رأي- برنامج (شو سرك) يخفق من الحلقة الأولى، وكارمن لبس تخاطر بإسمها وبجمهورها

شو سرّك برنامج جديد ضمن شبكة برامج المؤسسة اللبنانية للارسال lbc من تقديم الممثلة كارمن لبّس يستقبل ضيوفاً مختلفين في كل حلقة للاضاءة على موضوع او شخصية ما والاستفسار حول الغموض الذي لفّ ويلّف ربما هذا الموضوع وهذه الشخصية، ويتّم كشف صحة كلام وتصريحات احد الضيوف من خلال آلة كشف الكذب فإما يكون كلامه “صحيح” او “غير صحيح” ولعّلها المرّة الاولى التي تستعمل فيها آلة الكشف عن الكذب في لبنان وتحديداً خارج أروقة المحاكم ومراكز التحقيق.

الى هنا قد يبدو الامر ممتعاً ومسلياً وهذا فعلاً ما توقعناه من البرنامج لكنه للاسف لن يستوفِ شروط متابعتنا في المستقبل ولا تقديرنا ولا اعجابنا.
ولأننا اعتدنا الا ننتقد عشوائياً بل بمحبة وبأدلة وتفسيرات مملّة مع احترامنا طبعاً لأسماء كبيرة شاركت في اعداد البرنامج وهي ربما من خيرة الاسماء في مجال الصحافة والاعلام.

بداية مع الممثلة كارمن لبّس التي وقعت في فخّ التعدّي على المهنة، وكم يستخف عارضي وعارضات الازياء والممثلين والممثلات والفنانين والفنانات بهذه المهنة الاصعب على الاطلاق، مهنة تقديم البرامج فيغامرون بمهنتهم الاصلية وباسمهم وتاريخهم الفنّي ومحبة الجمهور لهم، مقابل ماذا بالظبط؟؟ هل يحقق تقديم البرامج لكارمن لبّس شهرة أكبر واوسع؟ بالطبع لا، لأنها باختصار ممثلة بمرتبة امتياز واحدى أهمّ الممثلات المعاصرات واكثرهن شعبية وشهرة ولكن سيدة كارمن تقديم البرامج “لا يليق بك” وبالخط العريض ولا تصدقي من يحاول “مسح الجوخ” والتوّدد اليك واقناعك بعكس ذلك، لم اكن لانتظر الحلقة المقبلة لكي أبدي رأيي بك لأنني اتحدّث عنك وليس عن المضمون الذي قد يختلف بين الحلقة والاخرى او عن طريقة معالجته التي قد يطرأ عليها اي تعديل واي اضافات، فأنا كعدد لا يستهان به من المشاهدين استفزّته طريقة تقديمك للبرنامج وقد بدا لنا انك غير ملّمة بأحداث ومجريات قضية سوزان تميم –موضوع الحلقة الاولى- وكنت تنتظرين ما سيهمس في أذنك وما ستقرأين على القارىء الآلي وبدوتِ “غير متمكّنة” في بعض محاور اللقاء، ولو ان هذا كلّه قد يتحسّن في الحلقات المقبلة حين تتعمقين أكثر في المواضيع وتعيشين تفاصيلها، الا ان تقديم البرامج “Don” او هبة من عند الله، اما تمتلكين مفاتيحها وأسرارها او لا، ولا يقتصر العمل التلفزيوني على الجلوس امام الكاميرا والتسامر مع الضيف وكأننا “في صبحيّة والقهوة عالنار…” بل هو Package فليس سهلاً اثارة اعجاب المشاهد واستفزاز حواسه وتذليل كل العقبات الى قلبه ومغازلة عقله ومنطقه ،  لذا نجوم التقديم على الشاشة الصغيرة قليلون واحياناً نادرون ولو ان عشرات مقدّمي البرامج يقدّمون البرامج على الشاشة الصغيرة نفسها.

لا شك في ان تقديم الممثلة كارمن لبّس كان ركيكاً جداً وغير متماسك، وبدت كارمن غير واثقة من نفسها وغير متمكنة، والاهم لم ينقذ رصيدها الكبير لدى الجمهور حضورها الخجول الذي لم يملأ المسرح ويبهر المشاهد، فهذا البرنامج بالتحديد بحاجة الى مقدّمة برنامج من الطراز الرفيع قوية وحاضرة والاهم تملك ما لا يستهان به من الكاريزما ليتقبلها المشاهد فتؤثّر عليه وتستفز مخيلته ومنطقه وعواطفه لكشف سرّ الحلقة، لا بل على العكس خيّم الملل “الفظيع” علينا خلال مشاهدتنا للحلقة الاولى التي يجب ان تكون “الخميرة” بهدف استدراج المشاهد واثارة كل حواسه ، الا انها اتت مملة الى ابعد الحدود، فيها من التكرار ما يملأ حلقتين أخريين ولم تقدّم جديداً بل اتت دون المستوى لما تضمنته من معلومات يعرفها الجميع ،حفظوها عن ظهر قلب بعدما تداولت الصحف اللبنانية والعربية “بالطول والعرض” بهذا الموضوع، وكانت معالجة الحلقة ناقصة باستبعاد والدي سوزان تميم وشقيقها وهم محور حياة سوزان كلها ، وبعدم تقديم جديد ومثير في آن ، فتخيلوا ما سيكون عليه الامر لو كان الزوجان عادل معتوق و علي مزّنر في مواجهة مباشرة في الاستوديو وامام امتحان آلة كشف الكذب، او احد أزواج سوزان بمواجهة مع والدها، اي شيء قد يسهم في تفوّق الحلقة وتحقيق “خبطة” وكشف السّر عن أكثر المواضيع حساسية على الساحة الفنية وليس تارة سرد وقائع “اكل الدهر عليها وشرب” وتارة اعطاء معلومات خاطئة كذكر ان سوزان لم تكن مرتبطة بعلي مزّنر حين اشتركت في برنامج “ستوديو الفن” في حين كانا متزوجين ونصّ… او الاكتفاء بالحقيقة من وجهة نظر الازواج بغياب لعائلتها التي وحدها تملك “السّر” الذي يبحث عنه البرنامج ، ولكن بدل كشف “السّر” اكتفت مقدّمة البرنامج الممثلة كارمن لبّس بالقول “ماتت سوزان تميم ومات سرّها معها” ، فماذا يعني هذا؟ وان كنتم عاجزين عن كشف سرّ جدّي واحد فما الضرورة من هذا البرنامج ام انه استعراض لآلة كشف الكذب او استعراض مصوّر لما كتب في الصحف والمجلات ؟؟

وأكثر، الموسيقى في الخلفية لم تساعد على ايصال فكرة البرنامج، وفكرة البرنامج تستحق موسيقى اقوى فيها “رهبة” و”رعب” ربما ، لم لا؟ طالما فكرة البرنامج “بتحمل” وهذا بشكل او بآخر يسهم في خلق مناخ استفزازي وحماسي للمشاهد فتستفز الموسيقى حواسه وتزيد مستوى الادرينالين في دمه وتدفعه حشريته الى المساهمة بالكشف عن السّر فيتفاعل اكثر مع تفاصيل الحلقة ، ولكن للأسف ليس هذا ما شعرنا به لدى مشاهدتنا للحلقة الاولى بل شعرنا بالملل “القاتل” في بعض المحاور في حين يجب ان يستفزك هذا البرنامج من بدايته حتى نهايته ويأخذك في رحلة حقيقية للكشف عن السّر الذي لم يكشف في الحلقة الاولى .

ونهاية مع الجمهور الحاضر في الصالة الذي لم نفهم حتى الساعة دوره بالتحديد ، فبالكاد شاهدناه خلال الحلقة، فان كانت مشاركته فقط بهدف التصفيق و “الهيصة” فلا ضرورة لذلك ، لان البرنامج ليس برنامج منوعات ووصلات فنية ولا برنامج ألعاب ، وهو ربما من اكثر البرامج جدية لأهمية المواضيع التي يطرحها ، ونحن نقترح – ان ابقى القيمون على الحضور في البرنامج-  ان يجعلوه يشارك في البرنامج من خلال التصويت المباشر للضيف الذي يترك لديه انطباعاً معيناً عن طريق آلة خاصة فيحدد ان كان يقول الحقيقة او لا ، كونه متواجداً معه في الاستوديو ويتابع تفاصيل كشف السّر.

في النهاية سنتابع الحلقات المقبلة ونتمنى ان يحظى البرنامج بالاصداء الجيدة التي يستحق وان يتقبل القيمون على البرنامج ملاحظاتنا بمحبة .

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com