جردة العام: تميّز مارسيل غانم، منى أبو حمزة، نيشان، زافين وغيرهم… والكلّ تحت رحمة التقييم

بما اننا استقبلنا العام الجديد، بتفاؤل كبير، وبأمل أكبر بحياة آمنة، مليئة بالنّجاحات والانتصارات، وبعد أن أعددنا جردة لأهم الانجازات الفنيّة، حان وقت اعادة النّظر بأهمّ البرامج الحواريّة والفنيّة التي لاقت رواجا في العام 2010 والتي استطاعت أن تبقينا في منازلنا لنتابعها، وذكرها والتنويه بالقيّمين عليها ومقدّميها كما معدّيها، لاعطائهم حقوقهم المعنويّة على مجهوداتهم الجبّارة التي تثبت عاما بعد عام أنّ الاعلام اللبناني، والبرامج اللبنانيّة هي دائما الأقوى والأنجح عربيّا.

فلنبدأ بالبرامج التي كانت الأكثر استقطابا للناس في هذا العام، والبداية مع الاعلامي المخضرم “مارسيل غانم”، وبرنامج “كلام النّاس” الذي كان فعلا كلام النّاس كلّ ليلة خميس، هذا البرنامج الذي يطلّ علينا منذ سنين طويلة، لا يزال يحافظ على رونقه ووجوده وتميّزه، ويعدّ أقوى البرامج الحواريّة السياسيّة والاجتماعيّة. وردّا على كلّ من يعزون سبب نجاح البرنامج الى الأحداث السياسيّة المتلاحقة في لبنان، والأجواء المشحونة دائما والتي تساهم في تعبئة هواء جاذب، قدّم مارسيل هذا العام حلقات اجتماعيّة انسانيّة غاية في الأهميّة، نجحت و لاقت اعجاب وتصفيق الجميع.

من كلام النّاس الى “حديث البلد” مع الاعلاميّة “منى أبو حمزة” التي لا تزال في الموسم الثاني، تحافظ على نفس مستوى النّجاح، ولا تزال قادرة على أسر المشاهد في أسلوبها ومضمون حلقاتها التي تتنوّع بين السياسة و الفنّ والاجتماع. وتبرز قوّة البرنامج في جمعه لكافة الأطياف في استوديو واحد، خالقين أجواءا مرحة يبحث دائما عنها المشاهد العربي باستثناء بعض الحلقات حيث استضاف البرنامج فنانين صف ثالث وربما رابع لأسباب لا نزال نجهلها الا ان هذه الحلقات كانت دون ادنى شك النقطة السوداء في موسمي هذا البرنامج.

ومن البرامج التي حافظت على نجاحها هذا العام، البرنامج الاجتماعي الناجح جدا “سيرة وانفتحت” تقديم الاعلامي “زافين قيومجيان”، وهذا البرنامج أيضا ينطبق عليه ما قلناه عن برناج مارسيل غانم، اذ أنّه استطاع أن يستمرّ وبعد كل هذه الأعوام في تحقيق النجاحات وربما “سيرة وانفتحت” لم ينجح بالصدفة، بل نجح لأن زافين اعتمد أسلوب التنويع فلم يدخل برنامجه في أزقّة الرتابة خاصة في الاربعة أشهر الاخيرة حيث فتح البرنامج الباب لمواضيع غير تقليدية استطاع جذب اكير شؤيحة من الناس اليها.

كذلك برنامج “خليك بالبيت” تقديم الاعلامي “زاهي وهبي”، وهو البرنامج الثقافي الانجح على مدار أعوام… ولعلّ هذين البرنامجين، لا يزالان يشدّاننا لمتابعة قناة “المستقبل”، التي عليها أن تطوّر من برامجها كثيرا لتواكب التطوّر الحاصل مؤخرا، ان في الأعمال ومستوى الأفكار المقدّمة وعليها انها تعيد حساباتها لأن اسم المحطة بات مقترناً مؤخراً بالملل والرتابة هذا بالاضافة الى جهل المحطة احاطة مقدّميها “الشاطرين” بالدعم والدعاية فلم يأخذ برنامج “أنا وياك” مع الاعلامية الخطيرة المثقفة ريما كركي نصيبه من الشهرة والترويج بالرغم من أهمية الاعداد وثقافة وحضور كركي اللافتين ، دون ان ننسى “ميشو” أي ميشال قزّي الذي يدعم نفسه بنفسه في حين كان سيشكّل ظاهرة ترفيهية لو وجد على أي شاشة غربية او حتى خليجية…

وهذا العام، دخل على خطّ التنافس، برنامج “لألأة” من تقديم الاعلامي الشّاب “طارق سويد”، وهذا البرنامج يلاقي نجاحا منقطع النّظير مؤخرا، لأنّه انتقل من كونه برنامج دردشة عفويّة و”لألأة” على الناس وفتح هواء الـ OTV النظيف لبعض المتطفلين لملئه”بكلام فارغ” وعفن، الى برنامج حواريّ ممتع من الطراز الرّفيع. كما ساهمت الشخصيّة الخطيرة التي أوجدتها الاعلاميّة “مي سحّاب” والتي أصبحت أشهر من نار على علم “عواطف”، في انجاح البرنامج. وهذه الشخصيّة تلعبها مي بجرأة كبيرة، خاصّة في مجتمعنا الشرقيّ الذي قد لا يميّز بين شخص مي الراقي والمثقّف وبين الدور الذي تأدّيه بـ “هضامة” وتفوّق.

كذلك كان لبرنامج “أحمر بالخطّ العريض” تقديم الاعلامي “مالك مكتبي”، حصّة هامّة هذا العام، واستمرّ في تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، وحافظ على مستوى عال في طرح ومناقشة أهمّ المشكلات الاجتماعيّة التي نعاني منها. كما أطلّت علينا الاعلاميّة المصريّة “وفاء الكيلاني” بموسم جديد من برنامجها الحواريّ الناجح “بدون رقابة” محقّقة سكوبات جديدة، وحلقات دسمة لاقت استحسان ومتابعة النّاس.

أمّا الاعلامي الشاب “وسام بريدي” فاستطاع هذا العام أن يثبت مكانته على السّاحة من خلال برنامجه الحواريّ “مش غلط”، فاستضاف أهمّ الشخصيّات وناقشهم بأسلوبه الخاص، محقّقا الانجازات الكبيرة،مؤكداً على أهمية الاعداد “الصحّ” الثقيل بعيداً عن أسلوب الفضائح و”نشر الغسيل” بل معتمداً على ثقافته وأرشيف ضيفه ومسيرته المهمة.

كما ولا نزال نتابع جميلات أوربت ليليان ناعسي، راغدة شلهوب، وريتا حرب وغريس بعقليني من خلال برنامجهن المنوّع عيون بيروت”، الذي لا يزال يحافظ على أهميّته ويناقش قضايا الساعة على الساحتين الفنيّة والاجتماعيّة.

كما لا نستطيع أن ننسى، البرنامج النّاجح جدا “للنشر” للاعلامي “طوني خليفة” والذي استمرّ في موسمه الثاني بتقديم حلقات دسمة تناولت أكثر المواضيع الشائكة، ووضع طوني من خلال برنامجه اصبعه على الجروح التي نعاني منها، بحرفيّة عالية يستحقّ الثناء عليها.

كما وأطلّ الاعلامي “نيشان ديرهارتونيان” من خلال برنامج “أبشر” على ال “ا م بي سي” والذي استضاف فيه أهمّ نجوم العالم العربيّ، محقّقا لهم أمانيهم…فعاد نيشان ببرنامج جديد في فكرته ومضمونه و استمرّ في التأكيد على مكانته في قلوب محبّيه وعلى الشاشة التي تليق به.

أمّا الاعلامي “روبير فرنجيّة” الذي يقدّم برنامج السكوبات “ميكرو سكوب” على شاشة ال “او تي في”، فاستمرّ في لفت الأنظار، وفي نقل الخبر بأمانة وتفرّد، و روبير معروف بأسلوبه اللائق وغير المتكلّف على الهواء، ما جعل انتقاله من الاذاعة الى التلفزيون مؤخرا موفقا جدا.

ومن التلفزيون الى الاذاعة، حيث تتألّق وتبرز الاذاعيّة “ريما نجيم” في برنامجها الصباحي “يا ريما” عبر هواء “صوت الغدّ”، ولا تزال ريما قادرة على استقطاب المستمعين، و على تقديم مادّة صباحيّة راقية.

كما دخلت على الخطّ الاعلاميّة ليليان ناعسي في برنامجها “كافيين” على “ميلودي اف ام” واستطاعت أيضا أن تحجز لنفسها مكانة خاصّة جدا في قلوب مستمعيها.

كذلك الاذاعي “فيني رومي”، وكما عادة، يستمرّ في تقديم حلقات جميلة وعفويّة في برنامجه “جماعة السّاعة 5” Drive @5 على “ميلودي اف ام”.

كما لا نستطيع أن ننسى الاذاعيّة “داليا داغر” في برنامجها “ع سطوح بيروت”، الذي حقّقت من خلاله هذا العام نجاحات وسكوبات خاصّة واستطاعت أن تتميّز في زحمة البرامج الحواريّة الاذاعيّة.

كما كان للاذاعيّة “ميراي عيد” في برنامجها الصباحي عبر روتانا دلتا، محطّات هامّة جدا هذا العام، واستمرّت في جذب المستمع اللبناني لسماعها.

وأخيرا يبرز كلّ من رودولف هلال و رجا نصر الدين عبر برنامجهما المهضوم النّاقد بخصوص هالشي” مستمرّين في تحقيق ال “خبطات” والنجاحات والذي تحوّل الى موقع على الانترنت لمتابعة أكبر من قبل المستمعين.

كثيرة هي البرامج التي نجحت هذا العام، وهذا دليل عافية، وهي نتاج المنافسة المحتدمة بين أكبر المحطّات التلفزيونيّة والاذاعات اللبنانيّة…فحين تتواجد المنافسة، يتمّ خلق أفكار جديدة، وبرامج أكثر تميّزا ان في المضمون أو أسلوب العرض…ويبقى لبنان، مع احترامنا للجميع، منبرا اعلاميّا هامّا على الصعيد المحلّي والعربي، وتبقى البرامج اللبنانيّة الاعداد والتنفيذ الأكثر نجاحا واستقطابا على السّاحة…كل عام واعلامنا بخير، وكل عام وأفكارنا بتطوّر مستمرّ…على أمل أن نرى وجوها اعلاميّة جديدة تستحقّ الظهور، و ان نرى الوجوه التي اشتقنا لها، والتي غابت هذا العام، تزيّن شاشاتنا في العام الجديد

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com