رأي خاص- الى الاعلامية ياسمين عزّ… برافو عليكِ! يا فخر الاعلاميات العربيّات
باتريسيا هاشم: الى الاعلامية ياسمين عز، “برافو عليكِ” فأنتِ حققتِ ما لم تستطع مئات الاعلاميات في الوطن العربي تحقيقه اي الشهرة وسرعة الانتشار، فلم يبقَ بيت عربي لم يسمع بإسمك او يتعرّف عليكِ. والله برافو…وانا اعنيها ! فتخيلي كم اعلامية عربية اجتهدت وشقت وثقّفت نفسها وقرأت كتباً وحضرت مؤتمرات ولم تؤمّن شهرتك. حتى انسي الشهرة، لم تحصّل معظم الاعلاميات عدد متابعيكِ على مواقع التواصل الاجتماعي ولا حلمن بأن يكنّ “تراند” في اي موضوع او يكنّ حديث الشارع العربي او يتصدّرن عناوين المجلات والمواقع الاكترونية.
اقولها بالفم الملآن” واللهي برافو عليكِ” فأنتِ اخترتِ الطرف “الصحّ” دون تردّد. اخترتِ “الرجل” في حين تنحاز معظم اعلاميات الوطن العربي للمراة…فهذا ان دلّ على شيء فيدلّ على انك تفوقتِ عليهن جميعاً بذكائك ورؤيتك وحكمتك وعدلك….وكيف لا؟ والرجل العربي مظلوم ومذلول وغير مصان الكرامة وهو يتعرّض لأشدّ انواع العنف والتنكيل والاهانة. فأنا اوافقك الرأي في ان المرأة العربية مدلّلة لا تصون رجُلها ولا ترعاه وهي متسلطة وطاغية، لا تتعاطف معه ولا تشفق عليه. حتى انني سأثبت وجهة نظركِ…انتظري!
ابحثي عن كلمة “العنف الأسري” على موقع يوتيوب…جميع المعنّفين هم من الرجال،وجوه مهشّمة، اجساد مقطعة، كدمات وحروق ، رصاصة في الرأس ،طعنات متفرقة بسكين حاد وثقوب سجائر….
حتى ان تجاهلنا كل هذه الفيديوهات المستفزة والمنفّرة، ادخلي الى اروقة المحاكم، كلها قضايا عنف ضدّ الرجال الذين تمً التحرّش بهم او اغتصابهم او تعنيفهم. حتى ان امعنّا النظر قليلاً في خفايا هذه القضايا، قد نجد ان بعض هؤلاء الرجال هم ضحايا الزواج المبكر او الزواج بالاكراه ام ضحية امرأة لم تعدل بين ازواجها الاربعة.
نعم طبعاً انا اواففك الرأي بأن الأسرة هي اهمّ شيء في الحياة ويجب المحافظة عليها وهذا ما تقومين انتِ به اساساً وانا احييكِ على دورك الفاعل والمؤثّر في الاعلام لأجل الابقاء على روحية العائلة وعلى المساهمة في ابقائها متماسكة… واؤيد طروحك حول ان المرأة يجب ان ترعى زوجها “الفرعون” وان تتحول الى جارية في بلاطه الزوجي، وان تصونه كيفما كان وكيفما عاملها… فلتحمد ربها انها متزوجة اصلاً فالزواج بحدّ ذاته انجاز والباقي لا يهم…فلا يهم ان رباها والداها على احترام نفسها والانتصار لكرامتها ولا يهمّ ان كان لديها احلام ترغب بالاستمرار بتحقيقها…ولا يهم ان كان لها مبادؤها وقيمها وثوابتها في الحياة… كل ذلك لا يهم!
فيكفي ان تُرضي زوجها لكي تُرضي الله.
فلتسكُت ان اهانها
ولترضخ ان خانها
ولتجلس في زاويتها ان عنّفها
ولتتنازل ان منعها عن تحقيق احلامها
ولتسامح ان اساء معاملتها
حتى برأيي كما رأيك طبعاً….فلتعتذر صباحاً ومساءاً ان تجرأت على المطالبة بأقل حقوقها…
فهذه الحقوق بدعة اختلقتها المرأة بسبب نية مسبقة لتدمير عائلتها ورغبة دفينة منهن لانهاء زواجها وهدم بيتها… طبعاً!
فالرجل يجب ان يكون شغلها الشاغل الوحيد وارضاؤه يجب ان يكون هدفها الوحيد في الحياة…هكذا تفعل المرأة العاقلة التي تودّ حماية زواجها واسرتها وبئس عنفوانها وعزة نفسها وكرامتها واحلامها وحتى جسدها…
فكيف تتجرأ هذه الناكرة للجميل ان تنسى ان رجُلها قد اشتراها واصبحت ملكاً له ومن مقتنياته يفعل بها ما يشاء ومتى يشاء…
كيف تتجرأ هذه الغدّارة ان تنسى انه يشتري لها الطعام والملابس وانه منحها اطفالاً يجب ان تموت هي كل يوم ليعيشوا هُم في كنف “عائلة” .او ليست الامومة عنواناً عريضاً لسحق الذات ونسفها؟
زميلتي ياسمين عزّ…
مبروك عليكِ شهرتك وتصدرك كل عناوين الدنيا ان كان هذا كل ما تطمحين اليه ولكن دعيني اقول لك بصراحة انك خذلت ملايين النساء في وطننا العربي وانك لا تشرّفين الاعلام ولا الاعلاميين ممن كرّسوا حياتهم لأجل الدفاع عن كرامة وحقوق اي امرأة مظلومة ومسحوقة في هذه الأمة العربية، دعيني اقولها في وجهك انك اكبر خيبة أمل لكل امرأة على هذه الارض…وكل ما اتمناه لك ان تذوقي من كأس الظلم المرّ الذي تصرّين على ان تشرب كل النساء منه عنوة، هن اللواتي تأملن فيكِ خيراً فسقطتِ في امتحان الانسانية…ونصيحة اخيرة لك، حين تجدين متسعاً من الوقت، شاهدي رضوى الشربيني على التلفزيون….علّكِ تتعظين وتستفيقين من سبات انهزامك المرَضي امام رغبتك في استجداء الرجال ونيل رضاهم!