خاص- تظاهرة فنيّة واعلاميّة وجماهيريّة في العرض الأول لفيلم “المزرعة”
أقيم مساء الثلاثاء الفائت العرض الأول لفيلم “المزرعة” الذي يبدأ عرضه في صالات السينما اليوم الخميس في الثامن من شباط وهو من انتاج شركة “أن أم برو” لصاحبها مخرج الفيلم نديم مهنا وهو من كتابة فؤاد يمين، رامي عوض وأنطوني حموي. ومن بطولة وسام حنا، عبد الحي فرحات (الطفل عبّود)، ميرفا قاضي، ميشال حوراني، رولا شامية، مالك محمد، عهد ديب، اليكو داوود، انطوانيت عقيقي، طوني عاد، فيصل اسطواني، جوي حلاق، نيكولا طوبيا ،شربل زيادة وغيرهم.
حضر العرض الأول المخرج نديم مهنا وأبطال الفيلم بالاضافة الى كوكبة كبيرة من الاعلاميين ونواب في البرلمان اللبناني وممثلين وشخصيات معروفة منهم ملحم رياشي، حليمة قعقور، مارك ضو، نجاة صليبا، كارين رزقالله، كلوديا مرشيليان، كارين سلامة، اسعد رشدان، تقلا شمعون، رهف عبدالله وغيرهم.
وكان لافتًا الأجواء الرائعة والألفة التي سيطرت على العرض الأول من خلال حضور عدد كبير من المواطنين الذين أحبوا ان يلتقوا بنجوم الفيلم ويوثّقون أجمل اللحظات معهم بصور وفيديوهات تمّ نشرها على المنصّات الاجتماعيّة.
يعالج الفيلم مواضيع التعصّب،العنصريّة، الطبقيّة، حقوق الطفل والعلاقات الإنسانيّة التي تتخطى التمييز العرقي، الدين والجنسية، بقالب سلس وراقٍ يحاكي جميع الأعمار والفيلم من النوع الإجتماعي – الدرامي يمكن للعائلة وكافة الفئات العمرية مشاهدته.
تدور قصة فيلم “المزرعة” حول وسام شاب لبناني، استشهد والده الضابط في الجيش اللبناني، على يد الجيش السوري في إحدى المعارك، ما ولّد لديه حقدًا تجاه السوريين. سيتعرّف وسام على عبّود وهو طفل سوري صاحب خيال واسع، أصبح لاجئًا في لبنان بعد أن دُمّر منزله في سوريا وسكن مع عائلته في المزرعة التي يملكها وسام الذي قرّر ان يبيعها.
تغيير كبير سيُحدثه عبّود بشخصية وسام حيث سيساعده للعودة الى إنسانيته والتخلّي عن تعصّبه خاصة بعدما ركّز الفيلم في البداية على الشخصيّة التي يلعبها وسام حيث يظهر في عدّة لقطات وهو يستفز اللاجئين ويوجّه لهم كلامًا عنصريًا اثناء تواجده بصحبة خطيبته التي تلعب دورها (ميرفا قاضي).
في المقابل دور كبير لوسام ليعيش عبّود حياة كريمة يستحقها كل طفل. وبعدما يلمس الجمهور من خلال احداث الفيلم التغيير الذي يُحدثه عبّود من خلال تصرّفاته البريئة بشخصية وسام.
إذًا، الجمهور اللبناني على موعد ابتداءً من اليوم في الثامن من شباط الجاري بفيلم مميّز وجميل، إذ وضعت شركة الإنتاج “أن أم برو” كل امكانياتها ليبصر العمل النور بصورة لافتة لناحية التقنيّات الحديثة والصورة الجميلة والاخراج الراقي لفكرة حساسة وجريئة تمّت معالجتها بقالب سلس سلّط الضوء على نبذ العنصرية والعودة الى الانسانيّة.
مقابلة مع المنتج والمخرج نديم مهنا
موقع “بصراحة” الذي حضر العرض الاول للفيلم التقى مخرجه نديم مهنا الذي ردّ على سؤالنا حول الموضوع الحساس لفيلم “المزرعة” في لبنان فكيف تجرأ واستمّر بالفكرة وترجمها بعمل فنيّ عن اللاجئين؟
فاشار ان في هذا البلد كل المواضيع اصبحت جريئة، وان كان سيحسب حساب كل موضوع سيقدّمه، لن يقوم بأي خطوة جديدة، بل سيجلس وينتظر كي يسرقوا “أموالنا ويفجّرونا ويهجّرونا” ونشاهدهم وتستمّر أزماتنا ومأساتنا في هذا البلد. لذلك برأيه، يجب ان يواجه فنيًا “بشاعة” المزرعة التي نعيش فيها في الواقع، مقابل جمال المزرعة التي نعيش فيها في الفيلم”.
ورداً على سؤال هل شركة “أن أم برو” متمسّكة بإجراء “كاستينغ” للممثلين الذين يشاركون في اعمالها أو أن الإختيار يتمّ حسب العرض والطلب؟ أجاب مهنا انهم كشركة يقدمون “فنّاً” في النهاية، والإختيار يتمّ بالتأكيد من خلال إجراء “كاستينغ” للممثلين، لكي يكون كل ممثل في المكان او الدور المناسب له، كما ان الشركة تقوم بإجراء لقاءات عديدة للتنسيق مع الكتّاب والممثلين مع بعضهم البعض والموضوع لا يتمّ بشكل عشوائي بتاتًا.
اما بالنسبة لأسباب إختيار الممثلَين وسام حنا وميرفا قاضي لأداء دور البطولة في الفيلم، أجاب مهنا ان الممثل وسام حنا كان المحفّز الأساسي لتنفيذ فكرة الفيلم، بعدما شاهد المخرج مهنا احد “ستوريات” حنّا على انستغرام حول هذا الموضوع ليجلس بعدها معه ويتوسّعان في الفكرة .
أما اختيار ميرفا قاضي فلأنها فنانة جميلة تمتلك كفاءات فنيّة عاليّة جداً، كما ان الفيلم يتضمّن وجوهًا فنيّة أخرى مميزة أمثال رولا شامية، شربل زيادة، فيصل اسطفاني وغيرهم، إضافة الى الطفل عبّود وهو أحد أهم الأبطال المشاركين في الفيلم وهو يبلغ من العمر خمس سنوات فقط.
وعن توقّعاته إن كان فيلم “المزرعة” سينال إعجاب الجمهور، أجاب مهنا انهم كفريق عمل قاموا بأقصى ما لديهم لتقديم عمل جيد وبأفضل صورة ممكنة، إن لناحية إستخدام التقنيّات المتطوّرة في التصوير او الموسيقى والألوان واختيار الممثلين في الفيلم بطريقة صحيحة ومتناسقة، إضافة الى تقديم نصوص مكتوبة بطريقة جيدة ومتقنة. وفي النهاية الجمهور هو الحَكم، ان إحب الفيلم فهذا امر يشرّف فريق العمل وان لم يحبّه الجمهور فالفريق سيتعلّم ويحاول أن يقدّم الأفضل في المستقبل.
مهنا وجّه كلمة شكر وتقدير لموقع “بصراحة” حيث عبّر عن حبه وإحترامه لموقعنا بالقول:” موقع “بصراحة” موقع صريح ونظيف والأهم انه بإدارة الصديقة الذكية والصريحة باتريسيا هاشم، والموقع أصبح مرجعاً للإعلام وانشالله “الكل بكونوا متلو”.
مقابلة مع الممثل وسام حنّا
أما الممثل وسام حنّا فقال وردًا على سؤال هل وافق مباشرة على المشاركة في الفيلم خصوصًا انه يناقش قضية حسّاسة في المجتمع اللبناني وهي قضية اللجوء السوري؟ أجاب وسام أنه في البداية كان سعيداً جداً لأن احد “الستوريات” التي نشرها على انستغرام أدّت الى بلورة فكرة فيلم كامل، مؤكدًا انه لم يكن يتخيّل ان يحصل هذا الأمر. وأضاف انه كان سعيدًا جدًا عندما إتصل به المنتج نديم مهنا ليخبره بفكرة فيلم “المزرعة” والتي تمّ بلورتها من “ستوري” كان قد نشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
حنّا أضاف أنه يدعم جميع المواضيع الإنسانية والاجتماعية من خلال صفحاته على وسائل التواصل، ان كان في لبنان او في الدول العربية المحيطة.
وحول الرسالة التي يوجّهها للجمهور كي يأتي ويشاهد الفيلم، أجاب “حنّا” أن الفيلم يتوجّه لكل أفراد العائلة التي تستطيع مجتمعةً مشاهدة القصّة التي تسلط الضوء على الطفل عبّود، وهو طفل يعيش في الطبيعة لا يشاهد التلفزيون، يرعى الماعز ولديه موهبة (سوير خارقة) وهذا دليل بأن الطفل ليس بحاجة دائمًا الى دلال الأهل المبالغ فيه كشراء الكثير من الألعاب وتمضيّة معظم وقته على وسائل التواصل الاجتماعي واقتناء هاتف محمول، إنما الطفل بحاجة الى ان يقضي وقتاً أكثر في الطبيعة وهذا ما سيشاهده الجمهور مع عبّود.
ولفت “وسام”ان الأهل سيغيرون كثيرًا من نظرتهم بشأن طريقة تربية اولادهم بعد مشاهدة الفيلم.
وردًا على سؤال حول تعاونه مع شركة “أن أم برو” للمنتج نديم مهنا، أجاب حنّا ان هذا التعاون هو الثاني مع الشركة بعد مسلسل (بردانة أنا) الذي (كسّر الدني) -حسب وصفه- وأضاف انه يعتّز بالعمل مع الشركة وبالصداقة التي تجمعه بالقيّمين عليها لأنهم يفهمون على الممثل اللبناني.
وعن أعماله الجديدة كشف وسام حنّا انه يشارك في تصوير مسلسل “فويس” في مدينة الشام وهو فيلم أكشن. ولفت انه يعتّز بالعلاقة التي تربط لبنان بمدينة الشام، التي تستضيف وتتعاون مع نجوم لبنانيين، كما يتعاون صنّاع الفن في لبنان مع نجوم سوريين.
مقابلة مع الممثلة ميرفا قاضي
رداً على سؤال موقع “بصراحة” هل تردّدت قبل المشاركة في فيلم “المزرعة” خصوصًا انه يعالج موضوع حساس جداً؟ لفتت “ميرفا” ان الفيلم بالفعل يناقش موضوعاً حساساً جداً، لكن من المفترض ان يدرك الجمهور انها ممثلة في النهاية والممثل دائمًا يسعى لتقديم ادوار تهدف الى إيصال رسالة معيّنة مهما كانت نوعيّة الدور، شريراً، جيداً او دوراً مركّباً.
وحول الشخصيّة التي تؤدّيها في الفيلم؟ أشارت انها تلعب دور “ليزا” وهي شخصيّة مستفّزة، تتحدث مع الآخرين بفوقيّة ولا تتعاطف مع أحد. واضافت لهذا السبب بالتحديد قامت بأداء الدور، لأن هناك أشخاصًا كثُر في الحياة يشبهون “ليزا” وهم بحاجة لأن يشاهدوا أنفسهم وهم يتحدّثون بهذه الطريقة الفوقيّة المؤذيّة، ليدركوا ان الشرّ لا يصل الى أي نتيجة في النهاية.
استكملت ميرفا حديثها معنا “أن اللاجئين مهما كانت جنسيتهم أو البلد الذي يذهبون إليه، هم بالتأكيد غير سعداء بمغادرة بلدهم والذهاب الى بلد آخر لا يعرفون عنه شيئاً، لذلك يجب ان نشعُر بهؤلاء الأشخاص ونتعاطف معهم”.
مقابلة مع الممثلة رولا شامية
أما الممثلة رولا شامية، كشفت عبر “بصراحة” انها لم تتردّد مطلقاً في المشاركة بالفيلم لأنه من الجميل ان تؤدّي كممثلة دور يعبّر عن مأساة شعب بكامله.
وأضافت ان قصة الفيلم حقيقية جداً وواقعية ومن الجيّد ان نتطرّق إليها.
وتمنّت رولا ان ينال الفيلم إعجاب الجمهور خصوصاً انه يحمل رسالة ايجابية، رغم ان نهاية الفيلم محزنة.
وعن دورها في الفيلم، كشفت رولا انها تلعب دور زوجة الممثل ميشال حوراني، وهما صديقا وسام حنّا بطل الفيلم والذي يعرض عليهما شراء المزرعة، التي توجد فيها العائلة السورية التي يتناول الفيلم قضيتها حيث يتخلل ذلك العديد من الأحداث. وتمنّت رولا من الجمهور ان يأتي ويشاهد الفيلم لأنه جميل ومؤثر جداً.
وحول برنامجها الجديد “ولعانة” الذي تقدمه عبر أثير اذاعة “أغاني أغاني” قالت رولا ان البرنامج يتضمّن فقرات عديدة وحوار بينها وبين المستمعين، حيث تحاول أن ترسم البسمة على وجوه الأشخاص العالقين في زحمة السير اليومية في لبنان. وأضافت انها ستستضيف بعض الوجوه الفنية في برنامجها، بمعدل مرّة او مرتين خلال الشهر. وعبّرت “رولا” عن سعادتها بردّ فعل المستمعين الإيجابية على البرنامج. وشكرت محبتهم لها. وتمنّت ان ترسم البسمة دائماً على وجوه الجميع.
مقابلة مع الممثل ميشال حوراني
لفت ميشال حوراني ان فيلم “المزرعة” من المشاريع التي شارك فيها، ليس بناءً على الدور لأنه يطّل في الفيلم كضيف شرف، إنما تعود مشاركته في الفيلم الى إيمانه بدعم القضيّة والموضوع المميّز الذي يناقشه، إضافة الى علاقته المتينة بشركة “أن أم برو” ودعمًا للإنتاج اللبناني المحلّي السينمائي ونهوضًا بهذه الصناعة ومقاومةً لكل الأوضاع التي نعيشها.
وأضاف حوراني أنه لم يتردّد ولو للحظة بالمشاركة في الفيلم لأن الإعتبار لم يكن للدور، بقدر رغبته بدعم هذا المشروع وهذا الفيلم من خلال إسمه وصورته وخبرته.
أما بالنسبة لأجواء التصوير وتعاونه مع “أن أم برو” لفت حوراني انه ليس التعاون الأول له مع الشركة، فقد سبق وشارك في بطولة مسلسلَين من انتاج الشركة نفسها، لذلك هو موجود في الفيلم لأن هناك علاقة مهنية مميزة مع القيّمين على الشركة.
عن جديده كشف حوراني انه يشارك في بطولة مسلسل جديد بعنوان “نظرة حب” من المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل، وهو من كتابة رافي وهبي وإخراج المصري حسام علي، ويلعب فيه دور البطولة الى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين منهم كارمن بصيبص وباسل خياط، والمسلسل من انتاج شركة “ايبلا” وهو عمل واعد ومختلف عن الأعمال الموجودة بمختلف أبعاده الدرامية، السياسية، الإجتماعية والإنسانية .