منصور الرحباني في ذكرى غيابه: كبير من لبنان، صنع الفنّ اللبنانيّ بمشاركة عاصي، فهل تكون مناسبة للمّ شمل الرحابنة؟
في ذكرى رحيل عبقريّ آخر من لبنان، فمنذ سنتين فارق الوطن الموسيقار اللبناني الكبير “منصور الرحباني” في 13 كانون الثاني/يناير، عن عمر يناهز 83 عاماً، تاركا وراءه مسيرة فنيّة حافلة بالانجازات الشعريّة والمسرحيّة، التي لطالما صفّق لها الجمهور اللبناني، والعربي، حتى وصلت شهرته الى آخر بقاع الأرض.
الكبير منصور الرحباني، هو أخ الكبير “عاصي الرحباني”، ويشكلان معاً “الأخوين الرّحباني”، هؤلاء الذين صنعوا الفنّ اللبنانيّ، والمسرح اللبنانيّ، ورسموا للبنان موقعا أوّلا وجوهريّا، على الساحة العالميّة… واستطاعوا أن يخلقوا لنا هويّة فنيّة حقيقيّة، خلاف معظم الدول العربيّة.
قدّم المئات من الأعمال الى جانب أخيه، وكلّها حقّقت نجاحات مدويّة، جابت مدن العالم العربيّ، ورفعت لهم القبعات عليها. وبعد رحيل عاصي، عرفنا للكبير منصور مسرحيّات عدّة أهمّها: صيف 840، الوصيّة، ملوك الطوائف، المتنبّي، حكم الرعيان، سقراط، النّبي، زنّوبيا، و عودة طائر الفينيق.
نحن اليوم لا نستذكر أعماله، لأنها محفورة أصلا في الذاكرة… بل نستذكر هذا الرجل العظيم في ذكراه الثانية… ونأمل أن يكون لدينا، في أيامنا هذه، رجال لبنانيّون يفهمون في الفنّ، كجزء بسيط مما كان يفهم فيه منصور وعاصي…لأننا حينها سنستبشر خيرا بفنّ لبنانيّ راق قادم وسيؤسّس لعهود جديدة من الانتصارات.
ونوجّه أسمى التحيّات لروحه الطيّبة…آملين أن يبقى الفنّ نواة للوحدة والتكاتف والنجاح، وأن يتكاتف أولاد منصور وأولاد عاصي، لانصاف الارث الفنيّ الوطنيّ الذي ترك لهم!
نذكر بأن جنازاً سيُقام اليوم لراحة نفس الراحل “منصور الرحباني” في كنيسة “مار ميخائيل” في انطلياس.