تغطية خاصة- كاريس بشار توقد جمر “النار بالنار” وتقلب الطاولة على مخرجه من جديد…. ورامي كوسا يُجاريها
لم يكد يمضي مسلسل “النار بالنار” طاويًا صفحات من الجدل العبثي والنجاحات والإخفاقات، ولم يكد ينكفئ كاتب المسلسل رامي كوسا ومخرجه محمد عبد العزيز خلف خطوط دفاعهما من دون الاعلان نهائيًّا عن وقف تراشق الاتهامات بين مَن جهد وأُرهق واستبسل في كتابة نصّ أيقوني، ومن استولى على هذا النص لصالح المنفعة الدرامية القائمة حكمًا على واقع ميداني وليس على رواية ادبية، حتى خرجت الممثلة السورية كاريس بشار فجأة عن صمتها مدلية بما لديها من حقائق وبراهين في جلسة نسائية عبر برنامج “كلام نواعم ” على شاشة ال mbc، مؤججةً جمرًا بالكاد انطفأ، مصوبةً باتجاه مخرج المسلسل محمد عبد العزيز بالعيار الثقيل من جهة ، ومنصفةً كاتب العمل الرئيسي رامي كوسا من الجهة الأخرى، في محاولة لردّ الاعتبار لمؤلف خاض حربًا غرّد فيها لوحده طوال الوقت، في حين لاذ الجميع بالصمت.
وما ان استفاقت بشار من نشوة نجاح جماهيري لمسلسل جريء لم تأتِ دراما رمضان بمثله من قبل، حتى أطلّ الكاتب رامي كوسا ليقلّب في صفحات مواجعه من جديد، مثنيًا على شجاعة كاريس في تصويب الحقيقة ولو بعد حين.
وقبل ان تنبش الممثلة السورية في كواليس المسلسل قالبة الطاولة على رأس مخرجه الذي تلاعب بالأحداث، كان لا بدّ لها من توجيه شكر الى شركة الصباح للانتاج التي كانت السباقة في طرح قضية اللاجئين السوريين الشائكة ومعالجة مشكلة العنصرية التي غلبتهم على ارض النزوح، مثمنة ما وفرته الشركة من خدمات وتسهيلات لطاقم العمل اثناء التصوير .ومن موضوع هذه العنصرية تحديدًا فتحت كاريس النار على مخرج المسلسل محمّلةً اياه مسؤولية “قلة الأمانة” تجاه قضية المسلسل الرئيسية التي تلاعب بحيثياتها وساقها بحسب أهوائه على هامش قضية اقل اهمية لا تعدو كونها فكرة ثانوية في مجرى الأحداث، ألا وهي زواج المراهقين القصر ، بما يضمن ارتفاع اسهم ابنه الذي جسّد شخصية بارود، وجعله ركنًا أساسيًّا في المشاهد الرئيسية.
تنطلق كاريس في معرض تفصيلها للحظة الانفجار الكبير بين الكاتب والمخرج ، من استياء الجمهور مما آلت اليه الأحداث في الحلقات العشر الأخيرة، وتحديدًا في مسار معالجة علاقة مريم( كاريس بشار) وعزيز ( جورج خباز) التي اشتعلت على انقاض صراعهما العنصريّ. وبناءً عليه اعتبرت الممثلة السورية ان رسالة العمل قد غيِّبت لصالح اهواء ومصالح المخرج الشخصية، أي باستبدال قضية العنصرية بين شعبين ودولتين بمعالجة زواج القصر وعلاقة الحب التي نشأت بين الفتاة الحامل وبائع اليانصيب واحتلت المساحة الأكبر في الحبكة الدرامية . وتتابع كاريس في معرض كشفها عمّا دار في الكواليس ، انه تمّ التوصل اثناء دراسة وبناء الحلقات في جلسات التحضير للشخصيات الى جعل علاقة المراهقَين مرآةً لعلاقة حبّ مريم وعزيز، فأتت النتيجة معاكسة ومغايرة تمامًا بحيث تحوّلت علاقة عزيز ومريم إلى انعكاسٍ لعلاقة المراهقَين. ولمزيد من توضيح أعطت مثلاً آخر تجلى في مشهد كتبه الممثل جورج خباز، وهو يتعلق بخاتم زواج مريم الذي كان من المفترض ان يدسّه عزيز في اصبعها وهي راقدة في براد المشرحة دليلاً على ارتباطه الأبدي بها، في سعيٍ منه لرأب الصدع بين ذاته وماضيه، واذ بالمخرج يستولي على هذا المشهد المؤثر بكافة تفاصيله ويحيله الى المراهقَين بما يجعل الفتاة القاصر والحامل تخلع محبسها وترميه على الطاولة فيتناوله بائع اللوتو ويعيده الى اصبعها علامة ارتباطهما الى الأبد. أما لماذا صمدت بشار حتى النهاية بالرغم من الأخطاء التي ارتكبت بحق المسلسل ، فأوضحت بأنها ملتزمة تجاه شركة الانتاج وهي لا تنكث بالتزاماتها، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم معرفتها بالتغيير الحاصل والتعديل وقلة الأمانة من قبل الذي كان يحذف ويعدّل ويرمي لقطات ومشاهد اثناء المونتاج، غامزة من قناة المخرج. ولكن ماذا عن كاتب المسلسل؟ تعترف بشار بأنه أظهر تعاونًا كبيرًا وبذل جهدًا وطاقة كبيرين الى ان تفاقم الوضع وتضاعف الضغط فوصل به الأمر هو والمخرج الى طريق مسدود ما اضطره الى الانسحاب بعد الحلقة الرابعة والعشرين.
ولاحقًا بعد ان أفرغت كاريس بشار ما في جعبتها من وقائع وأدلة في “كلام نواعم” ، أطلّ كاتب “النار بالنار” رامي كوسا في منشور عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، استشهد فيه ببعض ما أدلت به الممثلة السورية، مقارنًا بين ما صرّحت به من وقائع وما كان يحاول ايصاله من حقائق، متوعّدًا كلّ أحمق مخادع ان لا تكون المرة الأخيرة التي يبوح بها بما يزيد الطينة بلّة، فكتب مفنّدًا: “كاريس لكلام نواعم مساء الاحد:
– وجهة نظري متل وجهة نظر كتير ناس، كان في استياء بالعشر حلقات الأخيرة.
– مقولة العمل غُيِّبت، وانحط بدالها مقولة تانية بسبب أهواء ومصالح المخرج الشخصية.
– جورج خباز كتب مشهد جميل بيظهر فيه عزيز وهو عم يلبس مريم خاتم الزواج بالمشرحة ليعبر عن تبدّل موقفه بصورة نهائية من السوريين، المخرج سرق المشهد واستعمله مسبقاً بين المراهقة المراهق (للتوضيح، المراهق، بارود، عم يلعب دوره ابن المخرج، وشخصيته كانت بالمقترح الأصلي لا تتجاوز ٢٥ مشهد، قبل ما يتحول لبطل بعد تعديات والده عالنص).
– رسالة العمل ما وصلت كما يجب وتحولت من مكان لآخر.
– انا ما كنت بعرف أنو عم يصير هاد التغيير وهاد التعديل وهاد بيعني “قلة أمانة” (بالحرف: قلة أمانة) من اللي كان عم يحذف، ومن اللي كان عم يعدل ومن اللي كان عم يكب لقطات على المونتاج.
– الكاتب كان جدا متعاون وقدم كل شي بيقدر عليه وبذل جهد وطاقة كتير كبار لوقت وصل مع المخرج لطريق مسدود وانسحب بصورة نهائية.
نهاية الاقتباسات..”.
وتابع كوسا في معرض سرده للوقائع دفاعًا عن النفس:
“اما بعد:
في أولى مقابلاته التلفزيونية التي تخص العمل، قال المخرج إن الحلقة الأولى كانت أيقونية، لكنّ النص تهالك في ما بعد.
في إطلالتي، التي أصريت على أن تكون وحيدة، تعقيباً على تصريحاته، قلت إنّه أرسل لي تسجيل يحتفي بالنص ويمجّده وكأنه لم يقرأ مثيلاً له في حياته كلها، حتى أنه استعمل في توصيفه مصطلحات مثل “أيقونة” / “الورق طالعة منو الريحة قد مو حقيقي”.
فتراجع المخرج خطوة وصار يقول إن الحلقات الخمس الأولى كانت أيقونية قبل أن يتهالك العمل (كنا بحلقة، صرنا بخمسة) وأصرّ، في تصريحاته كلها، على التلويح بعدد ساعات بروفات القراءة التي نفذها مع نجوم العمل لأجل “تطوير النص الأدبيّ”.
حسناً، ها هي نجمة العمل تؤكد روايتي، وتتحدث عن قلة الأمانة وعن السرقة وعن تفسيخ المقولة وعن استغياب الآخرين.
هل كاريس كذّابة أيضاً؟
أنا أشتغل بحدود الصلاة، أشقى أثناء الكتابة كما يشقى الرهبان في العبادة، ولهذا السبب أبدو شديداً حدّ التعنّت في الوقوف قبالة الغلط وإن كان المدافعون عنه نصف جيش في وجه صوتي وحده..
ولطالما أثبت لي الوقت صوابيّة وجهة نظري، وجعلني أهمس في أذن حالي:
كنت على حق منذ البداية يا فتى، وكنت تبحث عن العدالة، لا عن ورقة توت حاول البعض أن يمطّوها كي تستر عوراتهم حتّى تمزّقت وبانت الفضائح كلها..”.
وختم كاتب “النار بالنار” منشوره متوعّدًا كل من يقف في طريقه:
“ما قالته كاريس غيضٌ من فيض، وأنا نفسي لم أبح بكل ما لديّ بعد، وأرجو ألا يضطرني أحمق مخادع ما لقول ما يزيد طينه بلّة…
سلام للحقيقة وإن قِيلت بعد حين..
لم أختر عنوان #النار_بالنار عن عبث.