رأي خاص- الإعلام في خِدمة نجوم العالم الافتراضي… الواقع المرير
باتريسيا هاشم: تنشغل بعض المواقع الالكترونية الاخبارية منذ مدة بأخبار ما يعرف بنجوم السوشال ميديا او ما يعرف بال “فاشينيستاز” وال “يوتيوبرز” او ال “تيكتوكرز” في ظاهرة لم نشهدها من قبل، ما يؤكّد على انحدار مستوى الاعلام وتراجع الثقافة والفكر.
فكيف لشابة تستعرض كل يوم ازياءها واطباقها ورحلاتها وماكياجها ان تشغل اقلامكم الى هذه الدرجة؟ وكيف لشاب يستعرض ثراءه وترف حياته وسهراته ان يشغل مواقعكم الى هذه الدرجة؟ وكيف للنميمة والانحدار الاخلاقي والفكري ولخلافاتهم بين بعضهم ان تشغلكم وقرّاءكم الى هذا الحدّ؟ وكيف تسمحون ان تتحولوا الى اداة للتسويق لهم في حين تغضّون الطرف عن مبدعين مثقفين وراقين في بلادكم؟ امر لا يصدَّق!
ماذا يحدث في هذا العالم؟ لمَ تغيّرت المعايير والمبادىء الى هذه الدرجة؟ ماذا حصل حتى انحدرتم جميعاً الى هذه المستويات في حين كنتم في السابق سلطة رابعة تحمي عروش المبدعين وتزلزل عروش المتطفلين؟
ماذا حصل حتى تخلّيتم عن اقلامكم التي كانت تنصف اهل الفكر والثقافة والعقول النيّرة وبتّم تلهثون وراء اخبار من يفتقدون لها؟
ماذا حصل حتى بتّم تستجدون مقابلة ممن يبيعون الاوهام على منصّات افتراضية وتتجاهلون الممتلئين ابداعاً ونوراً في الحياة الواقعية؟
لا نعلم ماذا حصل ولكن لم يفت الاوان بعد لتصحيح مسار اقلامكم واعادة الاعتبار لها والحدّ من تيار فكري ومجتمعي مأساوي يجتاح ثقافتنا العربية ويعد بدمار شامل لها.فهل تراجعون حساباتكم قبل فوات الاوان وتصححون الاخطاء التي اقترفتموها جراء دعم من لا يستحقون دعمكم؟