رأي خاص- لوعة كارثة زلزال سوريا وحّدت نجومها،.. فقابلوا العجز بالاستماتة
لليوم الثالث على التوالي، لا زالت تداعيات الزلزال المدمّر، الذي وصلت قوته الى ٧.٨ على مقياس رختر وضرب مناطق جنوب تركيا وشمال ووسط سوريا، مخلفًا حتى الآن آلاف الضحايا ودمارًا كبيرًا.
وبعدما سلّط موقع “بصراحة” الضوء حول كيفية مسارعة النجوم الاتراك الى التبرّع والمساعدة في هذه الكارثة الانسانيّة التي ضربت تركيا، ها نحن الآن نسلّط الضوء على النجوم السوريين الذين تكاتفوا لمساعدة عائلاتهم واهلهم وناسهم في المناطق المتضررة جراء الزلزال في سوريا.
فقد لاحظنا كم ينشط النجوم السوريون في تجنيد حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لأجل ايصال الصور والفيديوهات من المأساة التي ضربت سوريا وذلك بهدف جمع التبرعات والمساعَدات مطالبين بفك الحصار عن بلدهم حيث تخطى هول الدمار ومشاهِد الموت كل الخلافات السياسيّة الضيقة حتى الدولية منها وسقط الحصار معنوياً امام فاجعة الموت وألم الفقدان والتهجير والدمار، فباتت الانسانية هنا على المحك تخضع فقط لاختبار الوجود الذي تحوّل الى احتمال غير مؤكد لدى ملايين ممن فقدوا مأواهم وأحبّتهم وحياتهم….
على مواقع التواصل الاجتماعي، على الشاشات والاذاعات وحتى في الميدان لم يوفّر نجوم سوريا اي فرصة او امكانية للدعوة الى المساعدة العينيّة او المعنويّة، فتحوّلوا الى صلة وصل بين الناس الذين يبحثون عن غالٍ تحت الانقاض او عن مأوى او لقمة خبز وغطاء….
جيّروا اصواتهم وعلاقاتهم ووصلوا ليلَهم بنهارهم محاولين المساعدة وعلى الأرجح المساعدة عن بعد، كون معظمهم خارج سوريا باستثناء عدد قليل ممن لم يغادروها ابداً .وهذه المساعدة عن بعد تعتبَر الأكثر ايلاماً حيث يتملك هؤلاء السوريون في بلاد الاغتراب، القريبة منها او البعيدة، الشعور بالعجز وقلّة الحيلة الا ان ذلك لم يحُل دون استماتتهم للوقوف الى جانب شعبهم حتى نفسهم الأخير على امل ان يطيل الله نفَس الضحايا الذين لا يتمنون ان يكون أخيراً بل ان يكون بداية لمعجزة إلهيّة وحياة جديدة.
بعضهم تبرّع بالمال واخرون برفع صوت الاستغاثة وآخرون تداعوا الى ساحات المأساة في سوريا او تركيا، من بينهم الشيف عمر الشهير على مواقع التواصل الذي جمع اليوم المواد الغذائية من بينها اكثر من ٢٥٠٠ ربطة خبز وخطوط هاتفية مسبقة الدفع وسافر من اسطنبول الى انطاكيا وغيرها من المناطق المتضررة للوقوف الى جانب ابناء بلده المقيمين هناك والذين تهجّروا من بيوتهم.
الا ان جميع السوريين دون اي استثناء توحّدوا اليوم على حب ارضهم وشعبهم وعلى تقديم كل نفيس وغالٍ في سبيل انقاذ الابرياء، مهما فرقتهم السياسة فيما مضى الا ان اليوم المصاب اليم جداً لا يحتمل خلافاً او اي اختلاف.
وكتبت رئيسة تحرير موقع “بصراحة”الزميلة باتريسيا هاشم عبر حسابها الخاص على موقع انستغرام باللهجة المحكيّة: “صح بالأزمات بتقدر تعرف معدن الناس. واظهرت سوريا ان نجومها يمكنفارقوها بالجسد يمكن افترقوا عنها بالسياسة بس هني كانوا اول ناس اطلقوا نداء استغاثة… واول ناس عم بكونوا صلة الوصل بين الوجع والوجع. واول ناس حوّلوا انظار العالم لبلدهم المنكوب. انتو عنجد كنتو مراية مشعّة لشعبكم بالحرب او بالسلم”.