رأي خاص- بيان قضائي بدل الاعتذار العلني. ياسمين عز تنادي بعفة الأخلاق و”اذا لم تستحي فاصنع ما شئت”
لم يكن ينقص المذيعة المهووسة بالشهرة ياسمين عز سوى اللجوء الى القضاء لتغفر ما ارتكبته من إثم بحقّ جمهورها وبحقّ المنتدى الاعلامي الذي تنازل وقرّر استضافتها من على منبره. وأخيرًا نطقت ياسمين، ويا ليتها لم تنطق. انتظر الجميع اعتذارًا علنياً منها يعيد ردّ الاعتبار لنفسها ولجمهورها، لكنها فضلّت الصمت خوفًا من سيف الاعلام المسلّط حول عنقها، متخفية بثوب القانون علّه يستر بعضًا من عار ألحقته بنفسها عن قصد منها او من دون قصد، لا فرق طالما لم تتقدّم للمواجهة وتدافع عن نفسها بنفسها.
تستهل ياسمين عز بيانها الذي أصدرته ردًّا على الحملة الانتقادية الساخرة التي طالتها بالعبارة التالية” انطلاقًا من حرصي واحترامي لهذا المؤتمر وللحدث الاعلامي الكبير..”. وعند هذه العبارة تحديدًا نتوقف. بحثنا عن الاحترام الذي تكنّه المذيعة المصرية للمؤتمر وللحدث الاعلامي في تغيّبها المتعمّد عنه من دون إنذار او إخطار، فلم نعثر على ذرة احترام من قِبلها في تعاملها غير المسؤول مع القيّمين على المؤتمر، ومع من حضره ومن تولّى دعوتها لمشاركته الجلسة وقام بالترويج لها من منطلق احترافي مهني صرف.
وتتابع ياسمين في فقرة أخرى من نصّ بيانها “وبناء عليه لن أقوم بالردّ على اساءة هذا الشخص الذي افتعل هذه المشكلة وأساء لشخصي في غيبتي وبطريقة علمية وبشكل مرفوض أخلاقًا وقانونًا”. وفي العبارة الواردة اعلاه تشير عزّ الى “غيبتها “، ولكن عن أية غيبة تتحدّث، وهي التي اختارت الغياب طوعًا ونأت بنفسها عن الحضور تاركة للمخيلة وللألسن ان تلوك بفعلتها؟ ثمّ تعود فتسترسل متّكئة في أسباب إجراءاتها الفضائية على القانون والأخلاق. وهنا بيت القصيد. كيف يمكن لامرئ ان ينادي بعفة الأخلاق وهو مجرّدٌ منها او ربّما جرّد نفسه منها لغاية في نفسه ظنًّا منه ان سلوكه سيمرّ…ولم يمرّ.
لعلّ الوقت الذي أمضته ياسمين في نصّ فقرات بيانها، لا بل قل في قراءة النصّ الذي أوكلته الى محاميها دفاعًا عن نفسها كان بالإمكان استثماره في كتابة اعتذار من عبارة واحدة، ” أعتذر منكم وجلّ من لا يخطئ” ، لكانت أنست المتابعين من حولها لحظة تخلٍّ لم تحسبها لصالحها، ولكانت أصابت الترند في سلوكها وأدائها ومن دون منّة القانون والقضاء.
الا انها اختارت الدرب الذي اتقنت سلوكه اي درب “الشوشرة” واثارة الجدل والبلبلة وهي لم تسلك يوماً درباً سواها فربما لقنها من تبناها (وليغفر الله له) ان اسرع طريق الى الشهرة والنجومية تمرّ بإحداث “جلبة” والسير عكس كل تيارات القيم والاخلاق والمبادىء ونجحت حتى اليوم في سلوك هذا الدرب الذي وعلى الرغم من اشواكه، الا انه كان معبّداً بالمال، كون نِسب المشاهدة مرتفعة دائماً لأي حماقات وتجاوزات على الشاشة، فهي تؤمّن مدخولاً مهولاً للمحطة، فمن يأبه للأخلاق حينها ان كانت القناة تجني الارباح ولو على حساب كرامة المرأة وكيانها؟
لكن لم تنجح عزّ في ان تكون حديث الشارع العربي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد هؤلاء تداول وتحميل فيديوهات حلقاتها الهزلية، الهزء بها والضحك عليها، الا انها داست هذه المرّة على طرف كرامة الاعلام العربي الذي بالعادة لا يرحم من يسيء اليه او يهينه او يتجاهله، فحفرت عزّ قبرها بنفسها وانقلب الجميع عليها في سابقة لافتة، تمثّلت بدعم غير مسبوق للاعلامي نيشان ديرهاروتيوهان المحترف والمهني، صاحب الباع الطويل في المهنة والمصداقية، فوجدت نفسها محاصرة وفي مأزق وجودي بعد استهتارها بعدم المشاركة في الندوة التي كان يديرها تحت ذريعة تأخّر مصفف الشَعر الخاص بها، عذر اقبح من الف ذنب قرّر الاعلاميون الحاضرون او المتابعون عن بعد على خلفيته مقاضاتها علنياً، دون السماح لها بالتمييز او الاستئناق لأنها كانت النقطة التي ملأت كأس التجاوزات، ففاض الكأس في منتدى الاعلام العربي الذي أخطأ حين دعا مذيعة مبتدئة بالكرامة الى هذا الصرح العظيم.