانتها في قلوب المشاهدين مع كل دور جديد، انها “إلسا زغيب”.
ليست المرة الاولى التي تعيش خلالها الممثلة اللبنانية “إلسا زغيب” نجاحًا مماثلاً وتفاعلاً جماهريًا لدور أدّته، كان آخرها دورها المؤثِّر في مسلسل” شتّي يا بيروت” حيث نجحت “اماني” (اي السا زغيب) في لفت انتباه المشاهدين وضمان اعجابهم من خلال الشخصية الصعبة التي نجحت في تجسيدها.
واليوم من خلال أدائها المُتقن لشخصية “صفاء” في مسلسل “عَ أمل”، الزوجة الثانية الانانية التي تحاول بشتّى الطرق أن تحْجُب زوجها عن زوجتَيه الأُخريان والاحتفاظ به لنفسها، كما لا تكفّ عن المحاولات اليائسة لتُنجب له ولي العهد، نجحت السا في اثبات انها ممثلة متنوّعة تنجح في كل الادوار التي توكل اليها، فهي تقبل بكل سرور التحدّيات الجديدة وتستمتع كل مرة في امتحان الجمهور لموهبتها التي لم تخذلها ابداً حتى اليوم .
تمكّنت السا من التحكّم في كل مفاتيح الشخصية، سواء كان ذلك من خلال لغة الجسد الرائعة أو تعابير الوجه العميقة او حتى التفاصيل الصغيرة ولكن الدقيقة التي توليها كل اهتمامها.
لا تقتصر براعة إلسا فقط على تقمّص الشخصية، فيبدو أداؤها كأنّه جزء من وجودها الحقيقي، ما يجعل الجمهور يشعر بالانسجام التام مع الشخصية التي تجسّدها. بل تتجاوز ذلك إلى حدّ السيطرة الكاملة على كل جوانب الشخصيّة، سواء في لحظات التوتر والضغط النفسي، أو من خلال الملامح كما اللهجة التي أتت مختلفة تماما في هذه الشخصية، كما نجحت في تحويل بعض العبارات لتصبح محطّ كلام عند الجمهور، فلا يمكننا أن نتخطى تعبير صفاء المشهور “توجعينيش ها” دون التوقّف عنده.
من خلال تنوّع أدوارها، استطاعت زغيب أن تثير اعجاب جمهورها وتحقّق نجاحات كبيرة، وهذا النجاح لم يكن محصورًا في الجوانب التقنيّة فحسب، بل امتد إلى محتوى الشخصية التي تجسّدها. فقد استطاعت إلسا من خلال “صفاء” أن تنقل رسائل كثيرة للمجتمع والمشاهدين وتعبّر عن مشاعر وأفكار نساء كثيرات يعشن الحالة والضغوطات نفسها، ما جعل الجمهور يرتبط بشكل عميق مع هذه الشخصية ويحبها رغم سوئها وشرّها بمكان ما.
خلال مسيرتها الفنية، تعرضت إلسا لتحدّيات عدة، إلا أنها استطاعت أن تتغلب عليها بشجاعة وإصرار، وهذا ما جعلها تستحق الدعم والاعتراف بموهبتها وقدراتها من قِبل الجمهور والنقّاد على حد سواء على ما قدّمته وتقدّمه من أعمال فنيّة تعكس مدى ابتكارها واحترافيتها في مجال التمثيل ومدى عشقها لفنّ لاق بها كثيراً .