رأي خاص- هل شرّعت أنغام لنفسها لقب “صوت مصر” ومضَت؟

لم يصادف يومًا ان ميّز مطرب عربي هويّته الفنية عن سائر زملائه الفنانين في وطنه الأمّ كما فعلت المطربة أنغام. فجأة تذكّرت أنغام لقب ” صوت مصر” الذي أطلقته عليها الصحافة عندما أنشدت السلام الجمهوري تحيّةً لجمهوريّة مصر العربيّة منذ زمن طويل، وذلك بعد ان تحوّل اللقب مثار جدل في الأوساط الفنية والاعلامية العربية على اثر تقديم الفنانة شيرين عبد الوهاب نفسها بصوت مصر في حفلاتها في جدة قبل أشهر.

فجأة، قررت أنغام نفض الغبار عن اللقب الاستثنائي الذي أشعل وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، وحرّرته من أحضان شيرين ووقّعته على الملأ في الاعلانات الترويجية لحفلاتها في مهرجانات جدة ومدينة العلمَين تحت شعار “صوت مصر أنغام”، واضعةً حدًّا لنزاع طال أمده وكاد ان ينطفئ في مهده لو لم تعُد فتؤجّجه، بعد ان عادت الى نشاطها الغنائي.

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تجرّأت أنغام على تخطي الرأي العام المصري، او على الأقلّ شريحة منه، موافقة على طرح اسمها على الملأ ومن دون ان يرفّ لها جفنٌ، في اعلانات حفلاتها الغنائية تحت لقب “صوت مصر”؟ ، ولماذا ظلّت صامتة طوال الوقت عندما رمت شيرين فتيل الأزمة، مخليةً الساحة لمؤيديها ليتولّوا الردّ عنها؟

تقول أنغام في معرض مؤتمرها الصحافي الذي عقدته قبل انطلاق حفل “صوت مصر” الذي أحيته في جدة الأسبوع الماضي “أنا لم أختر لقب صوت مصر بنفسي، بل إنّ الصحافة هي التي أطلقته عليّ بعد تقديمي السلام الجمهوري الذي أهديته لجمهورية مصر العربية، ولا يزال اللقب يرافقني منذ ذلك الزمن وأنا سعيدة وفخورة به، وسأسعى للحفاظ عليه طوال عمري”.

هل قطعت أنغام الشك باليقين واضعةً بنفسها خاتمةً لجدل عقيم أحدث زوبعة لم يجرؤ أيّ من الفنانين المصريين على مدار تاريخ مصر العربي ان أحدثه بمنح نفسه لقبًا مستفزًّا منصّبًا ذاته الأوّل بين زملائه وعلى مساحة وطنه، منذ زمن الراحلة  أم كلثوم مرورًا بعبد الحليم حافظ، وصولاً الى مغنيّي الفنّ المعاصر؟ أم أن أنغام  تعيد خلط الأوراق محتكرةً لنفسها اللقب ممهورًا بطابع رسمي ونهائي على مستوى العالم العربي، مستبقة أيّة محاولة لنزعه منها وهي مدركة ان ألقاب التصنيف لا يمكن ان تثبت لدى فنان واحد طالما أنه في مواجهة دائمة ومستمرة مع نجوم يولدون على مدار الساعة وينشطون ويجذبون ملايين المتابعين، متربعّين على عرش الحفلات الفنية المستقطبة لآلاف الجماهير، وقوائم الانتاجات الأكثر مشاهدة.

وكما التزمت أنغام الصمت عندما منحت شيرين اللقب لنفسها قبل أشهر عديدة، ها هي شيرين تلتزم بالصمت نفسه بعد ان أعلنتها أنغام بالفم الملآن “انا صوت مصر”. فهل مقدّرٌ لهذا اللقب ان يجول لدى الفنانتَين فقط في زمن  الحفلات الفنية عندما تسكران من نشوة نجاحاتهما على مستوى الحضور الجماهيري والإعلامي، ليعود  فيخبو في لاوعيهنّ عندما تغرقان في تفاصيل واضطرابات حياتهن اليومية الخاصة؟

لا يسعنا سوى انتظار حفلة شيرين القادمة، فقد يصلنا الردّ!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com