حتى انفجار مرفأ بيروت لم يسلم من تداعيات الذكاء الاصطناعي
تعرّض الفيلم الأميركي “The Creator” المزمع عرضه في الصالات السينمائية ابتداءً من ٢٩ أيلول/ سبتمبر القادم لانتقادات واسعة لدى منصات التواصل الاجتماعي بعد ان كشف الاعلان الترويجي له عن استبدال واقعة في سياق أحداث الفيلم تظهر لحظة انفجار نووي بسبب قوى الذكاء الاصطناعي بالمشهد الحقيقي لانفجار مرفأ بيروت الذي وقع في ٤ آب/أغسطس ٢٠٢٠. وقد أثار المشهد في الفيلم استياء الرأي العام عبر ردود فعل شاجبة ومستنكرة للأسلوب الإخراجي غير الأخلاقي الذي سلكه صنّاع الفيلم، مستبدلين مشهدًا خياليًّا لهدف تجاري بمأساة أليمة ذهب ضحيتها ٢٢٠ قتيلاً وأكثر من ٦ آلاف جريحًا.
وكان مستخدمون عبر منصة “ريديت” قد لفتوا الانتباه الى اللقطة التي وثّقت انفجار بيروت وتناقلوا المقطع عبر تويتر لتصبح قضيّة رأي عام، منددين بالخيار اللاأخلاقي الذي اتبعه المخرج غارث ادوارد، ليقوم لاحقًا فريق من كوريدور كرو المتخصص بالمؤثرات البصرية بالكشف عن الحقيقة التي تثبت صحة الحيلة التي استخدمها صناع الفيلم عبر تقنية ” CGI” بما يسمح لهم بإجراء تعديلات سينمائية على تفاصيل المشهد، مستبدلين بعض المباني داخل كادر المشهد الأساسي، كمبنى شركة كهرباء لبنان بمبنى آخر يقع في لوس انجلوس بما يوحي بأنّ الولاية الأميركية هي التي تدمرت بفعل الانفجار النووي.
حتى اللحظة، لم تجب شركتا ” 20th Century Studios” و ” New Regency” المنتجتَين للفيلم على تعليقات الرأي العام التي اتهمت صناعه بالاستفادة من فاجعة انسانية بغرض الإثارة وتخفيض الميزانية باستخدام مشهد جاهز لا يحتاج سوى الى تعديلات بسيطة كي يحقق هدفه.
تجدر الإشارة الى ان فيلم “The Creator” ينتمي الى الانتاجات السينمائية الخيالية العلمية، وفيه يؤدي جون ديفيد واشنطن، الى جانب جيما تشا وكين واتانابي، قصة عميل سابق في القوات الخاصة يجري تجنيده من قبل قوى عالميّة لقتل مهندس طوّر رأسًا حربيًّا نوويًّا بواسطة الذكاء الاصطناعي يعمل على تفجيره في لوس انجلوس لمحو البشرية من الوجود.