سلاف فواخرجي تنطق بخجلها وتعترف بخيانتها لهم… فمن قصدت في منشورها؟

في رسالة عابقة بالمشاعر الإنسانية التي تتخبّط مع بعضها البعض، ومع ذاتها الكيانية، عبّرت الممثلة السورية سلاف فواخرجي عن خجلها من نفسها في كلّ لحظة تخون فيها ضحايا غزة الأبرياء لدى ممارسة تفاصيل حياتها اليومية، وكأنّ بهذه اليوميات أصبحت عبئًا عليها يقلقها في نهارها وليلها، حتى تكاد لا تتنفّس سوى خجلها على مدار يومها ولحظات غضبها، وشعور الخيانة يؤلمها ويؤرقها في كلّ تفصيل من عاداتها اليومية، إن هي صحت على شمس شارقة، وعلى أغنيات فيروز الخالدة، إن دخل الهواء النقيّ من شباكها الى رئتيها، إن نسيت نفسها وابتسمت أو تكلّمت او تناولت طعامًا، تلوذ بالفرار من عيون الناس ومن محادثتها معهم، من فعل يوم حياتي عادي تافه، من وسادة وسرير مريحَين يزيدانها ألمًا وأرقًا، وحتى من حلم وردي إن غفلها النعاس وغفت.

وتتابع فواخرجي في منشورها عبر صفحتها على انستغرام، واصفةً حال نفسها تجاه المجازر الدامية على أرض غزة، والذي أرفقته بصورة معبّرة لها بالأبيض والأسود، فتعترف بخجلها من أبناء فلسطين وخيانتها لهم على الرغم من قوتها وإيمانها وعدم استسلامها، لكنّ حواسها لا تعمل سوى من خلال أصواتهم وأنّاتهم وبكائهم وعتابهم، باستثناء ما يقوى فيها فتستمدّه من عزّتهم.

وقد حظي منشور فواخرجي بسيل من تعليقات متابعيها الذين أثنوا على عدم حيادها، وعلى حقيقة إنسانيتها التي وضعت الإصبع على الجرح عبر حروف من أحاسيس وانفعالات.

وجاء في رسالة سلاف فواخرجي:

أنا خجلة

خجلة أن أصحو

خجلة من شمس تشرق لي صباحاً

وخجلة أن أسمع فيروز الأزلية

ولتعذرني فيروز فهذه مرتي الأولى

وإن أتتني العصافير؟

أأدير لها ظهري كيلا يفتضح أمامها أمري؟

أم أفتح لها نافذتي؟

وماذا؟ ماذا إن دخل هواء نقياً إلى رئتي!

وبماذا أرد إن سألتني هي… مابي ؟!

أنا خجلة من لقمة طعام لا بدّ منها

ومن دمعة ماء تفطر قلبي أنانية

أنا خجلة

بل أنا أكرهني إن سهيت وابتسمت

أنا لا أستطيع أن أكذب ولاأجامل ولا أتجمل

أنا حقاً لا أستطيع الكلام

أنا حقاً يفتك بي الصمت

أنا خجلة من النظر في عيون الناس

أنا بتّ أهرب من كل مَن يهاتفني

أهو سلم، أهو نصر، أهو غضب ، أهو حزن ؟

أم احتقار … أم انتظار !

أنا لاجواب لدي !

أنا لا أدرك سوى أن الخجل يغمرني

أنا لست ضعيفة أنا لست خائنة

لكن كل فعل كان عادياً يومياً حياتياً تافهاً

بات في نظري خيانة

أنا قوية كما أُحبني

أنا مؤمنة كما أُريدني

أنا لا أستسلم فليست هذه لغتي

لكنني

لكنني حقاً… خجلة

خجلة أن أغفو

نسيت كيف أغفو

وسادتي تنظر إلي بإزدراء

إن ركيت عليها لحظة وجهي!

وسريري المريح يزيدني ألماً ووجعاً على وجعي!

أنا خجلة.. إن غفوت أن أرى حلماً…

فلربما كان وردي

أنا لا أرى إلّا هُم

أنا بتًّ لا أسمع إلّا أصواتهم

و حواسيّ كُلها امتلأت بعتابهم

وكلّ مافيّ يبكي عليهم

وكلّ مافيّ يقوى بهم

وبعزتهم … وبغزتهم

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com