خاص- مروان الرحباني يقدّم ماجد المهندس على المسرح قريباً والاخير يروي معاناته مع التنمّر والرفض
أطلّ الفنان ماجد المهندس مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه الرمضاني Big Time بودكاست، الذي يعرض يوميًا عبر قناة “أم بي سي” ومنصة “شاهد”، حيث بدا كعادته هادئاً وصريحاً في حديثه عن ذكريات طفولته وشبابه في العراق وعلاقته بإبنه ومعاناته مع التنمّر في بداياته، إضافة الى مكان الحب في حياته.
في بداية الحلقة وجّه عمرو أديب سؤالاً مباشراً لـ “المهندس” حول صعوبة الوصول اليه خاصة بعدما حاول أكثر من مرة التواصل معه ولم يستطع. وبإبتسامة لطيفة أجاب “المهندس” انه متوفر و(تحت أمرك )، مؤكدًا انه ليس صعباً لكنه “بيتوتي” ينتهي من عمله ويعود الى المنزل ولا يتواجد في السهرات او ألأماكن العامة .
ورداً على سؤال حول أن الجمهور لا يعرف الكثير عن ماجد المهندس لأنه لا يتكلم كثيراً، لذلك قام فريق إعداد البرنامج بسؤال أحد الأشخاص المتخصصين بلغة الجسد عنه فقالوا أنه غامض جداً وكتوم ولا يحب أن يختلط بأحد، فهل هذه القراءة صحيحة؟ أجاب “المهندس” أنها صحيحة الى حد ما لأنه يحاول أن يحافظ على خصوصية حياته الخاصة، ولا يخرج كثيراً الى المطاعم او السينما وبعد جائحة كورونا أنشأ استديو في منزله، الذي يحتوي على نادٍ رياضي أيضاً، لذلك فإن أغلب وقته يقضيه مع الناس المقربين جداً في حياته وأصدقائه الذين يختارهم بعناية دقيقة.
أما عن رأيه في الحب، أشار ان الحب كلمة عظيمة وإحساس عظيم، لا يتواجد في كل مكان وزمان حتى عندما يقرّر الإنسان ان يُحب من الممكن الا يجد الحب لأن الحب يأتي بلحظة.
وهل من الممكن ان يحب إمرأة ولا تحبّه؟ أجاب “المهندس” ان حياته صعبة فيها سفر وعمل وبروفات، وأحياناً ينتهي من عمله في الإستديو الساعة السادسة فجراً، لذلك ليس هناك وقت للحب في حياته، حتى عندما يسافر فهو يحاول ان يجد وقتاً ليبقى مع نفسه ويكون وحيداً .
وعندما قاطعه عمرو أديب وقال له “لكن من تُحب ماجد المهندس تتحمل أي شيء”، أجاب ماجد ان هناك أناس محبين جداً وهو يقدّر محبتهم، أولهم جمهوره الداعم الأساسي له وسبب سعادته الحقيقية منذ ثلاثين سنة، لافتاً أنه لم يبحث عن الحب بل كرّس كل وقته وحياته لفنّه.
كما أشار “المهندس” انه يحب جمهوره ويحترمه لكن علاقة الفنان بجمهوره مختلفة عن العلاقة العاطفية التي فيها الشد والجذب والحزن والدموع والفرح والسفر والزواج والأطفال. لافتاً ان تجربة الزواج والإنفصال ربما تركت فيه أثراً وجعلته يصبح حريصاً اكثر من اللازم.
أما كيف يستطيع ان يميّز الحب الحقيقي من الحب الزائف، أجاب “المهندس”: “من خلال التجربة لأن الكلام الحلو والمعسول كثير في هذه الايام.، مضيفاً ان الحب أحياناً لا يكفي بل هناك أشياء تأتي بعد الحب والمشاعر تجعل الحب يستمر، منها مشاركة المواقف واللحظات الحياتية اليومية والكثير من التفاصيل التي تجعل العلاقة تستمر لأن الحب وحده لا يكفي”.
ورداً على سؤال عمرو أديب حول الانطباع الذي كوّنه ويفيد أن “المهندس” هو من يترك النساء وليس العكس، نفى ماجد ذلك وتابع انه يحبّهن جدًا ومستحيل أن يجرحهن، ربما كان قاسياً في فترة من الفترات عن قصد او غير قصد وهذه أمور تحصل لأنه ليس ملاكًا.
وردًا على سؤال هل تعرّض للتنمر وهو طفل صغير في المدرسة؟ أجاب “المهندس” ليس فقط في صغره بل وهو كبير أيضًا، لافتاً ان التنّمر ليس دلالة على أنه الرأي الصح بل يدل احياناً على حقد وغيرة وأسباب أخرى.
وإستذكر “المهندس” تفاصيل “التنمّر”عليه في المدرسة حيث كان اصدقاؤه يضحكون ويضعون أيديهم على أفواههم عندما يُغني وكأنهم يقولون له لا تغني مجدداً، مضيفاً انه عندما اصبح شابًا تقدّم للمشاركة في الكثير من البرنامج في العراق لكن تمّ رفضه، مشيرًا انه لم يكن يعلم حينذاك ان كان تنمّرًا او لسبب فني بحت.
كما تحدّث “المهندس” عن رفض بعض الأساتذة والموسيقيين العراقيين الكبار له في بداياته لأنه لم يكن يمتلك خلفية فنية وكان يستخدم طبقات عالية لا تناسب صوته، مسذكراً أحد المواقف المضحكة والمبُكية في آن – كما وصفها- حيث ذهب لأحد البرامج ليشارك فيها وكان من ضمن اللجنة أحد أهم عازفي الناي في الوطن العربي خضر الياس، الذي كان ضريرًا، وعندما سمعه يغني بطبقة عالية فيها نشاز رمى الناي وقال له “إطلع برا”، مشيراً أن هذا الموقف شكّل صدمة في حياته.
ورداً على سؤال عن شعوره بعد أن زار بلده العراق بعد ٢٩ عاماً من الغربة؟ أجاب “المهندس” أن هاجس زيارة العراق كان في داخله منذ سنين طويلة، حيث اراد دوماً ان يزور البلد الذي تربى فيه وعاش طفولته وتعلّم فيه وعاش احلى ايام حياته، لكن الظروف لم تكن مؤاتية بسبب الحروب والحصار والظروف المعيشية القاسية.
وفي الرحلة من الرياض الى العراق مرّ أمامه كل شريط ذكرياته في الحارة، والأصدقاء ومكان عمله بالخياطة وكل التفاصيل، مشيراً ان ذكرياته في العراق حملها معه الى كل البلدان العربية التيعاش فيها آخرها السعودية، حيث وجد فيها كل الإحترام والحب والدعم، مؤكداً انه مهما تحدّث لن يفي المملكة حقّها.
وأضاف:” عندما وصلت العراق لم أتمالك دموعي ولا نفسي منذ لحظة الوصول الى المطار حتى مغادرة العراق”. لافتاً ان التجربة كانت مؤلمة خصوصاً انه عاد الى العراق بعد وفاة والده ولم يتمّكن من زيارة قبره بسبب ارتباطاته، مؤكداً انه قريباً سيعود مرة أخرى.
ورداً على سؤال ماذا يريد ان يقدّم للأشخاص القريبين منه ولعائلته،
أجاب”المهندس”: ” السؤال صعب ولم يفكر فيه قبل الآن”. مضيفاً انه يعطي مساحة حتى لأصدقائه المقرّبين جداً لانه لا يستطيع أن يقرّر عن أحد حياته. مضيفاً: “حتى إبنه (اللي يسوى روحي) لا يستطيع اجباره في ان يبقى معه بل هو إختار الدراسة في باريس – السوربون، لافتاً انه لا يُحب ان يُعطي رأيه أو يفرضه ولا يحب أن يُقرّر حياة الآخرين لأنها ليست مسؤوليته.
وعن علاقته بنجله، أشار المهندس أنها ممتازة وهما صديقان يتحدّثان كثيراً، حتى لو كان بعيداً يتحدثان عن طريق الهاتف لساعات طويلة بشكل يومي، مضيفاً :”الحمدلله أحب عائلتي كثيراً وأحب أصدقائي”.
ورداً على سؤال هل هو من النوع الناصح (الذي يعطي النصائح)؟ أجاب “المهندس”: ” نعم جداً”، مشيراً انه ليس فقط أباً ناصحاً بل صديقاً وأخاً ناصحاً واذا رأى أي خطأ لا يستطيع ان يسكت عنه.
ووصف ماجد نجله (رداً على سؤال عمرو أديب عن صفاته) انه هادىء جداً.
وعلقّ “المهندس” على جملة عمرو أديب “يبدو ان العائلة كلها هادئة” بالقول: (على فكرة انا مجنون شوي لست هادئاً جداً خصوصاً لما أطلع لوحدي).
وردًا على سؤال هل يقود سيارته بسرعة؟ أجاب ماجد المهندس بالنفي والسبب يعود الى انه تعرّض لحادث سير وكان في فترة من الفترات متهوراً في القيادة. ولفت الى انه ينصح من خلال البرنامج الجميع بعدم التهوّر.
واستذكر ماجد كيف كان يقود سيارته بسرعة فائقة وقال: “عندما أتذكر تلك اللحظات أقول لنفسي كيف كنت أفعل ذلك؟” ووصف تلك الفترة “بالهبل”. مضيفاً أنها مرحلة ومرّت.
وعن شعوره بعد ان اصبح غنيًا، أكد “المهندس” أنه غني بحب الناس وليس بالفلوس. مضيفاً (حلوة طبعاً مش حنكر) لكن هي وسيلة وليست غاية. مشيراً ان النقود لم تغيّره وهو يستعملها في مساعدة أصدقائه المقربين وأهله. بالاضافة الى استثماره في مشاريع بسيطة جدًا كي يجدها في المستقبل في حال ابتعد عن الفن.
كما تحدّث “المهندس” عن عمله في مهنة الخياطة في مدينة عمان الاردنية. مشيراً ان مجمل ما كان يحصل عليه في أسبوع من الخياطة نحو عشرين دينار اردني او ما يُعادل ٣٠ دولاراً في الاسبوع اي ١٢٠ دولاراً في الشهر، وأحياناً كان يعمل وقتاً إضافياً ليحصل على ٢٠٠ او٣٠٠ دولاراً في الشهر .
ومن قال له أن صوته جميل؟ كشف ماجد انه إشترى في بداياته آلة العود بالدين، ليتعلم عليه لكن لم يكن يعزف. وكان يشارك في دورات يُعلن عنها في التلفزيون ولكن بعد العديد من المواقف وعدم نجاحه في البرامج، قرّر أن يكسر العود ويستمر في العمل كخياط مع والده وجده ويدرس هندسة ميكانيك الطائرات في جامعة بغداد، لكن بعد فترة شعر أن هذا ليس “ماجد” الذي تعوّد عليه وعرفه منذ صغره خاصة ان في داخله طموح وحلم يجب ان يحققه.
لذلك توجّه الى معهد الدراسات في بيت المقام العراقي ودرس “السولفاج” والنوتة الموسيقية والعود على يد اساتذة وموسيقيين كبار أمثال: محمد حسين كُمر، صلاح القاضي والموسيقار العراقي سالم عبد الكريم وغيرهم. ثم طوّر نفسه وتعلّم المقامات والدرجات الموسيقية والإنتقالات والايقاعات وهذا برأيه ما يفسّر سبب رفض الأساتذة له في بداياته، لأنه لم يكن جاهزاً موسيقياً بعد.
وأضاف “المهندس” أن عائلته هي من اكتشفت ان صوته جميل، حتى بعد ان تعلّم عزف العود وصوّر أغنية على نفقته الخاصة ولاقت صدىً طيباً، لكنها لم تنتشر كثيراً وهذه كانت صدمة من صدمات حياته لأنه لم يلقَ الدعم القوي او يجد شركة إنتاج تدعمه.
خلال الحلقة قدّم ماجد العديد من أغنياته الطربية، وعبّر عن رغبته بالعمل مع الفنان الكبير والرائع مروان الرحباني -كما وصفه- من خلال مسرحية يتم التحضير لها منذ فترة طويلة مع الأستاذ فايق حسن، إضافة الى طموحات كبيرة وكثيرة ينوي أن يحقّقها فنياً في المستقبل.