“العشق الممنوع” على لائحة المسلسلات المعرّبة بين الحقيقة والإشاعة… وشهد شاهد من أهله
تزدحم أجندة شركة MBC ومنصّة “شاهد” بمجموعة من الأعمال الدرامية التركية المقرّر تعريبها وعرضها على مراحل في مواسم برامجهما المقبلة، مغلّبةً الصناعة الجديدة على الإنتاجات العربية التي أصبحت حكرًا على الموسم الرمضاني في سباق يشهد منافسة قبل أشهر من موعده.
وفي الانقلاب الذي فرضه القيّمون على الانتاجات المعرّبة الطويلة الأمد على السوق العربي بمختلف مكوّناته، تصدّر خبر تعريب المسلسل “العشق الممنوع” عناوين الأخبار الفنيّة، وهو انتاج تركي مقتبس عن رواية تركية طويلة صدرت العام ١٩٠٠ وتحوّلت لأوّل مرة الى مسلسل من ٦ حلقات في العام ١٩٧٠، ليتجدّد انتاجها وتعرض قبل خمسة عشر عامًا في نسخة حققت نجاحًا ساحقًا وإشكالية نظرًا لمضمون القصة الجريء والحديث في الدراما، معززة شأن أبطاله على الساحة التركية حيث كانوا في أوجّ انطلاقتهم المهنية، وهو انتاج لا يزال يولّد بعضه الى اليوم عبر نسخات مدبلجة تخطت ١٢ لغة وأفلام سينمائية آخرها فيلم “بيهتار” التركي الذي انتجته شركة “نتفليكس” وقامت ببطولته الممثلة فرح زينب عبدالله.
وفيما ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بخبر تعريب المسلسل الشهير، ذاهبة الى حدّ فرض أسماء الممثلين المرشحين من أنحاء سوريا ولبنان لتجسيد الأدوار الرئيسيّة فيه، عُرف منهم الممثل اللبناني نيقولا معوّض في دور مهنّد بديلاً عن كيفانش تاتليتوغ، وكلّ من الممثلين السوريّين، كيندا حنا في دور سمر عن بيرين سات، عباس النوري في دور عدنان بيك، وسلمى المصري في دور فيروز خانم، الى جانب الممثلة ريتا حرب في دور بيسان شقيقة سمر، ودلع نادر في دور نهال ابنة عدنان بيك، فقد أفاد موقع “إي تي بالعربي” الى انّ المعلومات عن تعريب المسلسل لا تزال في طور التكهنات، بعد ان تواصل الموقع مع الممثل نيقولا معوّض الذي نفى الخبر، فيما أشار الممثل عباس النوري الى كلام حول الموضوع من دون ان تتوضح احتمالية حدوثه التي لا تزال ضئيلة جدًّا، مؤكّدًا أنّ ما من أحد تواصل معه بشكل مباشر حول الأمر لغاية هذه اللحظة، وفي حال حصل ذلك فسيقوم بنشر الخبر الى العلن.
والى ان تتوضّح الصورة النهائية والجديّة عن المعلومات المتداولة بشأن تعريب ” العشق الممنوع”، والتي رُميت ربّما قصدًا أمام الجمهور للتحقق من مستوى ترحيبه بفكرة تعريب مسلسل يخلو من التشويق بعد ان استنفد عرضه لسنوات، لا بدّ من رسالة نوجّهها الى القيميّن على الصناعة المعرّبة، راجين منهم الأخذ بعين الاعتبار هوية الدراما العربية التي بدأت تفقد بريقها وأهميتها في مقابل صعود الدراما المعرّبة على الرغم من نجاحها الكثيف وجذبها لشريحة كبيرة من المشاهدين، ضاربين من خلال استراتيجية التعريب بعرض الحائط مجموعة من كتّاب السيناريو ومؤلفي القصص الدرامية وهواة الكتابة وأصحاب المواهب الذين يتطلعون الى مستقبل زاهر للدراما العربية بواسطة أقلامهم وأفكارهم وتطلعاتهم، مكبّلين المشاهد العربي في صورة مجتمعية نمطيّة غرببة عن العادات العربية تتنقّل فيها الأحداث نفسها في معالجة سطحية ينعشها أحيانًا عنصر التشويق والغموض. وهو نفس المشاهد العربي الذي عبّر عن رفضه لتغليب المسلسلات المعربة من التركية على حساب الانتاجات المحلية في استفتاء أجراه موقع ” بصراحة”، كشف فيه عن إخلاص الجمهور العربي وشغفه بالصناعة العربية ردًّا على سؤال حول مدى تأييده لتعريب المسلسلات التركية كما يحصل على الشاشات العربية، فصوّت لصالح المسلسلات العربية بنسبة ٦٠.٢٣٪ في مقابل شريحة من المتابعين دعمت الانتاج المعرّب إذا كان ناجحًا.