خاص- زمن بديع ابو شقرا اشبه بـ roller coaster والحياة بالنسبة له لم تكن مدينة ملاهي….ادخلوا معنا الى عالم هذا المبدع
حلّ الممثل اللبناني النجم، بديع أبو شقرا، ضيفًا على برنامج “زمن” الذي تقدمه الاعلامية راغدة شلهوب على شاشتَي دبي و LBCI.
في مستهلّ الحلقة تحدّث بديع عن ضرورة وجود خطة بديلة يستخدمها كلّ نجم ليتجنب الفراغ لأنّ الأضواء قد تزول في أيّة لحظة، وهذه الخطة تقتضي السعي إلى السعادة والاكتفاء.
وفي الفقرة الاولى التي تستحضر الزمن الماضي، وصف بديع طفولته بالصاخبة جدًّا والمليئة بالتساؤلات والاستفسارات والبحث المتواصل وغياب القناعة والاستقرار. فبديع الطفل كان متمرّدًا لعدم اقتناعه بأسلوب عيشه الذي يكبّل الإنسان ويحدّ من تفكيره. وهو لطالما بحث عن أجوبة لتساؤلاته عن الوجود والحياة المنزلية والأصدقاء والعادات والتقاليد والمفاهيم، الأمر الذي سبّب له قلقًا داخليًّا وحالات رفض في معظم الأحيان. كما كان يخالجه شعور ما بوجود لغة خاصة به، على الرغم من انخراطه في مجموعة من الاصدقاء وهو شعور لم يُدرك تفسيره آنذاك، فعبّر عنه بالتمرّد والصمت.
وفي هذا الإطار تطرقت “شلهوب” الى حادثة تعرّض لها الممثل في طفولته ولا تزال تؤلمه الى اليوم، عندما قامت معلّمة مدرسته بتعليق ورقة على ظهره عقابًا له على إهماله كتابة واجبه المدرسي، ما ولّد لديه شعورًا بكل أشكال التحطيم النفسي، أرسى لديه لاحقًا فكرة ان هذه المنظومة تهدف الى السيطرة على المجتمع وقمعه وهذا ما ينطبق على كافة الاتجاهات السياسية والدينية والاجتماعية، الأمر الذي لم يفسره الا بعد حين واعتبر بأنّ الحادثة تلك لو تكرّرت مع أحد أبنائه لواجهها بردّة فعل منتفضة.
وفي مرحلة الدراسة الجامعية، لم يكد بديع ينطلق في متابعة اختصاصه في الهندسة حتى بلغته دعوة من صديق لحضور مسرحية دفعته الى اتخاذ قرار بتغيير إجازته الجامعية من الهندسة الى التمثيل.
وبسبب الأوضاع المعيشيّة الصعبة، اضطرّ الى قضاء عام كامل في البنطال نفسه، دفعه الى ذلك غياب فرص العمل للشباب وخجله من طلب المال من ذويه، ليضطر بعدها الى العمل كموظّف مبيعات علّق خلالها دراسته وعاد فاستكملها بعد ثلاثة أشهر.
وعن هجرته الى كندا وحالة الكآبة التي سيطرت عليه بسبب تغيير نمط الحياة فيها، استفاض بديع في الحديث عن فقدان الامل وزيادة الوزن والتفكير المتشائم الذي يحدّ من الإبداع في التفكير وقال: “كنت مستعدًّا لأن أضحي بعشر سنوات من عمري لمجرد ان أسير خمس دقائق في شارع الحمرا”.
والى فقرة أخرى في البرنامج تشمل استضافة ثلاثة مستشارين يتم الكشف عنهم تباعاً خلال الحلقة، حل والد بديع السيد محمود أبو شقرا ضيفًا في كرسي المستشار الأوّل، وسأله عن العراقيل التي واجهها في طفولته ونقلت له اثرًا سلبيًّا وهل ينقل بدوره هذا الأثر في الوقت الحاضر لاطفاله؟ أجاب بديع بأنّ الأمر يختلف في طريقة ايصال النصيحة لاولاده بحيث يعتمد أسلوبًا فكاهيًّا محبّبًا في التعاطي معهم بخلاف السلوك القديم الذي يميل الى الطابع الجدي التربوي.
وفي الفقرة الثانية التي أضاءت على الحاضر، اعترف بديع بأنه يعيش اللحظة من دون تخطيط مسبق موضحًا “بدي عيش الأشياء اللي بحبها”.
أما على صعيد الانتشار العربي فكشف الممثل اللبناني بأنّه قدّم ما لديه بما يناسبه بشغف وحبّ لأنّ هدفه لا يبغي الوصول بقدر ما هو ترجمة ذلك الشغف الى واقع.
وردًّا على سؤال حول الأعمال التي ساهمت في انتشاره فاعتبر أن لكلّ عمل جمهوره، مشيرًا الى أهمية “للموت” و “ستيلتو” في المساهمة بانتشاره عربيًّا.
وعن المساحة التي أعطيت له شدّد على ضرورة ان يتحلّى الإنسان بالموضوعية واحترام خبرات الآخرين، حتى يبرز عمله من خلال المجهود الذي يبذله خطوة بخطوة.
وعن “ستيلتو” قال”لي الشرف ان يحلّ اسمي بعد كارلوس عازار والأمر لا يزعجني، قد لا أكون على صواب ولكن هذا أنا” ، واعترف بأنه راضٍ عن المسلسل ذات الهدف الانتشاري لكن هذا النوع من المسلسلات لا يستهويه، غير انه يتوجّب عليه خوض كافة انواع الدراما، موضحًا بأنّ بعض المسلسلات تكتفي بقيمة فنيّة لا تتخطى الـ٣٠٪.
وعن رأيه بمسلسل “العميد”، وصفه بديع بالمسلسل الصعب وغير الجماهيري، فالمقياس لديه لا يقوم على الانتشار الجماهيري بقدر قيمة العمل الفنية، مشيرًا الى ان “دور تيم حسن في العميد يساوي مئة مرة دوره في الهيبة”.
كما اكّد بديع على وجود خلل احصائي غير واقعي نتيجة الاتكال على حركة تفاعل وسائل التواصل الإجتماعي، معتبرًا بأن ذلك اسوأ مخرَج لبلوغ النتائج، مضيفًا بأنّ العمل الأقلّ انتشاراً له هو الاقرب إلى قلبه.
وعلى كرسي المستشار الثاني في الفقرة الثانية جلست انطوانيت حداد التي سألته عن هوية الممثلة التي ينسجم معها في التمثيل، فأجاب بأنّه شعر بالانسجام مع العديد من الممثلات خلال مسيرته الفنية، وبأنّه تفاعل مع كارين رزق الله خلال ثنائيتهما لكونها كاتبة نصوص المسلسلات التي جمعتهما معًا، فنشأت بينهما “كيمياء”غريبة. كما وصف ثنائيته مع ماغي بو غصن في “للموت” بالحالة الخاصة جدًّا بسبب اصرارهما على خلق مشاهد رومنسية حقيقية، وختم قائلاً بأنه لا يمكن أن ينسى ثنائيته القديمة الناجحة مع فيفيان انطونيوس.
وردًّا على سؤال حول ما إذا كان يتقمص الأدوار التي يلعبها في حياته الخاصة، وصف من لا يمكنه الخروج من الشخصية التي يجسدها بالممثل الـ “مش شاطر”.
وعلى كرسي المستشار الثالث جلست الممثلة تمارا حاوي التي استطلعته حول موافقته على نظرية عدم أهمية مدرب التمثيل في مفهوم كل ممثل يتمتع بالخبرة، فأكدّ العكس مشيدًا بأهمية المدرب في مرحلة من المراحل تستدعي تقييمًا موضوعيًّا من عين تراقب من الخارج.
وفي محور آخر، أكّد بديع ان لا خطوط حمراء في التمثيل ورقابة الفن هي غباء وقمع ويمكن الاستعاضة عنها بتحديد ساعات العرض المناسبة لمختلف الفئات العمرية.
وعن مفهوم الحرية فهي بالنسبة إلبه مقدسة لا تحدّها سوى مخالفة القانون المدني. ولأبنائه يقول ” لا تقوموا بأعمال لا تشعرون بها”. واصفًا القانون “بالرجعي والمتخلف.”
أما عن سرّ استمرار زواجه، فخلص الى ان التفاهم والشراكة هما ديمومة الارتباط، لكنه في المقابل يؤيد الانفصال الصحي الذي لا يسبب ضررًا للعائلة. وعن فكرة العلاقات المفتوحة فهو معارض لها، ويسامح زوجته في حال الخيانة “حسب الظرف الذي دفعها إليها”.
وفي الفقرة الاخيرة التي تحاكي المستقبل استبعد بديع المستشار الثاني “انطوانيت”، ليعود فيتوجّه والده اليه بالسؤال “بدي اطمن على احفادي شو المستقبل اللي بتشوفو لولادك؟” فاجاب بديع بأنّ التفكير بمستقبل اولاده هو بمثابة انانية منه تجاههم، فهم احرار في رسم مستقبلهم على ان يقتصر دوره على تمهيد الطريق لهم فقط.
وردًّا على سؤال تمارا عن هوية الشخص الذي يتبنى أفكاره في حال استفاق بجسده بواسطة التطور التكنولوجي، أجاب” جميع الممثلات العربيات اللواتي شكلن حالة مثل سعاد حسني لدوافع انجازاتها على سبيل الحرية”.
وفي معرض حواره، عبّر بديع عن خوفه من الموت خاصةً في هذا الزمن، وعن الحياه بعد الموت اجاب بأنه لا يفكر بها إذ لا اثباتات لوجودها فهو فقط يعيش اللحظة.
وعن الدوافع التي تبكيه، أشار الى خوفه من ان يسلك الأجواء الوطنية والعالمية منحى سلبيًّا، مشدّدًا على خوفه الأكبر من تأثير السلوك البشري على الوجود .
ورأي بديع بأن الذكاء الاصطناعي سينتج في المستقبل طبقة جديدة تتكوّن من اذكياء التكنولوجيا التي ستسيطر على العالم، مشيرًا بأنه ليس ذكيًّا في عالم التكنولوجيا ولا تستهويه بتاتًا.
ومن ضمن فقرات البرنامج تمّ عرض شريط فيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي طرح فيه الممثل تيم حسن سؤالاً على بديع: “هل لازال الممثل اللبناني لا يبيع عربيًّا؟” فأكدّ بأنّه لا يزال كذلك مقارنة بالممثل المصري والسوري، لكنه في المقابل يحرز تقدمًا سريعًا وعن جدارة.
وفي ختام الحلقة، أسف بديع لبلوغه مرحلة لا يمكنه البوح فيها بحرية معترفًا بأنّ السبب خطأ منه، وهذا ليس بخوف بل تفاديًا لمواجهة تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي. كما اعترف بأنّ السبب قد يكمن ربّما في أنه بات اليوم أضعف من ذي قبل، الأمر الذي يحزنه جدًّا.
برنامج “زمن” من اخراج روي لطيف ومنتج منفّذ رالف معتوق واعداد علاء مرعب.