بعض وكالات عرض الأزياء تسهل الدعارى… وبرنامج “تحقيق” يكشف كل المعلومات

عمل دائماً في الظّل وفي الكواليس ، في كواليس أهم البرامج التي اشرفت عليها Studiovision والتي عرضت على شاشتي روتانا وmtv نذكر منها برنامج “كلمة فصل” الذي قدّمته الاعلامية جومانا بو عيد ونشرة آخر الاخبار على شاشة روتانا وبرنامج “وأنا كمان” الذي قدّمته الاعلامية هيام أبو شديد وبرنامج ” تحقيق” الذي تقدّمه الاعلامية كلود ابو ناضر هندي وبرنامج جديد هو “The Doctors” يعرض ضمن شبكة البرامج الجديدة على محطة mtv ، هذا بالاضافة الى حلقات خاصة في مناسبات عدّة نذكر منها تكريم السوبرستار راغب علامة على شاشة mtv وحلقة خاصة بسلطان الطرب جورج وسّوف تعرض قريباً على شاشتي روتانا وmtv، سمير يوسف كان دائماً نبض هذه البرامج التي جيّر لها كل طاقته وشغفه وحماسته.

سمير يوسف بشهادة زملائه نشيط الى أبعد الحدود وتجربتي معه تؤكّد على صحّة ذلك ، فهو شغوف بعمله الى أبعد الحدود مثابر ومجتهد يصل نهاره بليله حين تدعو الحاجة ، صاحب أفكار غزيرة ومثمرة وبالرغم من صغر سنه استطاع ان يكسب خبرة تخوّله العمل على أي برنامج مهما زادت صعوبته ومهما علا شأن ضيوفه فهو أعدّ حلقات “كلمة فصل” وقام بأبحاث “بالطول وبالعرض” عن ضيوف البرنامج وكان معظمهم من الصف الأول وهذا يضع مسؤولية كبرى على كاهل معد برامج من هذا النوع فلهؤلاء الفنانين مسيرة فنية طويلة ومتشعّبة وتتضمن تفاصيل وتعقيدات كثيرة وبالرغم من كل ذلك تحدى سمير نفسه في أكثر من حلقة وقدّم للمشاهد – طبعاً بمشاركة فريق الاعداد كاملاً – حلقات “دسمة” وناجحة جداً من “كامة فصل” ، ولم يكن برنامج “وأنا كمان” أقل أهمية فمواضيعه كانت دقيقة وجريئة ولم يخطر على بالي يوماً ان يكون فريق اعداد هذا النوع من البرامج  من الشاب ، فمواضيع “وأنا كمان” تتطلب بمعظمها خبرة وحكمة ورصانة وعمق في المشاعر والتفكير والامر شاق وصعب وأي خطأ يكون قاتلاً فهو ليس برنامج ألعاب ومنوعات بل برنامج يقدّم معلومات ويتشارك ضيوفه الخبرات والتجارب والالم ، والاصعب من “وأنا كمان” برنامج “تحقيق” الذي يسلّط الضوء على أكثر المواضيع المثيرة للجدل في البلاد والتي يعاني منها المواطن كما تسلّط الضوء ايضاً على تقصير الدولة تجاه مواطنيها وتخاذلها واهمالها في معظم الايام .

البحث عن الحقيقة موضوع شاق وشائك ويتطلب الجرأة الكافية لمواجهة المسؤولين عن التقصير في اكثر المواضيع الحياتية المتعثّرة والمعقّدة ، وبدا جلياً ان معدي برنامج “تحقيق” يتمتعون بالجرأة الكافية للمواجهة والوقوف بوجه المتهمين بالفساد في الوطن وتتفاجأ ان معظمهم من جيل الشباب ، الشباب الممتلىء حماسة وتمرّداً ورفضاً للواقع الاليم الذي يتخبّط به المجتمع ، هذا الجيل الذي عاش الحرب وما خلفته من فساد وانقسام والم لخسارة الاحباء اللذين اما ماتوا خلال الاحداث اللبنانية ام هاجروا وتركوا غصة في قلوب عائلاتهم…

وحلقة الامس كشفت عن هوية فريق الاعداد وابرزهم سمير يوسف الذي شاهدناه طوال الحلقة و”ايدنا على قلبنا” ، سمير الذي لعب دور الشاب الباحث عن فتيات الهوى في الشقق المفروشة والنوادي الليلية والسوبر نايت كلوب وعلى الطرقات ، وتساءلت بالامس كما تساءل جميع اللبنانيين من أين استجمع  هذا الشاب كل هذه الجرأة وكيف “قوّى قلبو وطحش” على أكثر المواضيع صعوبة وحساسية في المجتمع اللبناني والذي يبدو الغوص فيها أشبه بعملية انتحار ، كون هذا الموضوع لا يقتصر على عملية عرض لفتيات الليل وتصويرهن والبحث عن اوكارهن  والاضاءة على الجانب المادي من الموضوع بل هو يتخطى ذلك ليشكّل وكراّ للدبابير وأعني طبعاً القوادين ، المافيا الخطيرة التي تتحكم بسوق بيع اللحم الابيض ،الـ Fresh Meat كما أسماها أحد هؤلاء بالامس وكان فخوراً جداً بالتحدّث عن بيع اللحم الابيض والطازج لفتيات بين ال18 و22 عاماً الاغلى ثمناً اللواتي يغريهن بعمليات تجميل وهواتف خلوية وسيارات “آخر موديل” مقابل ليال حمراء في احدى الشقق ام غرف الفنادق الفخمة.

تسمّر اللبنانيون بالامس امام الشاشة الصغيرة والذهول والقرف يعلوان على وجوههم،  فحتى لو كان اللبنانيون يعلمون بوجود شبكات دعارى في لبنان الا انهم كانوا دون أدنى شك يجهلون قذارة ما يحدث في الازقة والشقق المفروشة  وفي أماكن السهر، كما انهم ربما  يجهلون ان أسماء معروفة جداً ومشهورة تمارس الدعارى Delivery فيختارها الزبون على الكاتالوج Catalogue ويوصلها قوادها الى الزبون مقابل بعض آلاف الدولارات وأكثر ما استفز المشاهد بالامس عملية بيع وشراء القاصرات اللواتي يجبرن على ممارسة الدعارى بالقوة.

حلقة الامس أيضاً فتحت جرح وكالات الازياء والفضيحة الكبرى في الحلقة تمثّلت في بيع شراء عارضات الازياء اللواتي يلتحقن بأهم وكالات الازياء من أجل التمويه وابعاد الشبهات عنهن في حين يتكفّل صاحب الوكالة باستقدام الزبائن الذين يختارون العارضة بعد ان يلقوا نظرة على الـ Catalogue الذي يتضمن صوراً فاحشة للعارضات وعادة وبحسب التقرير يكون الزبائن من كبار المتمولين اللبنانيين والخليجيين الذين يتكارمون على الفتيات فيصل سعر الليلة الواحدة أحياناً الى 20000 دولار أميركي ان “كانت البضاعة تقّالة” كما جاء في التقرير .

وذلك يؤكّد ان التهم التي وجهتها الصحافة الى وكالات الازياء في اكثر من مناسبة متهمة اياها بالفحش والتسهيل للدعارى والتشجيع عليها في مكانها وان الصحافة كانت محّقة في شكوكها واتهاماتها ، فاحدى العارضات اعترفت بالامس لسمير يوسف الذي أعّد مجمل التقارير ان أصحاب الوكالات يجبرون الفتيات على ممارسة الدعارى مقابل 10 % من الارباح .

اما الفنانة المشهورة التي ذكرها التقرير والتي تبيع جسدها مقابل 3000 دولار فقط في الليلة الواحدة والتي يوصلها القواد بنفسه الى مكان سكن الرجال الراغبين بممارسة الجنس معها ،عرفنا من تكون وناسف لأجلها وندعو ان يلهمها الله الحكمة علها تعود الى صوابها ورشدها وتعي قيمة جسدها الذي سمحت ببيعه مقابل المال.

وما أثار غضبي بالامس هو استقدام فتيات من كل الجنسيات الى لبنان للعمل في الدعارة ، ومعظمهن من سوريا ، قدمن الى لبنان بهدف جني الاموال لأن السوق “مفتوحة” ولان ” فلتان الملق” و”كل من ايدو الو” ، الدولة غائبة وفي سبات عميق وفتيات الهوى الاجنيات يمرحن و يسهرن ويمارسن الجنس على حساب سمعة الفتاة اللبنانية وسمعة الوطن الذي تحوّل الى شقة مفروشة للدعارة، حتى بات لبنان على لائحة الدول التي تعتمد على السياحة الجنسية بعد روسيا واوكرانيا وغيرها من الدول التي تعتاش من الدعارة ، فلنغلق المدارس والجامعات والمتاحف والمكتبات والمسارح اذا ولنحول هذا الوطن الى بار او كباريه كبير يباع ويشترى فيه اللحم الابيض الـ Fresh كما اسماه احد القوادين .

تحية الى محطة mtv التي بادرت الى فتح هذا الملف الشائك الذي عمل سمير يوسف عليه لأكثر من شهرين وتحية الى مقدّمة البرنامج الذي سرق نجوميتها بالامس نجم الحلقة سمير يوسف الذي نتمنى وبجدية ان تؤمن له المحطة الحراسة فهو لعب بالنار ودخل وكر الدبابير بنفسه فلا بد ان ينتقم هؤلاء لانفسهم لان سمير كشف عن وجوههم في أكثر من محور في الحلقة.

ويبقى السؤال الاهم ، ماذا يحصل في لبنان ؟ لم هذه الفوضى؟؟ أين الدولة والمسؤولين عنها؟ الا تعون يا سادة ان الدعارة اشد وقعاً وأذية وقساوة من الحرب نفسها؟؟ الا تعلمون ان الدعارة آفة اشد ضراوة وخطورة على المجتمع من الفقر والمرض ؟ هل تعلمون ان ملّف الدعارة اهم واخطر من ملفات العمالة والسلاح وسرقة خزينة الدولة؟؟

لطالما تعلمنا الا نفرّط بالارض والعرض ، فبعد ان بعنا الارض للمتربصين بلبنان الذين ينهشون فيه كل يوم ، هل نبيع العرض ؟؟

وقفة تأمل يا قادة لبنان ، ففي حين تتشاجرون من أجل حصة هنا ومصلحة هناك ، وفيما تطالبون بالحقيقة وبالمحكمة وبمحاسبة شهود الزور يضيع الوطن وشرفه وعرضه فأي حقيقة أقسى وأشدّ ايلاماً ؟؟

قرروا ….

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com