مخرج “النار بالنار” محمد عبد العزيز اخفق في ردّه على رامي كوسا “اجا ليكحلها عماها”
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “النار بالنار”، أطلّ المخرج السوري محمد عبد العزيز ليتحدّث عن البلبة الواسعة الذي حدثت حول المسلسل في الأيام الماضية.
وصف المخرج محمد عبد العزيز انه جمع كم هائل من النجوم في مسلسل واحد بالسهل الصعب وقال: “هي صراحة السهل الصعب، أن تجمع عدداً من نجوم كبار في لبنان وسوريا لم يكن بالامر السهل ولكن الجميل أن تعمل مع ممثلين محترفين لديهم تاريخاً كبيراً وطريقة فهمهم للدراما مختلفة، وصراحة تمكنت من الجلسة الأولى وببساطة شديدة، التفاهم معهم، بل المحك الحقيقي فعلاً يكمن في تقديمهم ضمن إطار مختلف تماماً عن السائد والمألوف”.
عن أسباب نجاح المسلسل قال عبد العزيز “اعتقد ان النجاح لم يتوقّف على معطى واحد النص والنجوم، بل يعود الفضل اولاً إلى الشركة المنتجة لإصرار الأستاذ صادق الصباح ورهانه على نجاح العمل بالإضافة إلى فرضيّة النص التي تحمل واقعية لعنصرَي الدراما اللبنانية والسورية، وأيضاً فريق العمل بأكمله والممثلين، فتخطت الجلسات التحضيرية الاربعين يوماً وكانت مُجهدة صراحة”.
وتابع عبد العزيز: “ان النار بالنار هو مجموع صراعات في مكان واحد في احد شوارع بيروت واستطاع المسلسل جذب شريحة واسعة من الجمهور وأن “النار بالنار” لا يشبه أي مسلسل آخر بل يشبه نفسه فهو مسلسل واقعي، عربي مشترك متفرّد.”
وأضاف:”العمل لم يخلُ من الأخطاء منها ما توقّف عندها الجمهور وعلّق عليها وأخرى لم يعلّق عليها بسبب الحرفيّة في العمل. وصراحة نسبة رضاي عن العمل قد لا تتجاوز الـ ٦٥% بالرغم من النجاح الذي يحققه المسلسل وانا من الأشخاص الذين ينتقدون انفسهم للتطور أكثر في الأعمال القادمة خاصة أن المخرج عندما يستخدم ادواته قد يصيب في بعض الاماكن ويخيب في اماكن اخرى وانا اعمل بذهنية سينمائية مفتوحة بالتعاون مع كل فريق العمل.”
وعن معنى ورشة الصبّاح للكتابة، قال المخرج: “من المفترض ان تجيب الشركة على هذا السؤال فهي اقدر على الاجابة بشكل تقني ولكن الورشة التي حصلت معي من خلال الفيديوهات والوثائق ومئات الساعات المُجهدة من النقاش بيني وبين فريقي الفني والممثلين وشركة الانتاج وفريق العمل نتج من خلال هذه الورشة اعادة صياغة هذا المشروع ليبصر النور كما يراه الجمهور حاليًا على الشاشة.
استطرد دومنيك ابو حنا: هل هذا يعني أن ورشة الصبّاح للكتابة لا تعني أن هناك ورشة كتّاب تناوبوا على تصحيح النص الاساسي، اجاب المخرج: “لا ابدًا ولكن في الشركة هناك مشرف طبعًا يتابع مع فريقي وكان لديه في الأصل ملاحظات جوهرية تم تزويدي بها لتعديلها ومنها ملاحظات بالبنية وبمحاور الشخصيات الرئيسية وبالحوارت على مدى العمل.
وكم يشبه مسلسل “النار بالنار” النص الذي كتبه الكاتب رامي كوسا، قال عبد العزيز: “ان من حيث الخطوط العامة يشبهه. وفي النهاية مشكور رامي كوسا لأنه قدّم فرضية جيدة جدًا للانطلاق منها لأن هذا عمل فني وهناك فريق يشارك به. قد يكون المخرج هو رأس الحربة فيه ولكن هناك ايضًا ممثلين محترفين ايضًا.
أما عن البلبلة والمشكلة التي حدثت مؤخراً مع كاتب العمل رامي كوسا وإتهام الأخير له بتغيير النص، فكان تفسير محمد كالأتي:” عندما قدّم رامي النص لي كان هناك عدة ملاحظات.الحلقة الأولى كانت ساحرة وتُعدّ من افضل النصوص التي قرأتها ولكن فيما بعد بدأ يضعف هذا الإحساس وصراحة كان رامي متجاوباً بشكل كبير يُشكر عليه كما انه بدأ التعديل من الصفر”.
وأضاف :”قصة الكاتب رامي كوسا قد خضعت لتعديلات على ثلاثة مراحل، الأولى بالتنسيق مع رامي من خلال طرح أفكار عليه، وكانت المرحلة الثانية عند جلسات القراءة مع الممثلين فتمّ التعديل بالتنسيق مع رامي أيضاً، أمّا المرحلة الثالثة فهي عند بدء التصوير التي غاب عنها وهنا انسحب رامي كوسا لأنه شعر ربما أن دوره ككاتب بدأ يضعف”.
واضاف: “كنت اتمنى ان يكمل معنا ولكن الردود التي نشرها على بعض المشاهد هي مشاهد قليلة لا تتجاوز الخمسة مشاهد من اصل ٨١٠ مشاهد في العمل.
وهل يحق للمخرج ان يحدث تعديلاً على النص في العادة؟ قال عبد العزيز: “منذ اول اتصال بيني وبين رامي كوسا كان يعلم انني ذات خلفية “سينما مؤلف” وفي النهاية سآخذ المشروع كما آراه ولكن طبعًا هناك حدود معيّنة ولا يجب ان يكون هناك اعتداء على النص، انا اتبعت الاجراءات المهنية حتى الخط الأخير ولكن في النهاية عندما نصبح في الميدان مع فريق العمل وهناك مشاهد لا تعبّر ولا تفتح مساحة امام الممثل أو الحوار انشائي فلا بد من تغييره.
وقال: “تمّ تعديل حوالي ٤٠٠ مشهداً من بينها شخصيّة مريم التي تؤدّيها الممثلة كاريس بشار، شخصيتها تغيّرت بشكل جذري، انا قدمت اقتراحات للكاتب وبدأ بتغييرها وعندما جلسنا للنقاش تناقشنا وتمّ التغيير.
أيضًا كان هناك تعاونًا شبه مطلق بيني وبين الممثلين على التعديلات التي طرأت على النص ومنها ترسيخ وجود دور سارة الّذي تؤدّيه زينة مكي لأن مساحة الدور كانت صغيرة وكان الكاتب قد كتب وفاة الشخصية قبل الوصول الى نهاية المسلسل
انا آسف ان يصل هذا الجانب الذي له علاقة بالكاتب الى هذه المرحلة “هو حقّه يزعل” ولكن في النهاية القرار يجب ان يُتخذ فالموضوع ليس شخصيًا معه بل تعاملت مع القضية بحرفية وهناك جهة كبيرة وراء المشروع وكانت بالصورة في كل التفاصيل.
كما تحدّث المخرج السوري عن مشهد خلع مريم /(كاريس بشّار) للحجاب الذي أثار جدلاً كبيراً ، وقال :”اولاً لسنا ملزمين بالتبرير، لأنه تمّ تفسير المشهد واعطائه منحى آخر تماماً، فالشخصية تبرّر نفسها، والشخصية القادمة من سوريا تختلف تماماً عن الطابع اللبناني وشكل الحجاب السوري يختلف عن اللبناني بشكل كبير وهذا هو المقصود بالمشهد ويوجد عدة شخصيات لبنانية محجّبة كرؤى وفلك ومن المؤكد ان لا انا أو الشركة او الكاتب او اي احد أراد الاساءة من خلال هذا المشهد.
جاء حديث المخرج محمد عبد العزيز خلال حلوله ضيفاً على برنامج “قبل وبعد بودكاست” مع الاعلامي دومينيك ابو حنا عبر صفحة LBCI Lebanon على فايسبوك ويوتيوب وموقع القناة الإلكتروني.